

أطلقت دولة الإمارات هذا العام 10 أنظمة قائمة على الذكاء الاصطناعي تهدف إلى تسهيل حياة السكان وتعزيز الكفاءة في مختلف القطاعات، إضافة إلى المساهمة في ضبط المخالفين وتحسين جودة الخدمات المقدمة.
فقد تجاوزت دولة الإمارات خلال هذا العام دولاً مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة وجميع الدول العربية الأخرى في تصنيف مؤشر السعادة العالمي، حيث حصلت على المركز الحادي والعشرين. ويعود هذا الإنجاز اللافت ليس فقط إلى روح المجتمع القوية التي تتميز بها الدولة، وإنما أيضاً إلى الجهود الحكومية الفاعلة والمبذولة لجعل حياة السكان أكثر سهولة وأماناً.
ويعد الاستخدام الفعّال للذكاء الاصطناعي من أهم العوامل التي ساهمت في هذا النجاح، إذ ساعد في تبسيط الخدمات وتعزيز الكفاءة عبر مختلف القطاعات.
أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي في الإمارات:
رصد مخالفات الإقامة
سيتم قريباً نشر أسطول من السيارات المجهزة بأنظمة تلتقط صور الوجوه في الوقت الفعلي وتُعالجها فوراً. تستخدم هذه السيارات خوارزميات متقدمة للذكاء الاصطناعي لتحليل ملامح الوجه بسرعة ودقة، مما يضمن التعرف الدقيق على الأفراد.
ويستطيع النظام الذكي داخل المركبة التعرف فوراً على الأشخاص المطلوبين عبر تقنيات مطابقة الأنماط المتقدمة، كما يرسل تنبيهات فورية عند التطابق مع أي سجل في قاعدة البيانات، ما يسمح باستجابة سريعة وفعّالة.
ويستخدم النظام الداخلي تقنية التنبؤ لدعم اتخاذ القرارات المباشرة، كما يحافظ على اتصال مباشر وآمن بقاعدة بيانات الجهات المعنية لضمان دقة المعالجة.
نظام مواقف بلا حواجز
كشفت شركة “Q Mobility”، المشغلة لإدارة المواقف والبوابات في أبوظبي، عن نظام “المواقف الذكية بلا حواجز” الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي.
يوظف النظام تقنيات التعرف التلقائي على لوحات المركبات، وكاميرات ذكية، وأنظمة دفع آلية، وإدارة لحركة المرور في الوقت الفعلي لتقديم تجربة مواقف سلسة بدون توقف أو تذاكر.
تعزيز دقة تلقيح السحب
يتم حالياً تنفيذ مشروع بحثي دولي بدعم إماراتي يستخدم الذكاء الاصطناعي والنماذج المتقدمة لتقييم قابلية السحب للتلقيح في الوقت الفعلي، بهدف جعل عمليات تعزيز هطول الأمطار أكثر دقة وفعالية.
ويجري تمويل المشروع من قبل برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار (UAEREP).
بوابة الهجرة
قريباً، لن يضطر المسافرون إلى الوقوف في طوابير طويلة عند المطارات.
فقد تم تركيب نظام ذكاء اصطناعي جديد في مطار دبي الدولي يعمل دون الحاجة إلى مكاتب أو فحص وثائق أو تمرير جواز السفر، فسيمر المسافر ببساطة عبر ممر ذكي تقوم فيه أجهزة استشعار خفية بمسح ملامح الوجه بدقة.
يمكن للممر الذكي التعامل مع ما يصل إلى 10 مسافرين في نفس الوقت، ويتيح إنهاء إجراءات الجوازات خلال مدة تتراوح بين 6 و14 ثانية فقط.
كشف مخالفات حزام الأمان واستخدام الهاتف
عرضت شرطة دبي خلال معرض جيتكس هذا العام نظام مرور ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لاكتشاف المخالفات المرورية تلقائياً دون أي تدخل بشري.
حيث تعمل المنصة المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تحليل اللقطات الحية لتحديد المخالفات في الوقت الفعلي وتقييم مدى التزام السائقين بقواعد الطريق.
