اكتشافات نادرة في متحف العين: كنوز منذ آلاف السنين تُعاد للواجهة

يهدف التحديث الشامل للمتحف إلى التوافق مع معايير العرض الدولية الرائدة، مع دمج التقنيات التفاعلية والتصميم الشامل.
الصورة: موقع متحف العين

الصورة: موقع متحف العين

تاريخ النشر

يستعد أقدم متحف في الإمارات العربية المتحدة لإعادة فتح أبوابه بهوية جديدة عصرية واكتشافات أثرية نادرة تم العثور عليها أثناء تجديده — بما في ذلك قبور وآثار تعود للعصر ما قبل الإسلام لم تُعرض للجمهور من قبل.

صرح عمر الكعبي، مدير متحف العين، لصحيفة "الخليج تايمز" بأن التحول يحافظ على الهيكل الأصلي للمتحف الذي يعود لعام 1971، والذي بني بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مع تحديث مرافقه وقدراته البحثية وإمكانية الوصول إليه ليتوافق مع المعايير الدولية.

وقال الكعبي: "متحف العين هو أقدم متحف في الإمارات. تأسس عام 1969 بأوامر من الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وافتتح رسمياً عام 1971". وأضاف: "التجديد يحافظ على المبنى التاريخي كما هو، كونه أول متحف مصمم خصيصاً لهذا الغرض في البلاد، مع إضافة المرافق الحديثة التي يحتاجها، من مختبرات ومناطق تخزين إلى مراكز أبحاث وخدمات زوار".

الاكتشافات الأثرية توقف البناء مؤقتاً

أدت أعمال التنقيب في الموقع إلى اكتشافات أثرية كبرى، مما أوقف مشروع التجديد مؤقتاً.

كشف الكعبي: "أثناء أعمال الحفر، اكتشفنا مواقع أثرية داخل أراضي المتحف، بما في ذلك قبور ومدافن تعود إلى العصر ما قبل الإسلام". وأضاف: "تم الحفاظ على هذه المواقع الآن كجزء من تجربة الزوار، حيث سيتم افتتاح ثلاثة مواقع أثرية للجمهور".

سيروي السرد المُحدَّث للمتحف قصة العين من العصر الحجري إلى العصر الحديث، مما يعكس دور المنطقة في شبكات التجارة المبكرة التي امتدت إلى بلاد ما بين النهرين ووادي السند.

وقال الكعبي: "كانت منطقة العين جزءاً من طرق التجارة القديمة. تم تصدير النحاس إلى بلاد ما بين النهرين، واستيراد الفخار والمواد الأخرى من العراق وإيران وشبه القارة الهندية". "سيجد الزوار أقساماً تشرح هذه التبادلات عبر فترات تاريخية مختلفة".

الموازنة بين التراث والابتكار

يهدف التحديث الشامل للمتحف إلى التوافق مع معايير العرض والحفظ للمتاحف الدولية الرائدة، مع دمج التقنيات التفاعلية والتصميم الشامل.

لاحظ الكعبي: "لقد تقدم العلم والتكنولوجيا منذ بناء المتحف لأول مرة. أردنا تحديث طريقة عرض المعروضات، باستخدام أنظمة عرض حديثة وشاشات تفاعلية تمنح الزوار نفس التجربة التي سيحصلون عليها في المتاحف الكبرى حول العالم".

كانت إمكانية الوصول عنصراً محورياً في إعادة التصميم، مع ميزات رقمية جديدة لدعم أصحاب الهمم.

وقال: "لقد أخذنا في الاعتبار الزوار ذوي الاحتياجات المختلفة". "ستكون هناك تطبيقات تقدم محتوى مرئياً أو سمعياً لضعاف السمع أو البصر، وتقنيات واقع معزز (AR) جديدة لتعزيز المشاركة".

الحفاظ على ذكريات المجتمع

مع تبني الحداثة، يحمي المتحف أيضاً الهوية الحنينية التي تتذكرها أجيال من الإماراتيين الذين زاروه في رحلات مدرسية قبل عقود.

قال الكعبي: "الجميع لديه ذكريات عن متحف العين. لقد احتفظنا بالمبنى الأصلي، ولم نقم بهدمه. سيتعرف الزوار على القطع الأثرية المألوفة ونفس البئر التاريخية داخل المتحف التي تم الحفاظ عليها في موقعها الأصلي".

ستظل بعض المعروضات الأكثر شهرة، مثل الجرار التخزينية الكبيرة والمجوهرات الذهبية القديمة، معروضة.

وأضاف: "كل زائر يتذكر شيئاً مختلفاً. سيتذكر الكثيرون جرار التخزين الكبيرة أو الحلي الذهبية التي اكتُشفت وعُرضت في المتحف. سيتذكر آخرون البئر القديمة، فهي لا تزال هناك، في نفس المكان".

أكد الكعبي أن متحف العين كان دائماً متجذراً في مساهمات المجتمع:

"تم بناء هذا المتحف ليس فقط من قبل المتخصصين ولكن من قبل أهالي العين، الذين تبرعوا بأدوات شخصية وقطع أثرية ومكتشفات أثرية. ما زلنا نشجع الناس على مشاركة الأشياء التي تروي قصة المدينة".

عند إعادة افتتاح المتحف، سيركز معرضه المؤقت الأول على حارة الحصن، الحي التاريخي الذي نشأ فيه المتحف نفسه.

قال الكعبي: "سيصاحب الافتتاح معرض عن حارة الحصن وسكانها وتقاليدها وذكرياتها. وسيستمر المعرض لحوالي ستة إلى ثمانية أشهر".

تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب.

الافتتاح قريباً جداً

على الرغم من أن الموعد الدقيق لإعادة الافتتاح لم يُعلن عنه علناً بعد، أكد الكعبي أنه سيكون "قريباً جداً".

قال: "إن شاء الله، قريباً جداً"، ملمحاً إلى أن التاريخ قد يكون حتى قبل شهر نوفمبر. "بمجرد ورود التأكيد الرسمي من الجهات المعنية، سنشاركه مع الجميع".

سيشهد الافتتاح حفل تدشين خاص يليه الافتتاح للجمهور.

متحف حي

بالنسبة للكعبي، يمثل التجديد استمرارية واكتشافاً في آن واحد.

قال: "يواصل متحف العين مهمته في الحفاظ على تاريخ هذه الأرض والبحث فيه والترويج له". "في كل عام، نكتشف نتائج جديدة، وسترون آثاراً لم يرها أحد من قبل، بما في ذلك اكتشافات من مواقع المدافن والأفلاج (نظام الري القديم) داخل أراضي المتحف".

تأسس متحف العين، الواقع بجوار قلعة سلطان بن زايد، عام 1969 وافتتح عام 1971 كأول متحف وطني في الإمارات. ويتبع المتحف دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، التي تعمل على تطوير المعالم الثقافية في العين بما في ذلك الواحة وقصر المويجعي ومتنزه آثار الهيلي – وجميعها جزء من المواقع الثقافية في العين المدرجة في قائمة اليونسكو.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com