

الصورة: لقطة شاشة من فيديو نشرته إدارة التمكين الحكومي - أبوظبي
تُحذر الجهات الرسمية وخبراء الأمن السيبراني في الإمارات من مخاطر الخصوصية المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تحول الصور الشخصية إلى رسوم كرتونية أو "أفاتار" رقمي، حيث يكمن الخطر في ما هو أبعد من جانب الترفيه الظاهر.
أكدت دائرة التمكين الحكومي في أبوظبي أن هذه التطبيقات، رغم متعتها وشعبيتها المتزايدة، تجعل المستخدمين عرضة لكشف بياناتهم الحيوية الحساسة دون وعي منهم. مشاركة صورة واحدة فقط قد تكفي لتدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي على التعرف إلى وجه الشخص واستخدامه، ما يفتح الباب أمام سرقة الهوية أو الاستغلال التجاري أو حتى إنتاج مقاطع فيديو مزيفة يصعب تمييزها عن الواقع.
وأوضح الخبراء أن غالبية هذه التطبيقات لا توضح للمستخدمين أين تُخزَّن الصور أو كيف يتم استخدام البيانات. بل إن بعضها يمنح نفسه عبر شروط استخدام مبهمة صلاحيات واسعة لمعالجة البيانات ومشاركتها مع جهات خارجية دون علم العميل، ما يزيد من خطر إساءة استعمال الصور في الاحتيال، أو إنشاء حسابات وهمية، أو تجاوز أنظمة التأمين القائمة على ملامح الوجه.
تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب.
وأضافوا أن بعض الصور تحمل بيانات وصفية مخفية، مثل موقع التصوير أو نوع الجهاز المستخدم، مما يعرض خصوصية المستخدم لخطر أكبر. وفضلاً عن ذلك، غالبًا ما تُستخدم هذه الصور في تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي، ما يسمح للشركات أو حتى جهات مجهولة بامتلاك بيانات حيوية يصعب تغييرها لو تعرضت للاختراق.
ونصح المختصون باتباع الإجراءات الآتية لتقليل المخاطر:
حذف التطبيقات والصور غير الضرورية التي استُخدمت على هذه المنصات.
تقييد أذونات التطبيقات والحد من وصولها الكامل للصور أو البيانات.
توعية المحيطين، خصوصًا العائلة والأصدقاء، بخطورة مشاركة الصور عبر تطبيقات غير موثوقة والعمل على نشر الوعي الرقمي.
ونبَّه الخبراء إلى ضرورة الالتزام باستخدام منصات موثوقة وذات حماية قوية للبيانات، وعدم الانخداع بالتطبيقات المجانية التي قد تبدو بريئة لكنها في الواقع تستغل البيانات الشخصية لأغراض قد تكون تجارية أو خبيثة. وحذَّروا بأن ملامح الوجه، بخلاف كلمات المرور، لا يمكن تغييرها إذا ما تم استغلالها أو تسريبها.
أخيرًا، رغم أن هذه التطبيقات تتيح للمستخدمين التعبير عن أنفسهم وخلق محتوى إبداعي، شدد خبراء الأمن الرقمي بالإمارات على أهمية تحقيق التوازن بين الإبداع الرقمي وخصوصية البيانات، فالمخاطر الناجمة عن إساءة استخدام هذه الأدوات في تصاعد مستمر وينبغي التعامل معها بوعي وحذر