تعزيز الاستدامة مسؤولية مشتركة
تعزيز الاستدامة مسؤولية مشتركة

الإمارات: التخلص من 25 مليون حذاء سنوياً ..دعوات لتعزيز الاستدامة

يكشف الخبراء عن التكاليف الخفية للأزياء من خسارة الإيرادات إلى التأثير البيئي للإفراط في الإنتاج وسوء إعادة التدوير
تاريخ النشر

يتم التخلص من 25 مليون زوج من الأحذية كل عام في الإمارات العربية المتحدة. وعلى الصعيد العالمي، يصل العدد إلى 22 مليار زوج سنوياً، وهو رقم مذهل يعكس حجم النفايات الكبيرة.

وفي سياق تسليط الضوء على هذه الإحصائية المقلقة، يدعو خبراء من مجموعة متعددة الجنسيات مقرها في الإمارات السكان إلى "حماية البيئة"، مشددين على أن تعزيز الاستدامة هو "مسؤولية مشتركة".

مع ظهور تصميمات جديدة باستمرار في السوق، من المهم ملاحظة أن زوجاً واحداً من الأحذية يستغرق في المتوسط ما بين 30 إلى 40 عاماً حتى يتحلل بالكامل.

صرّح "راجيش جارج"، الرئيس المالي ورئيس الاستدامة في شركة لاندمارك للتجزئة، خلال افتتاح منشأة جديدة لإعادة تدوير المنسوجات في دبي وورلد سنترال يوم الاثنين: "في دولة الإمارات العربية المتحدة، يتم التخلص من نحو 25 مليون زوج من الأحذية سنوياً".

وبالمثل، سلط راجيش جارج الضوء على السلع الاستهلاكية الأخرى في صناعة الأزياء، واصفاً إياها بأنها "الصناعة الأكثر تلويثاً". وقال جارج: "يتم إنتاج 120 مليار قطعة ملابس سنوياً، ولا يُرتدى سوى 30% منها مرة واحدة فقط. أما نسبة الملابس التي يُعاد تدويرها، فلا تتجاوز 1% فقط. وعلى الصعيد العالمي، تصل شاحنة محملة بالملابس إلى مكبات النفايات كل ثانية. وتفوق انبعاثات صناعة الأزياء تلك الناتجة عن الطيران والشحن معاً، حيث تسهم بنحو 10% من إجمالي الانبعاثات العالمية".

وفي سياق توضيح التكاليف البيئية الخفية لصناعة الأزياء وعادات الناس المتبعة في الغسيل، أشار الخبراء أيضاً إلى الخسائر المحتملة في الإيرادات السنوية لصناعة النسيج. وتعود هذه الخسائر إلى ممارسات مفرطة، مثل الإنتاج الزائد، والاستخدام المحدود للملابس، وضعف أساليب إعادة التدوير.

"تمثل صناعة الأزياء فرصة مهدرة بقيمة 500 مليار دولار، والكثير منها مخفي. فعلى سبيل المثال، يؤدي غسل الملابس إلى إطلاق 51 مليار زجاجة من الألياف الدقيقة في المحيطات سنوياً. لذا، في المرة القادمة التي تفكر فيها في غسل سروالك الجينز دون حاجة، تذكر أن هذا الفعل البسيط يساهم في تفاقم العديد من القضايا البيئية".

عملية التصنيف. الصور: نانديني سيركار
عملية التصنيف. الصور: نانديني سيركار

إنتاج النفط المستهلك بواسطة الألياف الصناعية

وأشار جارج أيضاً إلى أن التأثير البيئي لصناعة الأزياء يشكل مصدر قلق متزايد، خاصة عند النظر إلى الموارد التي تستهلكها.

"علاوة على ذلك، تعتمد صناعة الأزياء الصناعية بشكل كبير على النفط. ولتوضيح هذا الأمر، يمكن القول إن إنتاج الألياف الصناعية وحده قد يستهلك ما يعادل إنتاج 100 يوم من النفط في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تُعد من أكبر منتجي النفط في العالم. هذا يعكس حجم التحدي الذي نواجهه. بالإضافة إلى ذلك، فإن جزءاً ضئيلاً فقط من المواد البلاستيكية ومواد التغليف المستخدمة في صناعة الأزياء قابل لإعادة التدوير."

تعزيز الاستدامة

في غضون ذلك، عقد مجلس الإمارات للاقتصاد الدائري اجتماعه الأول لعام 2024 بتشكيلته الجديدة، وذلك بالتزامن مع إطلاق المنشأة الجديدة. ترأس الاجتماع معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد ورئيس مجلس الإمارات للاقتصاد الدائري.

عبدالله بن طوق المري
عبدالله بن طوق المري

وناقش المجلس مجموعة من المقترحات والتوجهات الجديدة لتنفيذ "سياسة الاقتصاد الدائري 2021-2031"، بهدف تعزيز الاستدامة وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد. كما ركزت المناقشات على توحيد الجهود الوطنية لتسريع وتيرة مبادرات الاقتصاد الدائري في الدولة.

وأكد خبراء آخرون في الصناعة أيضاً على أهمية تقليل النفايات النسيجية وتعزيز الاستدامة في قطاع النسيج في دولة الإمارات العربية المتحدة، معتبرين ذلك مساراً نحو الابتكار والنمو الاقتصادي، فضلاً عن كونه خطوة نحو مستقبل مستدام.

وقالت "رينوكا جاغتياني"، رئيسة مجلس إدارة مجموعة لاند مارك: "إن حماية البيئة مسؤولية مشتركة، ولا يمكن لأي فرد تحقيقها بمفرده. لذلك، تكمن مهمتنا في التعاون مع قطاع التجزئة هنا في الإمارات العربية المتحدة وقطاع المنسوجات الأوسع في المنطقة، من أجل تبني المزيد من مبادئ الاقتصاد الدائري عبر دورة حياة المنتجات وإحداث تغييرات إيجابية في المنطقة والبلاد. هذا ليس شيئاً يمكن لأي منا تحقيقه بمفرده، إنها رحلة طويلة".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com