اضطرابات المملكة المتحدة تثير مخاوف طلاب الإمارات
عبر طلاب الإمارات العربية المتحدة المتوجهون إلى الجامعة عن شعورهم بالقلق بشأن بدء حياتهم الأكاديمية في المملكة المتحدة جراء الاضطرابات العنيفة الأخيرة في مختلف المدن والبلدات المختلفة.
وأغلقت المتاجر والشركات أبوابها مبكراً وتم إغلاق واجهاتها وإخلاء المباني في العديد من المواقع في جميع أنحاء إنجلترا، وتنفذ الشرطة دوريات مكثفة في الشوارع الرئيسية والمناطق السكنية بينما يستعد السكان القلقون لاحتمال اندلاع أعمال عنف.
وقد أثار هذا الوضع المثير للقلق الشكوك بين العديد من الطلاب الذين يشعرون الآن بأنهم ملزمون بالمضي قدماً في خططهم حيث دفعوا بالفعل رسوماً باهظة للإقامة والتسجيل للفصل الدراسي الخريفي المقبل.
وشرحت مواطنة إندونيسية مقيمة في الإمارات العربية المتحدة، تتجه إلى إنجلترا في سبتمبر المقبل، كيف أثار الحادث الذي تعرض له شقيقها مخاوف بشأن عائلتها.
وقالت "أودريا ناسوتيون": "يدرس أخي الأكبر أيضاً في المملكة المتحدة وعاد مؤخراً إلى الوطن. لقد مر بتجربة مثيرة للقلق قبل بضعة أيام أثناء تناوله العشاء في مطعم مع أصدقائه وكان هو الشخص الوحيد من أصول مختلفة. وفجأة، بدأ شخص غريب يطرق النافذة ويشير إليه مباشرة. كانت هذه واحدة من التجارب غير السارة التي واجهها، وكانت مثيرة للقلق جداً".
وذكرت "أودريا ناسوتيون"، التي تخطط لدراسة الهندسة الميكانيكية إما في "إمبريال كوليدج لندن" أو جامعة "باث"، أن برنامج البكالوريوس سيكلفها حوالي 187 ألف درهم إماراتي أو 40 ألف جنيه إسترليني سنوياً في "إمبريال كوليدج". وبالجانب الآخر، إذا اختارت "باث"، فستكون رسوم الدورة حوالي 131 ألف درهم إماراتي أو 28 ألف جنيه إسترليني سنوياً. كما أوضحت أن سكن الطلاب في لندن، والذي يكون أكثر تكلفة عادةً، سيتراوح بين 190 إلى 260 جنيهاً إسترلينياً في الأسبوع (حوالي 900 إلى 1200 درهم إماراتي) حسب الخيارات المتاحة، بينما في "باث"، ستكون التكلفة في منتصف 100 جنيه إسترليني تقريباً (حوالي 700 درهم إماراتي) في الأسبوع.
"أشعر ببعض القلق في ظل الاضطرابات الحالية"
وأضافت "أودريا": "لدي عدة خيارات للمكان الذي أريد الدراسة فيه وأحدها لندن. لست قلقة بشأن لندن لأنها مجتمع متنوع للغاية ولم نسمع عن العديد من المشاكل هناك. خياري الثاني هو "باث" التي سمعت أنها آمنة نسبياً أيضاً. على الرغم من أنني لست خائفة إلا أنني أشعر ببعض القلق لأنه لا يمكن أبداً أن تكون حذراً أكثر من اللازم، أي شيء يمكن أن يحدث".
وذكر "أخيلش بيشت"، وهو وافد هندي في الإمارات العربية المتحدة، والذي يستعد للحصول على درجة الماجستير في هندسة الطيران في جامعة مانشستر، أن والديه قلقان للغاية بشأن العنف المستمر في المملكة المتحدة مع اقتراب موعد رحيله.
وقال: "والداي قلقان لأن مثل هذه الأمور تحدث في بلدان مختلفة من وقت لآخر بسبب الأوضاع السياسية، ولكن هذه المرة يبدو الأمر أسوأ بكثير من أي شيء رأيناه من قبل ويمكنني تفهم سبب قلق عائلتي. أعتقد أن الطلاب يجب أن يبذلوا قصارى جهدهم للبقاء في أمان عبر الالتزام بالقواعد اللازمة."
وأكد الشاب البالغ من العمر 20 عاماً أنه في حين يحاول عادة عدم السماح لهذه الأمور بإزعاجه إلا أن الأمر هذه المرة يبدو أكثر خطورة.
وأضاف الوافد الهندي: "تواصلت مع أصدقائي في المملكة المتحدة الذين طمأنوني بأن الموقف قد لا يكون خطيراً كما صورته وسائل الإعلام، ومع ذلك، فإن حقيقة أن الطلاب مثلي يتواصلون مع أقرانهم في المملكة المتحدة تشير إلى أن الموقف أكثر خطورة من الحالات السابقة".
اتبع إرشادات السلامة
وأشار مستشارو التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أنه عندما ينطلق الشباب في رحلتهم في التعليم العالي فإنهم حتماً يشعرون بمزيج من الأمل والقلق.
قالت "ريما مينون فيلات"، مديرة مركز التدريب والتطوير "كاونسلينغ بوينت": "إن الوضع الحالي يزيد من حالة الذعر والخوف فقد أصدرت العديد من الدول تحذيرات أمنية لمواطنيها في المملكة المتحدة بسبب الاحتجاجات وأعمال الشغب المستمرة المناهضة الهجرة، كما أرسلت نيجيريا وماليزيا وأستراليا وإندونيسيا والإمارات العربية المتحدة والهند تنبيهات نصحت فيها مواطنيها المقيمين في المملكة المتحدة أو الزائرين لها بالابتعاد عن المظاهرات".
ومع ذلك، يؤكد المستشارون الأكاديميون أن الجامعات في المملكة المتحدة كانت دائماً أماكن منفتحة ومتنوعة حيث يوجد العديد من المجموعات الطلابية وعدد كبير من الطلاب من حول العالم يمكنهم التعاون معاً.
قال شفيق مكاوي - مستشار التعليم في المجموعة التعليمية "هيل إديوكيشن" : "بالنسبة للطلاب المسلمين، أوصي بالتواصل مع الجمعيات الإسلامية. ومن الضروري أن يتعرف الطلاب على الحرم الجامعي وأن يكونوا على دراية بالموارد المتاحة وخاصة تلك المتعلقة بدعم المجتمع. غالباً ما تقدم الجامعات تحديثات وإرشادات خلال أوقات الاضطرابات، لذا تأكد من تحديث معلومات الاتصال الخاصة بك وتحقق بانتظام من بريدك الإلكتروني الجامعي وبوابة الطلاب للعلم بالإعلانات الهامة".
وأضاف "تجنب الاعتماد فقط على وسائل التواصل الاجتماعي والتي قد تنشر معلومات مضللة في بعض الأحيان. فكر في تنزيل تطبيقات السلامة مثل "Citizens Advice" أو تطبيق "Metropolitan Police" لتلقي تنبيهات وإرشادات في الوقت الفعلي حول ما يجب فعله في حالات الطوارئ".