استمرار حالات الإنفلونزا بين الأطفال بسبب تقلبات الطقس في الإمارات

الأطباء يؤكدون زيادة الإصابات بين طلاب المدارس ويشددون على أهمية التطعيم والنظافة وتجنب إرسال الأطفال المرضى إلى المدارس
استمرار حالات الإنفلونزا بين الأطفال بسبب تقلبات الطقس في الإمارات
تاريخ النشر

موسم الإنفلونزا لم ينتهِ بعد، وهو يصيب الأطفال بقوة. ويحذر الأطباء في الإمارات من أن حالات الإنفلونزا والعدوى الشبيهة بالبرد بين المرضى الصغار قد تبقى مرتفعة حتى شهر مارس، حيث تشهد المستشفيات توافد أطفال يعانون من السعال، والعطس، وارتفاع درجات الحرارة.

مع اعتدال الجو في المساء واستمتاع العائلات بالأماكن المفتوحة مجددًا، يرصد الأطباء موجة موسمية جديدة من الأطفال الذين يصارعون الإنفلونزا.

قالت الدكتورة ماماتا بوثرا، أخصائية طب الأطفال والمواليد في مستشفى الدولي الحديث بدبي: "هناك ارتفاع كبير في حالات البرد والإنفلونزا في الأسابيع الأخيرة. معظم الأطفال الذين يزورون العيادات الخارجية يعانون من الرشح والسعال والحمى."

بحسب الدكتورة بوثرا، فإن الارتفاع يبدو أكثر وضوحًا بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و12 سنة، خاصة الذين عادوا مؤخرًا إلى المدارس. وقالت: "الحرارة المرتفعة والتهاب الأنف الشديد هما الأكثر شيوعًا بين هؤلاء المرضى الصغار."

التحول الموسمي وتقلبات درجات الحرارة

يربط الأطباء هذا الارتفاع بشكل مباشر بتغير الطقس. فهبوط درجات الحرارة والتعرض المتكرر للانتقال بين المكيفات والهواء الخارجي يؤثر على مناعة الأطفال.

قالت الدكتورة بوثرا: "هذه الحالات مرتبطة بالتأكيد بالتغير الموسمي. فالتغير المفاجئ في درجات الحرارة كان سبب هذا الارتفاع."

وأفاد الدكتور فيجاي أتشاريا، استشاري طب الأطفال في مركز برجيل ميدسيتي، أنه لاحظ الاتجاه نفسه منذ منتصف سبتمبر. وقال: "الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و18 سنة هم الفئة الأكثر تأثرًا."

وأضاف: "الفحوصات السريرية من العيادات الخارجية والأقسام الداخلية تشير إلى أن بعض الأطفال يعانون من أعراض أكثر شدة ومسار مرض أطول هذا الموسم."

وأوضح الدكتور أتشاريا أن سلالات إنفلونزا A تبدو هي السبب الرئيسي هذا العام، وأن بعض الحالات تظهر أعراضًا أقوى وتستمر لفترة أطول مقارنة بالمواسم السابقة.

"الأطفال هم الأكثر تضررا"

قال الدكتور علي راغب علي، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة ورئيس قسم الأطفال في المستشفى السعودي الألماني عجمان، إن هذا الاتجاه متكرر في جميع العيادات على مستوى الدولة. وصرح: "نعم، هناك ارتفاع واضح في حالات الإنفلونزا والحالات الشبيهة بها في الأسابيع الأخيرة في جميع أنحاء الإمارات، خاصة مع تغير الطقس وعودة الأطفال إلى المدارس."

وأوضح الدكتور علي: "الأطفال هم الفئة العمرية الأكثر تعرضًا حاليًا. يعيش كثير منهم حاليًا مع حرارة مرتفعة وسعال وآلام بالجسم وإرهاق. هذا الارتفاع مرتبط بتغير المواسم وبدوران سلالات إنفلونزا A الشائعة في هذا الوقت من العام."
الأطفال غير المطعمين يتعرضون لأعراض أشد

الأطفال غير المطعمين يتعرضون لضربة أقوى

شدد الأطباء على أن الأطفال غير المطعمين يتعرضون لأعراض أشد. وقالت الدكتورة بوثرا: "الأطفال غير المطعمين تظهر لديهم علامات وأعراض أشد، كما يحتاجون وقتًا أطول للتعافي."

