استراتيجيات عملية لتجاوز قلق الوظيفة الجديدة والازدهار

مرّ شهرٌ على تولي وظيفتي الجديدة، وكثيراً ما أشعر بالقلق حيال أدائي. أُراجع عملي باستمرار، وأخشى ارتكاب الأخطاء
استراتيجيات عملية لتجاوز قلق الوظيفة الجديدة والازدهار
تاريخ النشر

[ملاحظة المحرر: هل تواجه مشكلة في العمل؟ لا تعرف كيفية التعامل مع مخاوف أحد الموظفين؟ أرسل أسئلتك إلى webteam@khaleejtimes.com - سيقدم لك خبراء الموارد البشرية لدينا نصائح مهنية وسرية.]

سؤال : . كيف يُمكنني إدارة هذا القلق وتعزيز ثقتي بنفسي في دوري

الإجابة : قد يكون بدء وظيفة جديدة أشبه بدخولك المدرسة - مثيرًا ولكنه غير مريح. بعد شهر، قد تجد نفسك تُراجع كل بريد إلكتروني بعناية وتستعد للأخطاء.

الخبر السار: هذا التوتر شائع جدًا. في الواقع، أفاد ما يقرب من 70% من الناس بأنهم شعروا بأنهم محتالون في مرحلة ما من حياتهم المهنية. حتى ألبرت أينشتاين اعترف بأنه شعر أحيانًا بأنه "محتال لا إراديًا" في عمله. يكمن السر في توجيه هذه الطاقة العصبية إلى أفعال تعزز ثقتك بنفسك.

قم بتطبيع مشاعرك المحتال

أولاً، أدرك أن قلقك طبيعي ومؤقت. يُسمى هذا الشك الذاتي المزعج بمتلازمة/ظاهرة المحتال، ويميل إلى التلاشي مع اكتسابك الخبرة.

ذكّر نفسك أن سبب تعيينك كان مُلِمًّا. خلفيتك ومهاراتك هي التي أهلتك لهذا المنصب. يشعر الجميع تقريبًا بعدم الثقة في منصب جديد، فهذا يعني أنك تتجاوز حدودك، وهذه هي الطريقة التي يحدث بها النمو. غالبًا ما يقلق أصحاب الإنجازات العالية بشأن أدائهم، ولكن إذا أحسنوا إدارته، يُمكن أن يُحفّز هذا الدافع العمل الجاد والتطور. أما إذا لم يُسيطر عليه، فقد يُشعرك القلق بالحزن، بل ويُؤثر سلبًا على أدائك، لذا من المهم مُعالجته بشكل استباقي. عندما يتسلل الشك إلى نفسك، اعترف به وذكّر نفسك بأنه مجرد "تذبذب في الوظيفة الجديدة" وليس علامة على عدم قدرتك على أداء المهمة.

إعادة صياغة الأخطاء باعتبارها تعلماً

لا أحد يتوقع الكمال في شهرك الأول. اعتبر الأخطاء فرصًا للتعلم. تُظهر أبحاث هارفارد أن أفضل الفرق ليست تلك التي لا ترتكب أي أخطاء، بل تلك التي تتمتع بجو من الانفتاح حيث يشعر الموظفون بالأمان للاعتراف بالأخطاء ومناقشتها. بدلًا من التفكير مليًا في زلة، اسأل نفسك: "ماذا يمكنني أن أتعلم من هذا؟" ثم اتخذ خطوات لتحسين أدائك. إن تبني هذه العقلية المتنامية سيخفف من خوفك من الأخطاء. كما أنه يُشير إلى زملاءك بأنك متحمس للتعلم، وهو ما يأمل معظم المديرين رؤيته في الموظف الجديد.

إذا كنتَ غير متأكد من أمرٍ ما، فلا تتردد في طرح الأسئلة. طلب التوضيح أو الملاحظات دليل قوة، لا ضعف. في بيئات العمل الآمنة نفسيًا، يدرك الناس أن طلب المساعدة أو التعبير عن مخاوفهم أمرٌ مرحب به، مما يمنع حدوث مشاكل أكبر لاحقًا. بالانفتاح والتقبل للإرشاد، تُحوّل القلق إلى دافعٍ للتعلم المستمر.

بناء الثقة مع الانتصارات الصغيرة

الثقة تأتي من الخبرة. قسّم عملك إلى أهداف صغيرة قابلة للتحقيق، يمكنك تحقيقها. كل إنجاز صغير - سواءً كان إنجاز تقرير أو حل مشكلة عميل - يُثبت لك قدرتك على النجاح في دورك.

أشار عالم النفس ألبرت باندورا إلى أن إتقان حتى أبسط المهام هو أقوى وسيلة لتعزيز الثقة بالنفس (أي ثقتك بقدراتك). احرص على تسجيل هذه الإنجازات والتعليقات الإيجابية التي تتلقاها. مع مرور الوقت، سيُبطل هذا السجل الحديث السلبي عن الذات ويُذكرك بتقدمك.

في الوقت نفسه، لا تُنجز العمل بمفردك. اطلب الدعم من زملائك ومرشديك. بناء العلاقات مبكرًا يُنشئ شبكة أمان شخصية في العمل. على سبيل المثال، فكّر في أن تطلب من أحد أعضاء فريقك الموثوق بهم مراجعة بريد إلكتروني كبير أو مسودة مشروع - ليس لأنك لا تستطيع القيام بذلك، ولكن لاكتساب منظور أوسع. ستجد غالبًا أن عملك أفضل مما كنت تعتقد، وإذا كانت هناك تحسينات تحتاج إلى إجرائها، فستتعلم أسرع مع التوجيه. ابحث عن برنامج مساعدة الموظفين في شركتك، فمعظم الشركات تُوفر إمكانية الوصول إلى دعم سري.

التواصل الاستباقي مع مديرك يُساعدك أيضًا على طمأنة نفسك. مراجعة سريعة للأولويات والتوقعات تُطمئنك بأنك تُركز على الأمور الصحيحة. كما أنها تُظهر روح المبادرة. تُجري العديد من المؤسسات مراجعات رسمية كل 30 أو 60 يومًا، فاستغلها كفرصة لطرح سؤال: "ما الذي أُحسنه، وما الذي يجب أن أُركز عليه لاحقًا؟". المُدخلات البناءة تُقلل من الشكوك وتُعطيك توجيهًا واضحًا.

وأخيرًا، تحلَّ بالصبر واللطف مع نفسك. بناء الثقة عملية تدريجية.

هل هذا الزميل الذي يبدو مرتاحًا تمامًا في كل اجتماع؟ كان جديدًا أيضًا في السابق، وربما مرّ بلحظات قلق. بتطبيع مشاعرك، وإعادة صياغة التحديات على أنها تعلّم، والاحتفاء بالنجاحات التدريجية، ستستبدل القلق تدريجيًا بالثقة. بعد بضعة أشهر، ستنظر إلى الوراء وتدرك مدى التقدم الذي أحرزته، وستكون مستعدًا لدعم الوافد الجديد بالتعاطف والبصيرة التي اكتسبتها بشق الأنفس.

روجين غمساري خبيرة موارد بشرية بارعة وزميلة في معهد تشارترد للأفراد والتنمية (CIPD)، وهو هيئة مهنية متخصصة في الموارد البشرية وتطوير الأفراد. اختيرت ضمن قائمة "أكثر خبراء الموارد البشرية تأثيرًا لعام ٢٠٢٣". يتفوق في التعاون مع القيادة العليا لوضع وتنفيذ خطط قوية للأشخاص، مما يمكّن المؤسسات من تحقيق أهدافها الاستراتيجية.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com