

قد تكون آلام غير مألوفة في الرقبة، الفك، أو لوح الكتف، وضيق في التنفس من أعراض النوبة القلبية لدى النساء. ووفقاً لخبراء في الإمارات، لا يزال مرض القلب لدى النساء يعاني من نقص في التقدير والتشخيص والعلاج، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الاعتقاد الخاطئ بأنه يصيب الرجال في المقام الأول.
وقال الدكتور نافيد أحمد، رئيس قسم أمراض القلب في مستشفيات وعيادات أستر في الإمارات: "قد لا تظهر على الإناث الأعراض التقليدية لألم الصدر. قد تشكو البعض من ألم في الرقبة، أو ألم في الفك، أو خدر في الكتف، أو مجرد ألم بين لوحي الكتف. وقد تشكو أخريات من عسر الهضم، أو خفقان، أو إرهاق غير عادي".
تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب.
تُعد أمراض القلب والأوعية الدموية (CVD) السبب الرئيسي لوفاة النساء على مستوى العالم، حيث تشكل ما يقرب من 30% من وفيات الإناث – أي ضعف عدد الوفيات الناجمة عن السرطان. ووفقاً للدكتور هشام طايل، استشاري أمراض القلب في المستشفى الحديث الدولي في دبي، أدى الاختلاف في طريقة ظهور المرض، وتطوره، وحتى تشخيصه إلى "أزمة صامتة" في صحة قلب المرأة.
وأضاف الدكتور نافيد أن النساء غالباً ما يتم تمثيلهن تمثيلاً ناقصاً في الدراسات القلبية، مما يؤدي إلى نقص الوعي بين كل من الأطباء والمرضى حول الأعراض الخاصة بالجنس. وقال: "عندما لا تمثل التجارب الطبية فئات سكانية معينة، فإن تجاربهم لا تظهر في الدراسات. ولهذا قد يغفل معظم الأطباء العامين عن هذه الأعراض".
بينما يؤثر ارتفاع ضغط الدم والسكري والتدخين على كلا الجنسين، تواجه النساء تهديدات إضافية، وفقاً للدكتور هشام. وقال: "عليهن التعامل مع قضايا مثل المضاعفات المتعلقة بالحمل، وأمراض المناعة الذاتية، والتحولات الهرمونية – خاصة قبل وبعد انقطاع الطمث".
وأوضح الدكتور كمال العابدي، رئيس قسم واستشاري أمراض القلب التداخلية في مستشفى إن إم سي رويال، مدينة خليفة، أبوظبي، سبب ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء بشكل حاد بعد انقطاع الطمث. وقال: "بعد انقطاع الطمث، تفقد النساء الآثار الوقائية لهرمون الإستروجين. وقد ساعد هذا الهرمون في الحفاظ على مرونة الأوعية الدموية وتنظيم مستويات الكوليسترول. يؤدي هذا التحول الهرموني إلى زيادة كوليسترول LDL أو ما يسمى الكوليسترول 'الضار'، وانخفاض كوليسترول HDL، وارتفاع ضغط الدم".
وأضاف أن ميل النساء إلى التقليل من شأن أعراضهن وعزوها إلى الإجهاد والشيخوخة يلعب دوراً كبيراً في تأخير العلاج، مما يؤدي إلى مزيد من المضاعفات.
وقال الدكتور هشام إنه حتى عند التشخيص، تميل النساء إلى أن تكون لديهن نتائج أسوأ بعد النوبات القلبية. وقال: "من المرجح أن يعانين من مضاعفات مثل الاكتئاب والالتهاب الرئوي ومشاكل الجهاز الهضمي، ومن غير المرجح أن يُحَلن إلى إعادة التأهيل القلبي". وأضاف: "غالباً ما تكون عملية التعافي بالنسبة للنساء أطول وأكثر تعقيداً وأقل دعماً".
بينما كانت النوبات القلبية تصيب النساء تقليدياً في الستينيات أو السبعينيات من العمر، يلاحظ الدكتور نافيد الآن حالات بين النساء الأصغر سناً بكثير. وقال: "أصغر مريضة رأيتها مصابة بنوبة قلبية كانت تبلغ من العمر 28 أو 29 عاماً". وأضاف: "يعتقد الكثيرون أنهن شابات وإناث، لذلك لن يعانين من نوبة قلبية. يغفلن عن الأعراض، وبحلول الوقت الذي يحضرن فيه، يكون الأوان قد فات".
وأضاف أن الإجهاد وعوامل نمط الحياة تلعب دوراً كبيراً في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الشابات. وقال: "نرى الكثير من النساء يتولين مناصب أعلى ويتحملن مسؤوليات أكبر، وعندما يفعلن ذلك، فإنهن يتحملن أيضاً الضغط المصاحب لذلك". وتابع: "تتجه الكثير من النساء إلى التدخين أو الفيب للتعامل مع الإجهاد. وهناك أيضاً وباء من الوحدة ونقص الدعم الاجتماعي عندما تأتي النساء إلى الإمارات لكسب رزقهن. كل هذه عوامل مساهمة في زيادة مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية".