الإمارات تحقق أحلام ريادة الأعمال في مهن فريدة
أصبح الشباب يميلون بشكل متزايد نحو ريادة الأعمال، مما يجعلهم يختارون مجالات إبداعية والسير نحو مهن فريدة من نوعها، وغالباً ما تعد مثل هذه المهن فرصاً عالميةً في مدن مثل ميلانو وباريس وطوكيو ونيويورك، بالإضافة لأعمال ممتعة على متن السفن السياحية التي بدورها تجذب الطلاب، نتج ذلك عن انتشار مدارس الطهي وصناعة المجوهرات وعرض الأزياء ودورات تصميم الأزياء.
ويعمل الكثيرون بجدٍ لتحقيق النجاح في هذه الصناعات الساحرة. على سبيل المثال، المغتربة التايلاندية بلوي سادانون بوثيكانغريت هي عارضة أزياء محترفة جاءت إلى الإمارات قبل ست سنوات.
كانت بلوي البالغة من العمر 31 عاماً، متخوفة في البداية بشأن كيفية سير الأمور بالنسبة لفتاة شابة من جنوب شرق آسيا تعيش في أحد بلدان الشرق الأوسط، وقررت أنها ستبذل قصارى جهدها على الرغم من كل الصعاب.
وقالت وهي تروي قصتها: “بدأت عرض الأزياء في سن 18 عاماً في تايلاند. جئت إلى دبي لأنني اعتقدت أن مسيرتي المهنية قد تتطور هنا، كان السوق مزدهراً وكانت هناك حاجة لعارضات آسيويات. كلٌّ منا له مخاوفه ولكن ينبغي أن لا تمنع المرء من تحقيق أحلامه".
وكالة عرض الأزياء
بلوي، التي أصبحت الآن رائدة أعمال، ممتنة للدولة لتوفير منصة للفنانين الناشئين لصقل مهاراتهم عبر استوديوهات التصميم الحديثة ومهرجانات الفن والتصميم ومدارس التصميم الشهيرة والسوق المحلية المزدهرة.
وأضافت: “لهذا يعتبر هذا المكان عاصمة الموضة في المنطقة، أحب هذا المجال ولقد تعلمت الكثير في دبي في السنوات القليلة الماضية، وأصبحت دبي الآن موطني الثاني . اليوم أنا أدير وكالة عرض خاصة بي ولدي 3000 شخص في قاعدة البيانات الخاصة بالشركة".
"أحث الجميع على التركيز على ما يحبون القيام به وتطوير شغفهم." وأضافت بلوي: "عندما تأتي الفرصة، يجب على المرء أن يكون مستعداً لاغتنامها."
أحلام تصميم الأزياء
نشأت "تيجاسفي سانديب غورجار" البالغة من العمر 21 عاماً في دولة الإمارات وأكملت تعليمها المدرسي والجامعي فيها مما يجعلها خبيرة بكل ما يتعلق بالدولة.
مثل بلوي، تطمح تيجاسفي إلى أن تحقق حلم الطفولة لتصبح رائدة أعمال وتطلق خط أزياء خاص بها في يوم ما.
وقالت تيجاسفي، خريجة بكالوريوس تصميم الأزياء من جامعة أميتي دبي: "لقد كان علينا تقديم عرض تخرج، حيث كان على كل طالب من كلية تصميم الأزياء، تصميم مجموعة بأي موضوع أو مفهوم، وقد اخترت الموضوع الهندي الغربي إذ أنني أرى أنه رائج جداً الآن. لقد كان التركيز تحديداً على الأقمشة".
شددت الشابة التي تخرجت هذا العام على أن الخبرة التي اكتسبتها في المجال إلى جانب الدورة التدريبية كان لها قيمة كبيرة.
