
شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة إطلاق أول برنامج دكتوراه مخصص لتطوير أبحاث وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الدولة والمنطقة. وفي حديثها مع صحيفة "خليج تايمز" ، تحدثت الدكتورة يسرى المزوغي، عميدة كلية علوم الحاسوب بجامعة برمنغهام دبي، هاتفياً عن دور الجامعة في مواجهة التحديات المحلية والإقليمية وتلبية احتياجات الحكومة المتعلقة بتبني الذكاء الاصطناعي .
وقالت عميدة الكلية إن برنامج الدكتوراه، الذي تم الإعلان عنه خلال أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي 2025، الذي أقيم في الفترة من 21 أبريل ويستمر حتى 25 أبريل، يعد بمثابة شهادة على الموقف التقدمي للدولة بشأن تبني الذكاء الاصطناعي في قطاعات متعددة ومؤشر على التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالابتكار.
يمتد البرنامج على مدى ثلاث سنوات على الأقل، مع التركيز على مجال بحثي ذي صلة بتخصص المرشح، وسيعمل مشرفان على الأقل جنباً إلى جنب مع طالب الدراسات العليا. سيكون المشرفان من دبي والمملكة المتحدة، حيث تمتلك الجامعة فروعاً جامعية في هاتين الدولتين.
وقالت المزوغي: "إن دولة الإمارات العربية المتحدة متقدمة بخطوات كبيرة عن العديد من البلدان من حيث تبني الذكاء الاصطناعي، فكيف يمكن لمرشحي الدكتوراه لدينا المساهمة في تحديد بعض الفجوات، وبعض المجالات التي تتطلب المزيد من البحث، ومن خلال عملهم الخاص، سد هذه الفجوات حتى نتمكن من الاستجابة لاحتياجات الصناعة، واحتياجات الحكومة فيما يتعلق بتبني الذكاء الاصطناعي؟".
سيتعين على مرشحي الدكتوراه في مجال الذكاء الاصطناعي تعلم جوانب النظرية والتطوير، ثم تعلم كيفية تطبيقها في قطاعات مختلفة، مثل تطبيق الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، والأطر التنظيمية، والمدن المعرفية. وللمضي قدماً في البرنامج، أوضحت المزوغي أنه لن يُقبل بالمرشحين المحتملين إلا بعد الحصول على موافقة أخلاقية من لجنة الجامعة. وأضافت: "فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، ونظراً لحداثته كتخصص، لدينا إرشادات واضحة للغاية حول الأخلاقيات وتطبيقها في مجال البحث".
وقالت المزوغي: "إذا فكرتُ في مستقبل البلاد بعد خمس سنوات، أعتقد أن ما سنراه حتماً هو الأثر الحقيقي لتطبيق نتائج أبحاث الذكاء الاصطناعي". وأضافت: "سواءً كانت هيئة الطرق والمواصلات، أو هيئة الصحة بدبي، أو وزارة الصحة، أو وزارة التربية والتعليم، وغيرها، فإن تطبيق نتائج الأبحاث سيُحدث فرقاً في مكانتنا كشركة رائدة في مجال تطبيق الذكاء الاصطناعي.
قارنت عميدة الكلية نهج هذا الجيل في مجال الذكاء الاصطناعي بكيفية استخدام مايكروسوفت وورد وإكسل في الماضي، موضحةً أنه من الضروري أن يكون الجميع قادرين على استخدام الذكاء الاصطناعي. "الذكاء الاصطناعي هو المستقبل. إنه ليس قادماً، بل وصل."
وقالت عميدة الكلية: "ما نحتاجه هو الحصول على شهادات في الهندسة مع فهم الذكاء الاصطناعي، وشهادات في تحليل البيانات، ولكن كيف يُمكنني استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مفيد؟ شهادات في القانون باستخدام الذكاء الاصطناعي، وشهادات في الطب باستخدام الذكاء الاصطناعي، والكيمياء". وأضاف: "الذكاء الاصطناعي مهارة. إنه أداة تُساعدنا على فهم كيفية أداء عملنا بشكل أفضل وأكثر كفاءة".
أُطلق البرنامج بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع . وقبل ثلاث سنوات، كان حاضراً أيضاً في افتتاح الحرم الجامعي الجديد لجامعة برمنغهام في دبي. وصرحت المزوغي: "نشعر بفخر كبير لحصولنا على هذا الدعم من أعلى مستويات القيادة، تقديراً لالتزامنا بالانتماء إلى منظومة الإمارات العربية المتحدة".