

كشفت دولة الإمارات العربية المتحدة عن أول نظام متكامل لرصد المناخ في المنطقة، مصمم لتتبع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وملوثات الهواء في جميع أنحاء الدولة. أُطلقت هذه المنصة خلال معرض جيتكس العالمي 2025، وستوفر لصانعي السياسات بيانات آنية وموثوقة لصياغة استراتيجيات مناخية قائمة على الأدلة، مما يمثل خطوة رئيسية نحو تحقيق طموحات الدولة نحو تحقيق هدف "صافي الصفر بحلول عام 2050".
قالت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة: "لا يُمكننا إدارة ما لا يُمكن قياسه. ويُمثل إطلاق النظام الوطني للرصد والإبلاغ والتحقق نقلة نوعية في حوكمتنا البيئية. فهو أداة استراتيجية تُمكّننا من قياس انبعاثاتنا بدقة، وفهم تأثيرنا البيئي، والوفاء بالتزاماتنا المناخية بثقة ومسؤولية".
إلى جانب تتبع الانبعاثات، يُبسّط النظام عملية إعداد التقارير وجمع البيانات، مما يُقلّص وقت إعداد جرد الانبعاثات الوطنية من 15 شهرًا إلى ثلاثة أشهر فقط، أي بنسبة تزيد عن 80%. كما تم تبسيط سير العمل من 11 خطوة معقدة إلى أربع خطوات آلية فقط.
تم تطوير النظام على مدى أربع سنوات، وتضمن إنشاء مقاييس مرجعية لأفضل الممارسات الدولية، وتحديد المنهجيات، وتشغيل مراحل تجريبية متعددة.
شرحت الدكتورة العنود الحاج آل علي، وكيلة الوزارة المساعدة للتنمية الخضراء وتغير المناخ بالإنابة، آلية عمل النظام ومن يستخدمه. ووصفته بأنه بمثابة "بوصلة" وطنية لتقييم التقدم نحو تحقيق هدف الصفر الكربوني بحلول عام 2050، وقد طُوّر بالتعاون مع جهات حكومية في جميع إمارات الدولة، بالإضافة إلى القطاع الخاص. وخلال جولة تعريفية تجريبية استمرت أسبوعين في مايو، تم تدريب حوالي 200 مستخدم على المنصة.
يُؤتمت النظام العمليات التي كانت تُجرى يدويًا سابقًا، مُدمجًا جمع البيانات ومُوحدًا عوامل الانبعاثات، والحدود، ومنهجيات إعداد التقارير عبر قطاعات مثل الطاقة، والصناعة، والنقل، والبنية التحتية، والمباني، والزراعة. يُمكن لشركات القطاع الخاص التي لديها انبعاثات التسجيل، وتحديد قطاعاتها وأنشطتها، واستلام حقول البيانات ذات الصلة تلقائيًا، مُستبدلًا بذلك سير العمل المُعقد الذي كان يتضمن 64 ملف إكسل، و245 كيانًا، و11 خطوة إجرائية.
وأشارت الدكتورة الحاج إلى أن الأتمتة قللت من خطوات إعداد التقارير بنسبة 64%، مما قلص مدة إعداد التقارير المناخية الوطنية أو الدولية من 15 شهرًا إلى ثلاثة أشهر، مما وفر الكثير من الموارد البشرية والبشرية. وأكدت أن المنصة مصممة للتطور، بالتعاون المستمر مع الجهات المعنية لضمان بقاء دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة عالميًا في مجال رصد المناخ والابتكار الرقمي.
قالت: "إن إزالة الكربون وتحقيق هدف صافي الصفر ليسا جهدًا حكوميًا فحسب، بل يلعب شركاء القطاع الخاص دورًا محوريًا. يُمكّنهم نظامنا من تقييم الانبعاثات، وتتبع التقدم، وتحقيق أهداف إزالة الكربون، بينما تُقدم الحكومة التوجيه والدعم اللازمين لجعل العملية سلسة قدر الإمكان".