ويستطيع النظام اكتشاف خمس مخالفات رئيسية وهي: عدم ربط حزام الأمان، واستخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، وإعاقة حركة المرور، والتوقف في منتصف الطريق بدون سبب، وعدم الحفاظ على مسافة آمنة بين المركبات.
خفض حوادث دراجات التوصيل إلى النصف
تعمل هيئة الطرق والمواصلات بدبي على مشروع مدعوم بالذكاء الاصطناعي يهدف إلى تقليل الحوادث بين سائقي دراجات التوصيل بنسبة لا تقل عن 50%.
سيتم تركيب كاميرات وتقنية التعرف على الوجه وأنظمة التتبع عن بُعد على الدراجات للتأكد من أهلية السائقين والتزامهم بخطط القيادة الآمنة.
وسيُستخدم نظام التعرف على الوجه لرصد ما إذا كان السائق يستخدم هاتفه أو لا يركّز على الطريق.
كما سيُضاف نظام تحديد نطاق جغرافي يمنع السائقين من تجاوز نطاق التوصيل المسموح لهم به، ويجري حالياً اختبار النظام على 12,000 دراجة في مرحلته التجريبية الأولى بالتعاون مع عدة شركات توصيل.
خفض فواتير الكهرباء والمياه
أطلقت هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) نسخة مطوّرة من برنامج “الحياة الذكية” الذي يساعد المستهلكين على معرفة ما إذا كان استهلاكهم للكهرباء والمياه أعلى أو أقل من متوسط استهلاك جيرانهم.
وبناءً على البيانات المستخلصة من الذكاء الاصطناعي، يعرض النظام مقارنات وتوصيات لتقليل الاستهلاك والوصول إلى المعدلات المثالية في الحي، وأوضح الدكتور علي راشد بن غيث السويدي، الرئيس التنفيذي للابتكار في الهيئة، أن النظام يقدم نصائح مخصصة بناءً على سلوك المستخدم لتقليل الفواتير.
ملف صحي ذكي للتنبؤ بالأمراض
تستخدم دائرة الصحة – أبوظبي الذكاء الاصطناعي لإنشاء ملف صحي ذكي للمقيمين بهدف التنبؤ بخطر الإصابة بالأمراض مثل السكري والسرطان قبل ظهور الأعراض.
وقد تم تطبيق النظام في جميع المستشفيات والعيادات، ليتيح للأطباء اتخاذ تدخلات مبكرة بناءً على بيانات طبية شاملة منذ ولادة المريض وحتى الوقت الحالي.
ويحلّل النظام هذه البيانات لرصد أنماط دقيقة يصعب على البشر ملاحظتها.
تسريع معالجة تصاريح العمل
أطلقت وزارة الموارد البشرية والتوطين نظاماً يستند إلى الذكاء الاصطناعي يسمى “Eye”، لتسريع معالجة طلبات تصاريح العمل.
يستخدم النظام وكيل الذكاء الاصطناعي لـ التحقق من صحة المستندات، مثل الصور الشخصية وجوازات السفر والشهادات الأكاديمية، والتأكد من دقتها وصحتها. من خلال تحليل المعلومات ومقارنتها آليًا، يُبسط النظام الإجراءات الإدارية، ويُسرّع الموافقات، ويُقلل من الأخطاء البشرية.
تدريب قادة المستقبل
أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً محورياً في تدريب قادة المستقبل في الإمارات، فقد أطلقت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية مبادرة “School 5.0” التي تهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي في جميع الجوانب الأكاديمية والإدارية.
توفر المبادرة للطلاب والكوادر الأدوات اللازمة لاستخدام التكنولوجيا بفعالية، وتعيد تصور التعليم القيادي في عصر البيانات، وسيتعلم الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز التعلم واتخاذ القرار، وليس كعامل تقييدي، وقال الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: “نحن ندرّب الطلاب على استخدام الذكاء الاصطناعي بفعالية، مع تقييم دقيق لمهاراتهم وضمان تحقيق أقصى استفادة من قدراته”.