الإمارات: احتفالات "أونام"..لقاء الثقافات وتعزيز التعايش
احتفل المغتربون من ولاية كيرالا الهندية الجنوبية بمهرجان "أونام" السنوي هذا العام، حيث شارك العديد من الأشخاص من جنسيات مختلفة في الاحتفالات التي أقيمت في المكاتب والمنازل.
ولأول مرة، انضم سعيد علي الكعبي، مدير العلاقات الحكومية الإماراتي في إحدى شركات الاستشارات الإدارية، إلى هذه الاحتفالات. وعبّر عن تجربته قائلاً: "شعرت وكأنني فرد من عائلة، حيث شاركني زملائي قصصاً حول خلفيات المهرجان، والطعام كان رائعاً، لم أرَ هذا العدد من أطباق الكاري النباتية المتنوعة من قبل، كانت تجربة فريدة".
في "أونام"، يرتدي الكيراليون ملابسهم التقليدية مثل "كاسافو موندو" والساري، ويزينون منازلهم بسجادات الزهور المعروفة باسم "بوكالم"، ويستمتعون بوليمة "أوناساديا" التي تحتوي على أكثر من 20 طبقاً، ويعتبر يوم الأحد "ثيروفونام"، اليوم العاشر والأهم في مهرجان "أونام".
احتفالات متعددة الجنسيات
من جهتها، شاركت المغتربة الإيرلندية "بريندا لوكلور" في الاحتفال بـ "أونام" بمكتبها، وارتدت الساري لأول مرة. وقالت: "استمتعت بالوليمة التي قُدمت على أوراق الموز، ولعبت لعبة شد الحبل التي أثارت منافسة ودية بين أقسام المكتب. كانت تجربة ممتعة للغاية. أحب العيش في الإمارات بسبب الفرص التي أُتيح لي فيها التعرف على ثقافات متنوعة".
وأشارت "بريندا" إلى أن زملاءها يحتفلون بـ "أونام" سنوياً، لكنها قررت المشاركة هذا العام. "زميلتي أعطتني ساري العام الماضي، لكنه بقي في الخزانة. هذا العام قررت ارتداءه، وقد كان لهذا الفعل تأثير إيجابي كبير على زملائي. تم تنظيم وليمة "أوناساديا"، حيث قام الزملاء بشرح مكونات كل طبق أثناء تناولنا الطعام".
وأضافت "بريندا" أنها أرسلت صور الاحتفالات إلى عائلتها في إيرلندا، حيث أبدوا اهتماماً بمعرفة المزيد عن المهرجان. وقالت: "هناك الكثير من القواسم المشتركة بين الثقافة الإيرلندية وثقافة كيرالا، خاصة في التركيز على العائلة والارتباط بالأرض. والآن، أصبحت القرية الإيرلندية الصغيرة تعرف كل شيء عن "أونام"".
تقاليد عائلية
بالنسبة للمغتربة الأرجنتينية "ماريا باز جيمينيز"، أصبح "أونام" جزءاً من حياتها عندما تزوجت من زوجها الكيرالي منذ أربع سنوات. ومنذ ذلك الحين، أصبحت تحب المهرجان وتحتفل به كل عام مع عائلته.
وقالت إن "أونام" يُحتفل به عادة في منزل ابن عم زوجها، حيث يتم إعداد وليمة منزلية كل عام. وأضافت: "نجلس جميعاً على الأرض ونتناول الطعام من أوراق الموز بأيدينا. في السنة الأولى، كانت تجربة جديدة بالنسبة لي، ولكن الآن أصبحت ماهرة في ذلك. بعد تناول الطعام، غالباً ما أنظم الجولة التالية، لذلك تعلمت الترتيب الدقيق لتقديم الوليمة. كل عام، أحاول تعلم المزيد عن ثقافة وتاريخ المهرجان".
وأشارت "ماريا" إلى أن هذا العام كان مميزاً بفضل الاحتفال مع توأمها، "ليو سوريا" و"آريا لونا"، اللذين شاركا في أونام لأول مرة. وأضافت: "ألبسناهما الملابس التقليدية وحاولنا إشراكهما في صنع سجادة الزهور، لكن انتهى بهما الأمر بتمزيق الزهور، فاضطررنا لإيجاد نشاط آخر لهما".