

كيارا سبينا، أستاذة ريادة الأعمال والمشاريع العائلية، معهد إنسياد. تصوير: نيراج مورالي
للعام الرابع على التوالي، صنّف المرصد العالمي لريادة الأعمال (Global Entrepreneurship Monitor) دولة الإمارات في المرتبة الأولى عالميًا في مجالي ريادة الأعمال وريادة الأعمال النسائية.
تعكس هذه المكانة المتميزة ما أكدت عليه الدكتورة كيارا سبينا، أستاذة ريادة الأعمال والمؤسسات العائلية في كلية إنسياد (INSEAD)، خلال مشاركتها في فعالية "نحن النساء" التي نظمتها صحيفة خليج تايمز، حيث أبرزت كيف أن الدولة توفر بيئة داعمة فريدة للنساء المؤسِّسات، رغم استمرار التفاوتات بين الجنسين في مجال تمويل الشركات الناشئة على مستوى العالم.
قالت سيبينا خلال كلمتها أمام جمهور غفير في فندق العنوان سكاي فيو يوم الأربعاء: "لا يوجد مكان أفضل من دولة الإمارات". وأضافت: "لأربع سنوات متتالية، يحتل المرصد العالمي لريادة الأعمال دولة الإمارات المرتبة الأولى في ريادة الأعمال وفي ريادة الأعمال النسائية، كما أن وزيرة ريادة الأعمال في الدولة هي امرأة".
شاركت الأكاديمية المخضرمة، التي جمعت نحو مليوني دولار أمريكي وعملت مع أكثر من 3000 رائد أعمال حول العالم، رؤى مستفادة من عقد كامل من الأبحاث والإرشاد.
وأوضحت أن النساء ما زلن يواجهن عقبات كبيرة في الحصول على الاستثمار، واستقطاب الكفاءات، والوصول إلى شبكات العلاقات المهنية، رغم أنهن يؤسسن الشركات بمعدل يعادل معدل الرجال.
وقالت: "النساء يبدأن الأعمال بوتيرة لا تقل عن الرجال كل عام على مستوى العالم، ومع ذلك لا تتجاوز نسبة التمويل الذي تحصل عليه النساء من المستثمرين المحترفين 2 في المئة فقط".
ولتوضيح المشكلة، روت قصة محامية أطلقت مشروعًا لرياضة متنقلة سمّته "نادي رياضي في عربة"، لكنها واجهت صعوبة في جذب المستثمرين، بينما حظي رجل بفكرة مماثلة — وهو "شاب ترك المدرسة الثانوية ويهوى اللياقة البدنية" باهتمام إعلامي واسع وتمكن من جمع رأس المال بسرعة.
وأضافت قائلة: "للأسف، هذه ليست قصة استثنائية. فكثيرًا ما تُطرح على النساء أسئلة مختلفة من قبل المستثمرين، أسئلة تضعهن في موقف دفاعي، وهذا يجعل فرصتهن في الحصول على التمويل أقل بكثير".
كما أشارت إلى عوائق إضافية، منها محدودية الوصول إلى الشبكات المهنية والمواهب العليا، موضحة: "في بعض الأحيان، لا تمتلك النساء الشبكات نفسها التي يمتلكها الرجال، وبخاصة في المناصب العليا، حيث تعتمد عمليات التوظيف بشكل كبير على العلاقات. المسألة تتعلق بالتواصل وبالتموضع الاستراتيجي، وهو أمر بالغ الأهمية. وأحيانًا تُغلق الأبواب في وجه النساء... اقتراحي هو: لماذا لا تبنين بابكِ الخاص؟".
وأضافت: "تُظهر الأبحاث أن النساء لديهن شبكات أصغر حجمًا، لكنها أعمق من حيث العلاقات. فشبكاتهن أقل تعاملية، وهذا ما يجعل التواصل المجتمعي فعّالًا جدًا بالنسبة لهن، لأن الأهم هو تقديم القيمة أولاً، ثم الاستفادة من تلك العلاقة عند الحاجة".
ورغم هذه التحديات، أكدت أن الإمارات تبرز عالميًا ببنيتها التحتية المتطورة والتزامها القوي بدعم النساء في مجال الأعمال. وقالت: "بصدق، لا يوجد مكان أفضل لتكوني رائدة أعمال من هنا. النساء ورائدات الأعمال في الإمارات أمامهن الكثير ليقدمنه، وهن من يصنعن الفرص".