
هل تتناول باستمرار رقائق البطاطس، والمعكرونة سريعة التحضير، والمشروبات السكرية، والوجبات الجاهزة، والوجبات الخفيفة المعلبة؟ إذا كانت الإجابة بنعم، يحذر الأطباء من أن هذه الأطعمة فائقة المعالجة قد تُلحق ضررًا خفيًا بدماغك وتزيد من خطر إصابتك بالاكتئاب والقلق.
الأطعمة الغنية بالألياف (UPFs) هي أطعمة تُصنع في مصانع باستخدام مكونات لا تُستخدم عادةً في الطهي المنزلي، مثل الألوان الصناعية والنكهات والمواد الحافظة والسكر المضاف والدهون غير الصحية. صُممت هذه الأطعمة لتكون لذيذة المذاق وتدوم طويلًا، ولكنها قليلة القيمة الغذائية.
وفي حديث لصحيفة "خليج تايمز" ، قال الأطباء وخبراء التغذية إنهم يرون المزيد من الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا سيئًا ويظهرون أيضًا علامات مشاكل الصحة العقلية مثل الحزن وتقلبات المزاج ومشاكل النوم.
وقال الدكتور محمد زكي، أخصائي تغذية مقيم في أبوظبي: "الأطعمة فائقة المعالجة هي منتجات مصنعة صناعيًا، محفوظة بمركبات وإضافات صناعية. هذه التعديلات تجعلها أقل أمانًا على صحة الإنسان مقارنةً بالأطعمة الطبيعية".
"تساهم هذه الأطعمة في التدهور الإدراكي، وتؤثر على الوظائف التنفيذية في المخ، وحتى تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية."
وقال الدكتور محمد وفيق عيد، طبيب نفسي في مستشفى ميدكير في دبي، إن الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تؤدي إلى التهاب في الدماغ، وإتلاف خلايا الدماغ السليمة، واضطراب الاتصال بين الأمعاء والدماغ وهو أمر مهم للمزاج والعواطف.
وأضاف: "يمكن للأطعمة فائقة المعالجة أن تُسبب إفراز الدماغ لكميات كبيرة من الدوبامين، وهي مادة كيميائية مرتبطة بالمتعة. ومع مرور الوقت، قد يُقلل هذا من قدرتك على الاستمتاع بالأنشطة العادية، ويؤدي إلى الأكل القهري وتقلبات مزاجية".
وقال الأطباء أيضًا إن الأمعاء تلعب دوراً هامًا في الصحة النفسية . يمكن لعوامل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية أن تُسبب اضطرابًا في بكتيريا الأمعاء، مما يُخفض مستويات المواد الكيميائية المُنظمة للمزاج، مثل السيروتونين وحمض جاما أمينوبوتيريك (GABA)، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالقلق والاكتئاب.
وبحسب المتخصصين في الرعاية الصحية، هناك العديد من الدراسات الحديثة التي وجدت ارتباطًا قويًا بين تناول الكثير من منتجات العناية بالبشرة وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والسمنة والسرطان والسكري وحتى فقدان الذاكرة.
وتتضمن بعض المكونات الضارة الموجودة في عوامل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية ما يلي:
*بروبيل جالات – مرتبط بمشاكل الدماغ والغدة الدرقية.
* النكهات والألوان الاصطناعية – قد تسبب مشاكل صحية طويلة الأمد.
* يمكن أن تكون المواد الكيميائية الموجودة في مواد التغليف - مثل مادة BPA والكلور - سامة للجسم.
"لقد رأينا أن الأشخاص الذين يغيرون نظامهم الغذائي ليشمل المزيد من الأطعمة الطبيعية يبدأون في الشعور بتحسن عقليًا وجسديًا في غضون أسابيع قليلة"، كما قال الدكتور زكي.
الأطفال والمراهقون وموظفو المكاتب والمسافرون الدائمون والأشخاص ذوو الجداول الزمنية المزدحمة أكثر عرضة لتناول الأطعمة فائقة التصنيع نظرًا لضيق الوقت وسهولة الحصول عليها. لكن الاستخدام طويل الأمد قد يُلحق ضررًا جسديًا ونفسيًا.
وقالت "رشما ديفجاني"، أخصائية التغذية السريرية في مستشفى فقيه الجامعي في دبي: "يعاني العديد من الأشخاص الذين يتناولون الكثير من الأطعمة المصنعة من قلة النوم والقلق وانخفاض الحالة المزاجية وحتى اضطرابات الأكل".
ماذا يمكنك أن تأكل بدلا من ذلك؟
وتوصي ديفجاني باستبدال الإغذية المصنعة بما يلي:
الفواكه والخضروات الطازجة
وجبات مطبوخة في المنزل
المكسرات والبذور
اللحوم الطازجة والبيض والفاصوليا
الماء بدلا من المشروبات الغازية
وأضاف الدكتور زكي أن طهي وجبات طازجة باستخدام أساليب صحية حديثة يجعل تناول الطعام الصحي ممتعًا حتى للأطفال. وقال: "لا نطلب من الناس التوقف عن كل شيء دفعةً واحدة. لكن تقليل الأطعمة المصنعة تدريجيًا يُسهم بشكل كبير في حماية صحتكم وسلامتكم النفسية".