استعادة ذكريات الماضي وعين على المستقبل
استعادة ذكريات الماضي وعين على المستقبل

الإمارات ذاكرة تتجدد في حكايات كبار السن المواطنين

جمع كتاب خطوط الحكاية" قصصاً من 30 عضواً بارزاً في المجتمع سيتم نشرها خلال العام
تاريخ النشر

ولد الإماراتي يوسف أحمد تالي العلي في عام 1951، وعمل كغواص للؤلؤ وصياد حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتحدث يوسف عن صعوبة الحياة قبل إتحاد الإمارات . وقال متحدثاً لصحيفة خليج تايمز : "كان من الصعب كسب لقمة العيش والسفر، كان عليك أن تصنع كل ما تحتاجه بنفسك، سواء كان ذلك القدور والمقالي، أو المروحة أو حتى السقف، كان عليك أن تصنعه يدوياً من أوراق شجرة النخيل، ولم تصبح الحياة أسهل إلا بعد اتحاد الدولة."

وتم توثيق مغامرات يوسف في البحر وذكرياته التي دامت سبعة عقود في كتاب يروي قصص الحياة في الإمارات بدءاً من الخمسينيات. وقد جمع كتاب"خطوط الحكاية" "Storylines" قصصاً من أكثر من 30 عضواً بارزاً في الدولة وسيتم نشره في وقت لاحق من هذا العام، وهو تعاون بين دار النشر المحلية "يوهيب بوك"(Uhibbook) وهيئة المساهمات المجتمعية في أبوظبي.

وقالت "ساديا أنور"، مؤسسة دار النشر "يوهيب بوك"(Uhibbook): "كان هذا أحد أمتع المشاريع التي عملنا عليها على الإطلاق، لقد أمضينا ما يقرب من ثمانية أشهر نتحدث ونتعامل مع هؤلاء المواطنين من كبار السن ونستمع إلى قصصهم. لقد كانت تجربة غنية جداً بالنسبة لنا حيث تلقينا ما يعادل 30 عاماً من الحكمة في 30 دقيقة فقط".

يوسف أحمد تالي العلي
يوسف أحمد تالي العلي

رحلة ذكريات

وفي حدث نظم يوم الأحد في جامعة نيويورك أبوظبي، اجتمع كبار السن والمتطوعين لمشاركة قصص تجاربهم للمرة الأخيرة، قالت "كريستين بنتيكوست"، وهي مقيمة اسكتلندية انتقلت إلى الإمارات بعد زواجها من مواطن إماراتي في أوائل الثمانينيات: "أكثر ما استمتعت به في هذا العمل عندما كنت أروي القصص هو استرجاع العديد من الذكريات المنسية".

كريستين العنصرة
كريستين العنصرة

وتذكرت أيامها في أبو ظبي عندما انتقلت إليها لأول مرة. وقالت: "كان زوجي يعمل مع شركة أدجاز، وخلال فصل الشتاء، كان يتم تنظيم نزهات للموظفين في جزيرة السعديات، وكنا نستقل قارباً للوصول إلى هنا، ولم يكن هناك سوى أميال وأميال من الرمال وبعض الشجيرات. كان هذا كل ما هو موجود على هذه المساحة من الأرض، واليوم من الصعب أن نصدق أن هذا المبنى الجميل لجامعة نيويورك أبوظبي يقع في المكان نفسه".

وشارك الوافد الهندي، فاروق مصباح، في هذه الفعالية بالحديث حول كيفية وصوله إلى دولة الإمارات في العام 1973. وتذكر قائلاً: "جئت لأول مرة إلى دبي من بومباي على متن سفينة، وبعد بضعة أيام ذهبت في رحلة إلى أبو ظبي، في تلك الأيام، كانت يتم تفتيش الجوازات بين الإماراتين، ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن وأنا أعمل في الإمارة في نفس الشركة نفسها .

فاروق مصباح يحتفل بعيد ميلاده مع كبار الأعضاء الآخرين
فاروق مصباح يحتفل بعيد ميلاده مع كبار الأعضاء الآخرين

وتفاجأ فاروق، الذي احتفل بعيد ميلاده الخامس والسبعين يوم الأحد، عندما تم إحضار كعكة له أثناء الفعالية، وقال: "هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أقطع فيها كعكة، وأنا سعيد لأن ذلك تم هنا مع بعض الأصدقاء الجدد الذين كونتهم أثناء العمل على هذا الكتاب".

تجربة لا تنسى

و قام موقع"يوهيب بوك" (Uhibbook) بالتعاون مع العديد من المتطوعين على جمع وترتيب القصص وكانت تجربة لا تنسى بالنسبة للكثير منهم.

وكانت توجان حمايدة تبحث عن تجارب تطوعية عندما أتيحت لها الفرصة. وقالت: "لم أتخيل أبداً أنه شيئٌ سأستمتع به جداً، لقد تحدثت مع امرأة كانت تعيش في واحة صغيرة في العين في فترة الستينيات، حتى أنها كانت تحمل مكيالاً صغيراً كانت تستخدمه في تلك الأيام. وكانت القصص التي شاركتها وتجاربها في حياة الواحة معلومات جديدة تماماً بالنسبة لي، لا أستطيع حتى أن أتخيلها".

توجان حمايدة
توجان حمايدة

وقالت توجان، التي عاشت طوال حياتها في دولة الإمارات، إن هذه التجربة ساعدتها على فهم الدولة بشكل أفضل. وقالت: "أحد كبار الموظفين الآخرين الذين عملت على قصتهم كانت امرأة عراقية تبلغ من العمر 85 عاماً وتعيش في الإمارات منذ فترة طويلة."

وأضافت : “لقد أخبرتني عن قصة حدثت في السبعينيات عندما سافرت من أبو ظبي إلى دبي، قالت أنهم قضوا يومهم بأكمله في دبي وعندما عادوا إلى منزلهم، أدركوا أنهم تركوا الباب الرئيسي مفتوحاً تماماً طوال اليوم، ولكنهم لم يجدوا أي شيء مفقوداً. ولا يزال هذا الأمن والأمان موجوداً في دولة الإمارات . لذلك، و بوجود العديد من التغييرات في الإمارات إلا أن هذا الأمر ظل دون تغيير".

ساديا
ساديا

وبحسب ساديا، فإن اسم "Storylines" يرمز إلى أشياء كثيرة. وقالت: "إنها تمثل الخطوط التي تتشكل على وجوه الناس مع تقدمهم في السن". "كما تمثل أيضاً الروابط التي تربطنا جميعاً معاً، وتسنى لكبار السن تكوين علاقات جديدة في هذه الفعالية، بل وتمكنوا أيضاً من إعادة اكتشاف الروابط القديمة. على سبيل المثال، ذكر أحدهم حضور سينما في الهواء الطلق في مدينة العين، واتضح أن أحد كبار السن لدينا كان يساعد والده وعمه في إنشاء تلك السينما، حتى أن بعضهم اكتشف زملاء الدراسة السابقين ثانية".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com