

الدكتور ثاني الزيودي
كشف الدكتور ثاني الزيودي، وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة طبقت إجراءات لمكافحة الإغراق ضد السلع الصينية خلال الأسبوع الماضي، في ظل مواجهة البلاد لتدفق هائل للمنتجات التي يتم إعادة توجيهها إلى الأسواق المحلية بعد الحواجز الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا.
وفي حديثه خلال اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في جلسة بعنوان "ترويض التجارة"، قال الزيودي إن الإمارات تتخذ إجراءات حمائية مع الحفاظ على التزامها بأن تكون اقتصاداً مفتوحاً.
وصرح الزيودي: "بالنسبة لنا، سنستمر في الانفتاح، لكننا بدأنا الإجراءات المتعلقة بالأختام في الأسبوع الماضي، خاصة وأننا نشهد إغراقاً ضخماً قادماً من الصين إلى أسواقنا المحلية".
وأوضح الوزير أنه مع مواجهة السلع الصينية حواجز في أسواق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يتم إعادة توجيهها إلى بلدان أخرى، مما يخلق ضغوط إغراق تهدد الصناعات المحلية. وشدد على أن الإمارات يجب أن تحمي صناعاتها، "وإلا فإننا سنعوض شيئاً مقابل شيء آخر".
في تقييم صارم للمشهد التجاري العالمي، قدم الزيودي ما أسماه "الواقع الجديد" الذي يجب على الشركات والحكومات تقبله: التعريفة الجمركية الأساسية الأمريكية البالغة 10% ستظل سارية لثلاث سنوات قادمة على الأقل.
وأكد الوزير: "الـ 10% لن تنخفض. لذلك علينا أن نتعايش مع ذلك"، مضيفاً أن هذا التقييم يستند إلى مناقشات مباشرة مع الإدارة الأمريكية.
وقدم الزيودي نظرة نادرة حول كيفية تصاعد أزمة التعريفات الحالية إلى ما هو أبعد بكثير مما كانت الإدارة الأمريكية تعتزمه في البداية، مشيراً إلى ديناميكيتين غير متوقعتين "أفسدتا الخطة بأكملها":
ردود الفعل المتطرفة من دول مثل الصين، التي صعّدت التوترات حتى داخل الإدارة الأمريكية نفسها.
القبول المتطرف من دول مثل فيتنام ودول آسيوية أخرى، مما شجع الإدارة الأمريكية على الاستمرار في المطالبة بالمزيد.
وحدد الوزير أن المشكلة الأساسية التي تعيق التخطيط التجاري هي عدم القدرة على التنبؤ، لأن هذه التغييرات المستمرة لا تمكّن أحداً من الالتزام بخطة عمل طويلة الأجل.
في مواجهة هذا الاضطراب، نفذت الإمارات استراتيجية عدوانية لتنويع التجارة أسفرت عن نتائج ملحوظة. وكشف الزيودي أن البلاد أبرمت 32 اتفاقية شراكة استثمارية استراتيجية (SIPA) في أقل من أربع سنوات، وهي دفعة بدأت حتى قبل جائحة كوفيد-19.
وقال: "حتى قبل كوفيد، كنا نعلم أن التنويع سيأتي. لذلك بدأنا في تنويع استثماراتنا. بدأنا في تنويع تجارتنا".
أشار الزيودي إلى أن الأزمة التجارية العالمية كان لها جانب إيجابي غير متوقع بالنسبة للإمارات، حيث سرّعت المفاوضات التي كانت تسير بوتيرة بطيئة أو متوقفة تماماً. فالمكسيك وميركوسور وكندا والاتحاد الأوروبي، جميعها تتفاوض الآن مع الإمارات بوتيرة أسرع بكثير مما كانت عليه في السابق.
تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب.
في تقييمه الأكثر جدية، أعلن الزيودي أن العالم لم يكن مستعداً للأزمة التجارية الحالية وأن الذكاء الاصطناعي يمثل الحل الوحيد القابل للتطبيق.
وقال: "العالم لم يكن مستعداً لمثل هذا الاضطراب الهائل عندما يتعلق الأمر بالتعريفات التجارية، وما إلى ذلك. ولهذا السبب لا يوجد نظام بديل يمكن أن يكون حلاً للعديد من القضايا التي نواجهها".
وأضاف: "الشيء الوحيد الذي يعتمد عليه الجميع الآن هو الذكاء الاصطناعي والتطورات التكنولوجية التي يحاولون اللحاق بها حتى يتمكنوا من تقليل عواقب التعريفات والسياسات".
ونسب الزيودي الفضل إلى القطاع الخاص في قيادة عملية استخدام التكنولوجيا للتغلب على أزمة التعريفات، خاصة في السيطرة على التضخم الناتج عنها. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي سيحدث ثورة في سلاسل الإمداد العالمية، وسيقلل من الجدول الزمني لعمليات النقل، ويضمن كفاءة حركات السلع من الألف إلى الياء.