

يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على تعزيز كفاءة الطاقة العالمية بشكل كبير، وتسريع نشر شبكات الطاقة النظيفة، وتوسيع الوصول إلى الكهرباء، وفقًا لما قاله وزير الداخلية الأمريكي دوغلاس بيرغوم.
أوضح بيرغوم أن العالم وصل الآن إلى "نقطة التقاء بين وفرة الطاقة والذكاء الاصطناعي"، حيث تسمح التكنولوجيا بحل تحديات كانت في السابق محدودة بالبنية التحتية أو اللوائح. وقد أطلق هذه التصريحات أثناء حوار مع براد سميث، نائب الرئيس ورئيس شركة مايكروسوفت، في قمة أبوظبي العالمية للذكاء الاصطناعي.
وأضاف بيرغوم أن "شبكة الكهرباء حول العالم غير فعالة بشكل عام، ويمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق زيادة كبيرة في كفاءة واعتمادية الشبكة". وذكر أن تطبيق الذكاء الاصطناعي على كل شيء، بما في ذلك توليد وتوزيع الكهرباء، يمثل فرصة كبيرة.
وأشار إلى أن دمج الذكاء الاصطناعي مع ابتكارات الطاقة يمكن أن "يرفع الجميع"، وخاصة في المناطق النامية حيث يعتمد الملايين على الخشب للطهي والتدفئة. وأضاف أن هناك ملايين الأشخاص يعانون من أمراض تنفسية بسبب الطهي بالخشب، مؤكداً أن هناك فرصة لتحسين وضع الجميع من خلال هذه الإضافة في مجال الطاقة.
تطرق النقاش أيضًا إلى البنية التحتية الضخمة المطلوبة لدعم ثورة الذكاء الاصطناعي. وأشار بيرغوم إلى خطط الإنفاق القياسية لشركة مايكروسوفت كمثال على كيفية بناء شركات التكنولوجيا الكبرى لما وصفها بـ"مصانع الذكاء الاصطناعي" وهي مراكز بيانات وحوسبة كبيرة تدعم التطبيقات المستقبلية. وقال إن ميزانية النفقات الرأسمالية للعام المقبل تبلغ 84 مليار دولار، مؤكداً ضرورة بناء الطاقة وإنشاء هذه المصانع في ظل السباق الحاد لتطوير الذكاء الاصطناعي.
اتفق سميث مع ذلك، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي سيصبح تكنولوجيا عامة تستخدم في جميع نواحي الحياة من الرعاية الصحية والتعليم إلى الطاقة النظيفة والتنمية الاقتصادية. وقال إن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي تجعل الإنسان قادرًا على إنجاز ما يريد بشكل أفضل.
بصفته حاكم ولاية سابق، أشار بيرغوم إلى أن الاختناقات التنظيمية أبرز العقبات التي تعيق بناء مراكز البيانات وتحسين الشبكات الكهربائية. وذكر أن تسريع إصدار التصاريح وتخفيض الحواجز الاستثمارية يجب أن تكون من الأولويات الوطنية. وأضاف أنه في معظم الدول يستغرق الحصول على تصريح وقتًا طويلاً، ويجب تقصير هذه الفترات لضمان إمكانية التنفيذ سريعًا نظراً لسباق التطوير في الذكاء الاصطناعي.
كما أوضح أن الدروس المستفادة من الحكم على مستوى الولايات — مثل الحفاظ على ضرائب منخفضة وبيئة تنظيمية مشجعة — تُطبق الآن على المستوى الفيدرالي لتسريع الابتكار والاستثمار في جميع الولايات.
واختتم بيرغوم حديثه بربط سياسة الطاقة الأمريكية الداخلية بإستراتيجية أوسع تتمثل في "الدبلوماسية الطاقوية" التي تهدف إلى ضمان الاستقرار العالمي ودعم الحلفاء، بما في ذلك دول الشرق الأوسط. وأكد أن السياسة الطاقوية الأمريكية تركز على الوفرة، بهدف توفير طاقة كافية لبيعها للأصدقاء والحلفاء لكي لا يضطروا للشراء من خصومهم.
وأضاف أن زيادة إنتاج الطاقة من جميع المصادر ستساهم في تمويل الذكاء الاصطناعي وخفض تكلفة رأس المال، مما يمكن الجيل القادم من التطور التكنولوجي. وذكر أن العالم سيكون في وضع أفضل مع تزايد الطاقة من جميع المصادر المختلفة.