الإماراتية مروة الفردان.. تصنع بصمتها في الرعاية الصحية من على كرسيها المتحرك
أمضت مروة حسن السيد عباس الفردان جزءاً كبيراً من طفولتها بين أروقة المستشفيات. كونها من أصحاب الهمم، كانت تداوم على زيارتها لتلقي العلاج الطبيعي وحضور مواعيد الأطباء. وقد تركت هذه التجارب أثراً عميقاً في حياتها.
والآن، في عمر الحادية والعشرين، تشغل تنفيذي عمليات لخدمات الضيوف في مستشفى برجيل بأبوظبي. تقول مروة: في مستشفى برجيل بأبوظبي. تقول مروة: "لطالما شعرت أن المستشفيات هي بيتي الثاني. كنت على يقين أن العمل في مجال الرعاية الصحية سيمنحني الفرصة لرد الجميل للمجتمع الذي وقف بجانبي عندما كنت في أمسّ الحاجة إلى الدعم".
وتتنقل مروة في أرجاء المستشفى على كرسيها المتحرك، حيث تشمل مهامها التفاعل مع المرضى، تنظيم المواعيد، وضمان تقديم خدمات سلسة وفعّالة. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تم تكريمها كواحدة من سفراء مبادرة برجيل القابضة لتمكين المواهب الإماراتية، تقديراً لجهودها وإنجازاتها.
وتم إطلاق البرنامج بمناسبة اليوم الوطني الثالث والخمسين لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قام بترقية 53 مواطناً إماراتياً استثنائياً إلى أدوار قيادية كسفراء للاتحاد، ليكونوا بمثابة وجوه مستقبل المنظمة.
رحلة مروة
بعد تخرجها من المدرسة الثانوية، حضرت مروة أول مقابلة عمل لها في مستشفى برجيل وحصلت على الوظيفة. التحقت بالمعهد في يونيو 2024 وكانت تؤدي مهامها بجد واجتهاد.
وتبدأ مروة يومها بمراجعة جدول المواعيد والتواصل مع المرضى لتأكيد زياراتهم. تقول: "أحياناً تكون العيادات مزدحمة، ويضطر المرضى للانتظار. أسعى دائماً لضمان حصولهم على الرعاية في أسرع وقت ممكن من خلال التنسيق مع الممرضات. حتى عندما يواجه النظام تأخيرات أو يزداد ضغط العمل، أحرص على إيجاد حلول فعّالة لإدارة الموقف."
وكما هو الحال في حياتها اليومية، تواجه مروة تحديات في عملها، لكنها تتعامل معها بثقة وسلاسة. في أحد تفاعلاتها الأخيرة مع مريض مسن، اعتقد في البداية أنه بحاجة للذهاب إليها لأنه لم يدرك أنها تستخدم كرسياً متحركاً. ولكن بمجرد أن أدرك طبيعة التحديات التي تواجهها، تغيرت مواقفه وقدم اعتذاره. تحول هذا الموقف من سوء تفاهم بسيط إلى لحظة من الاحترام المتبادل والتفاهم، مما جعل تجربة سلبية محتملة تنقلب إلى تجربة إيجابية ومؤثرة.
وقالت إنها واجهت كل التحديات دون أي خوف، وأضافت: "أنا شخصية عازمة للغاية، وأحب تعلم أشياء جديدة ومواجهة التحديات وجهاً لوجه، وإذا واجهت صعوبات، لا أتردد في طلب المساعدة".
خارج العمل، تجد مروة الإلهام في فنها. كان الرسم شغفها طيلة حياتها، وهي تحلم بفتح معرض خاص بها ذات يوم. تقول: "الفن يسمح لي بالتعبير عن نفسي".
بالنسبة لمروة، كان تكريمها كسفيرة للاتحاد نقطة تحول مهمة في حياتها. تقول: "هذا الاعتراف يحمل معنى كبيراً بالنسبة لي. إنه دليل على أن العزيمة والإصرار يمكنهما تحقيق المستحيل. آمل أن تكون قصتي مصدر إلهام للآخرين في مجتمعي، ليؤمنوا بأحلامهم ويعملوا على تحقيقها، مهما كانت التحديات التي يواجهونها."
المواهب الإماراتية
كرّم البرنامج أيضاً العديد من الإماراتيين المتميزين، من بينهم مريم سالم الفلاسي، فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً، توازن ببراعة بين عملها بدوام كامل من التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءً ومواصلة دراستها الثانوية. تعمل مريم كأخصائية خدمة عملاء في مستشفى ميديور بدبي، وتحلم بمواصلة تعليمها في مجال إدارة الأعمال في المستقبل.
قالت"لقد منحتني "نفيس" الفرصة لبدء مسيرتي المهنية في وقت مبكر، وأعتقد أن المزيد من الشباب يجب أن يسلكوا هذا الطريق. إنها تجربة مذهلة".