الإمارات توظف الذكاء الاصطناعي لتطوير مهارات المعلمين والطلاب

حذّرت وزيرة التربية من أن الاعتماد السلبي على الذكاء الاصطناعي يضعف التفكير النقدي لدى الطلاب
الإمارات توظف الذكاء الاصطناعي لتطوير مهارات المعلمين والطلاب
تاريخ النشر

قالت وزيرة التربية والتعليم في الإمارات، معالي سارة الأميري، إن آلاف المعلمين سيخضعون لتحليل فجوات القائم على الذكاء الاصطناعي، لفهم كيفية تعزيز المهارات المعرفية والعملية لدى للطلاب الصغار لتحقيق النجاح.

وأوضحت الأميري خلال مشاركتها في فعالية "فرصة تيك" — الحدث السنوي الذي تنظمه مجموعة الإمارات لعرض الابتكار والنماذج الأولية والتقنيات ومنظومة الشركات الناشئة: وقالت: "لقد أعدنا تصميم إطار الكفاءات الخاص بالمعلمين، لأن دورهم يجب أن يتطور ليواكب المهارات المطلوبة لتوجيه المتعلمين في عالم غني بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. وخلال هذا الأسبوع تحديداً، يخضع آلاف المعلمين في مختلف أنحاء الإمارات لتحليل فجوات مدعوم بالذكاء الاصطناعي لتحديد المسار نحو تطوير مهاراتهم بما يتناسب مع مستقبل التعليم".

وأضافت خلال حديثها حول موضوع "كيف تعمل التكنولوجيا على إعادة تعريف التعليم العام": "هدفنا هو تمكين المعلمين - وليس استبدالهم - لضمان قدرتهم على تنمية المهارات المعرفية والأخلاقية والعملية التي يحتاجها طلابنا للنجاح".

وتعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم، حيث تخطط الدولة لإدخال الذكاء الاصطناعي كمادة دراسية في جميع المدارس الحكومية اعتباراً من العام المقبل لإعداد الجيل القادم لمستقبل مختلف.

"لم يعد دور المعلم يقتصر على نقل المعلومات، فالمعرفة أصبحت في متناول اليد. بل ينبغي أن يصبحوا مطورين للمهارات، ومرشدين يقدمون التوجيه والقيم والمعنى لطلابهم".

قالت في خطابها: "رغم تطور الذكاء الاصطناعي، إلا أن العلاقة الإنسانية بين المعلم والمتعلم لا يمكن استبدالها؛ فالمعلم اليوم له دور محوري في تعزيز التفكير المنطقي العميق لدى الطلاب، وتزويدهم بالثقة لطرح الأسئلة والاستكشاف، وتعزيز الوعي بالمسؤولية وأخلاقيات استخدام التكنولوجيا. ونحن في دولة الإمارات نأخذ هذا الموضوع على محمل الجد، ونعيد تطوير أدوات تحليل البيانات لدينا لتمكين الذكاء الاصطناعي من دعم قرارات تعليمية ذكية عبر جميع مستويات النظام التعليمي."

وأشارت إلى أن نماذج الفصول الدراسية التقليدية تواجه صعوبة في إشراك الطلاب الأقرب إلى التكنولوجيا، وخاصة طلاب الصفوف العليا الذين ينتقلون إلى الجامعة، ونتيجة لذلك، يطمح عدد أقل من الشباب إلى أن يصبحوا معلمين.

ضعف التفكير النقدي لدى الطلاب

وحذّرت وزيرة التربية والتعليم من أن اعتماد الطلاب على مخرجات الذكاء الاصطناعي بشكل سلبي قد يُضعف قدرتهم على التفكير النقدي والمستقل.

وأشارت إلى أن الدراسات تشير بالفعل إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤثر على التطور المعرفي، وخاصة في مجالات مثل التفكير وحل المشكلات.

"إذا لم يتم توجيه استخدام الذكاء الاصطناعي بحذر، فقد يؤدي الاعتماد المفرط عليه إلى تعلّم سطحي، حيث يعرف الطالب الإجابة دون أن يفهم طريقة الوصول إليها. وإذا أصبح الطلاب مستهلكين سلبيين لمخرجات الذكاء الاصطناعي، فإننا نخاطر بإضعاف قدرتهم على التفكير النقدي والمستقل، وهذا سينعكس سلباً على جودة القوى العاملة." وأضافت أن تنمية المهارات البشرية يجب أن تكون أولوية.

وأضافت: "عندما يفهم الناس كيف تسير الأمور، من حيث المنطق وآليات النظام، يصبحون مستخدمين أذكى للتكنولوجيا. فهم قادرون على اتخاذ قرارات مناسبة، والتكيف مع أدوات جديدة، واكتشاف الأخطاء. وسيظلون قادرين على مواكبة التطورات التكنولوجية في عالم الذكاء الاصطناعي. فليس المهم فقط معرفة كيفية استخدام هذه الأدوات، بل يجب تعليم الناس متى ولماذا يستخدمونها، ومتى لا يجب ذلك. مهارات مثل التفكير المنطقي والفضول والقدرة على التكيّف، والحُكم الأخلاقي ستبقى ضرورية في التعليم والطيران وغيرها، وهذا يتطلب أيضاً أن يتطور دور المعلم."

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com