وأشار الأطباء إلى وجود مفاهيم خاطئة بين أولياء الأمور حول أن لقاح الإنفلونزا مخصص فقط للأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة. وأوضح الدكتور أتشاريا: "كثير من الأطفال الذين يصابون بالمرض لم يتلقوا لقاح الإنفلونزا. هناك اعتقاد عام بأن اللقاح موجه فقط للأطفال ذوي الحالات الصحية الخاصة، وهذا غير صحيح."
متى يجب تطعيم الأطفال ضد الإنفلونزا؟

متى يجب أن يحصل الأطفال على لقاح الإنفلونزا؟

يؤكد الأطباء أهمية توقيت التطعيم. وتوصي منظمة الصحة العالمية بأخذ اللقاح قبل بدء موسم الإنفلونزا، ويفضل أن يكون خلال أوائل الخريف.

قال الدكتور أتشاريا: "في الإمارات، الوقت المثالي لتطعيم الأطفال يكون بين منتصف سبتمبر وبداية نوفمبر، ويفضل التطعيم في وقت مبكر."

ونصح الأطباء أولياء الأمور بتخطيط التطعيم قبل بدء موسم الإنفلونزا. وأضاف الدكتور أتشاريا: "يجب إعطاء لقاح الإنفلونزا كل عام قبل بدء الموسم. يجب أن يأخذ جميع الأطفال اللقاح في أغسطس أو سبتمبر، قبل عودة المدارس، ليحصلوا على الحماية خلال أشهر الذروة."

كما أشار الأطباء إلى أنه لا يزال هناك فرصة لتطعيم الأطفال. وقال الدكتور علي: "يُفضل تطعيم الأطفال في بداية الموسم (سبتمبر–أكتوبر)، لكنه لا يزال مفيدًا جدًا إذا حصلوا عليه الآن ولم يتلقوه بعد."
كيف نحمي الأطفال

كيفية حماية الأطفال

أوضح الأطباء أنه إلى جانب اللقاح، يمكن للعادات البسيطة أن تصنع فرقًا كبيرًا. وقالت الدكتورة بوثرا: "المناعة الجيدة تحدث فرقًا فعليًا. الالتزام بالتطعيمات الدورية، التغذية السليمة، النوم الجيد، النظافة الشخصية، والتدخل العلاجي المبكر جميعها تساعد على الوقاية من العدوى ونشرها."

وأضافت أنه يجب على أولياء الأمور [تجنب إرسال الأطفال المصابين بأعراض الإنفلونزا إلى المدرسة] حتى شفائهم التام، كون الفيروس ينتشر بسهولة عبر الرذاذ التنفسي.

واقترح الدكتور علي أن يتبنى الأهالي والمدارس احتياطات يومية بسيطة: "يجب إبقاء الأطفال المرضى في المنزل حتى تمر 24 ساعة على الأقل بدون حمى، تشجيع غسل اليدين، تجنب مشاركة الزجاجات أو الأدوات، والحفاظ على النوم الجيد والترطيب."

شدد الأطباء على أن النظافة العامة تظل أساسية. وقال الدكتور أتشاريا: "غسل اليدين بشكل متكرر، تجنب لمس الوجه، ارتداء الكمامات عند الحاجة، والبقاء في المنزل عند المرض. غطِ الفم والأنف أثناء السعال أو العطاس، وابتعد عن المصابين."

ويرى الأطباء أن هذا الاتجاه قد يستمر لبضعة أشهر قادمة. وقالت الدكتورة بوثرا: "نتوقع أن تظل حالات الإنفلونزا مرتفعة حتى مارس أو أبريل. أوصي بشدة بأن يحصل الأطفال على اللقاح، ويتلقوا العلاج في الوقت المناسب، ويتبعوا إجراءات الوقاية لمنع انتشار المرض."

وأوضح الدكتور علي أيضًا أن استمرار الحالات مرجح طوال الشتاء، وهذا يمثل النمط المعتاد لموسم الإنفلونزا في الإمارات.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com