وقالت "لقد عملت لمدة تسعة أشهر كمشتري مساعد في ماكس، العلامة التجارية للأزياء التابعة لمجموعة لاندمارك. يجب أن تحصل جميع المنتجات التي يتم طرحها في السوق على موافقة المشتري لمعرفة ما إذا كانت تتناسب مع الجودة واللون والحجم المطلوب. نقوم بالتحقق من الجودة ثم نرسل موافقاتنا إلى المورد وبعدها يتم إطلاق المنتج. أعتقد أن تلك كانت تجربة تعليمية رائعة".
وتطمح تيجاسفي الآن إلى إطلاق علامتها التجارية الخاصة، ومواصلة تطوير التصاميم الهندية الغربية التي ابتكرتها.
واضافت "كنت دائماً مهووسة باللأقمشة الكتانية والمزركشة واللامعة و البراقة، لقد كان ذلك دوماً يجذبني، وبعد بضع سنوات من الخبرة سأبدأ بالتأكيد تصميم خط الأزياء الخاص بي.
صياغة المجوهرات العالمية
في الوقت نفسه، تم مؤخراً افتتاح أول حرم جامعي دائم لـ "ليكول الشرق الأوسط" بالشراكة مع حي دبي للتصميم (d3).
وتعمل مدرسة فنون صياغة المجوهرات العالمية على توسيع نطاق تأثيرها في المنطقة، وإشراك جمهور أوسع من خلال الاستفادة من التنوع الثقافي الغني في دبي.
بدأ المعهد عملياته من خلال تقديم 13 دورة عامة، توفر الدورات فرصة لاستكشاف فن تصميم المجوهرات وتاريخها تحت إشراف الخبراء والمتخصصين في المجال.
وسلطت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم الضوء على سمعة دبي المتنامية كمركز عالمي للتصميم والإبداع ووجهة للمؤسسات والشركات والعلامات التجارية من جميع أنحاء العالم.
وقالت: "توفر دبي بيئة معززة لريادة الأعمال والإبداع، وتوفر فرصاً لتبادل الخبرات في مختلف المجالات الإبداعية. ويؤكد إنشاء المقر الرئيسي الأول لليكول في الشرق الأوسط في دبي على الدور المحوري الذي تلعبه المدينة في الصناعات الإبداعية والتزامها بتوسيع حدود الابتكار."
افتتاح مدرسة طهي جديدة
وبالمثل، ستشهد جامعة سيمبيوسيس الدولية التي ستفتح أبوابها في دبي في سبتمبر المقبل، برنامجاً للطهي في العامين المقبلين.
وقال المعلمون إن ازدهار قطاعي الضيافة والسياحة في البلاد أدى إلى زيادة الطلب على التدريب المهني في مجال الطهي.
وقالت الدكتورة فيديا يرافديكار، النائب الأول لرئيس جامعة سيمبيوسيس الدولية، والمدير الرئيسي لمدرسة سيمبيوسيس: "تعد مدرسة سيمبيوسيس لفنون الطهي واحدة من أكثر المدارس شعبية في الجامعة. إن الطهاة الهنود هم الأكثر طلباً على مستوى العالم، خاصةً مع انتشار المطاعم الحائزة على نجمة ميشلان من أصل هندي. يبلغ عدد الطلاب 100 طالب فقط كل عام من بين آلاف المتقدمين. يميل الطلاب - وأكثرهم من الجيل زد Z - إلى المضي في مهن غير تقليدية. سيتم تقديم برنامج فنون الطهي المرحلة الثانية في دبي، عندما ننتقل إلى حرم جامعي أكبر."
وأكدت أنه يتم توظيف هؤلاء الطلاب على الفور في المطاعم وسلاسل الفنادق الكبرى ومجال المأكولات والمشروبات، ويرغب العديد منهم في المغامرة ببدأ أعمالهم الخاصة.
وأضافت: "والأهم من ذلك أن معظمهم يصبحون رواد أعمال ويفتتحون مطاعمهم الخاصة. من الجدير بالذكر أن دبي أصبحت سوقاً هاماً لأن مجال الضيافة منتشر بشكل كبير هنا."