ازدهار في الشقق ونقص في الفلل يرسم ملامح سوق الإسكان بدبي في الربع الثالث 2025

إطلاق أكثر من 10 آلاف وحدة جديدة يعكس ثقة المطورين واستمرار الطلب القوي وسط توقعات بإضافة 250 ألف منزل بحلول 2028
ازدهار في الشقق ونقص في الفلل يرسم ملامح سوق الإسكان بدبي في الربع الثالث 2025
تاريخ النشر

واصل سوق العقارات السكنية في دبي التوسع خلال الربع الثالث من عام 2025، بوتيرة مستقرة من حيث إطلاق المشاريع الجديدة وإنجازها، بما يتماشى مع نمو عدد سكان الإمارة واستمرار شهية المستثمرين.

ووفقًا لأحدث تقرير صادر عن شركة «سافيلز» حول سوق العقارات السكنية في دبي، سجلت المدينة أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية جديدة أُطلقت خلال الربع الثالث من 2025، ما يعكس ثقة قوية لدى المطورين، ويشير في الوقت نفسه إلى نهج أكثر توازنًا في تنفيذ المشاريع مقارنة بدورات الإطلاق المكثفة في السنوات الأخيرة.

وشكّلت الشقق نحو 97% من إجمالي المشاريع الجديدة خلال الربع، بحسب التقرير، ما يؤكد التحول الهيكلي الأوسع في المعروض نحو مجتمعات عالية الكثافة السكانية، حيث يشكل التسعير والمرافق وسهولة الوصول عناصر جذب قوية للمقيمين والمستثمرين على حد سواء. وفي المقابل، كانت مشاريع الفلل ومنازل التاونهاوس محدودة، وهو اتجاه يعزز الندرة في هذا القطاع ويدعم استقرار الأسعار في المناطق منخفضة الكثافة.

وأبرزت شركة «سافيلز» أن نجاح المرحلة الثانية من مشروع «جميرا غولف إستيتس» مدفوعًا بالطلب القوي على مجتمعات نمط الحياة الفاخرة وخطط السداد الجذابة يثبت أن الإقبال على مشاريع الفلل ذات المواقع المتميزة ما زال قويًا، حتى مع تركّز الجزء الأكبر من المعروض الجديد في شريحة الشقق.

وقد تم تسليم ما يقرب من 8500 وحدة جديدة خلال الربع الثالث، ليرتفع إجمالي الوحدات السكنية المُنجزة منذ بداية عام 2025 إلى نحو 30 ألف وحدة، وهو رقم يعادل إجمالي ما تم تسليمه خلال عام 2024 بالكامل. كما من المتوقع، وفقًا لتقرير «سافيلز»، تسليم 10 آلاف وحدة سكنية إضافية في الربع الرابع، ما يشير إلى أن خط المشاريع المستقبلية لا يزال متنوعًا وواسعًا.

وشملت أهم المشاريع المنجزة خلال الربع مبنى «فيريديان» من مراس في منطقة الوصل، و«بالاس ريزيدنسز» من إعمار في خور دبي، ومشروع «إلينغتون هاوس» من شركة إلينغتون في «دبي هيلز استيت».

وبالنظر إلى المستقبل، تتوقع «سافيلز» تسليم أكثر من 250 ألف وحدة سكنية جديدة بحلول نهاية عام 2028، ما يهيئ دبي لما تصفه الشركة بـ«تطور ديناميكي في السوق»، إذ تتفاعل مستويات العرض والطلب مع الاتجاهات السكانية وأنماط المعيشة المتغيرة.

ويشير التقرير إلى أن سوق العقارات السكنية في دبي ما زال مدعومًا بتدفقات سكانية قوية؛ إذ تجاوز عدد سكان المدينة أربعة ملايين نسمة في سبتمبر، مع توقعات ببلوغه خمسة ملايين بحلول عام 2030، بدفع من خلق فرص العمل وبرامج استقطاب الكفاءات العالمية والنمو في قطاعات الطيران والسياحة والخدمات اللوجستية والمالية والاقتصاد الجديد.

وفي هذا السياق، تتوقع شركة «هينلي آند بارتنرز» انتقال 9,800 فرد من أصحاب الثروات العالية إلى الإمارات في عام 2025، وهو أعلى معدل تدفق للمليونيرات على مستوى العالم.

ويصنف «مؤشر الثروة الديناميكية» التابع لـ«سافيلز» مدينة دبي كأهم مدن العالم في جذب وتنمية الثروة الخاصة، مشيرًا إلى جاذبيتها المعيشية، وبيئتها الخالية من الضرائب، وبرنامج الإقامة الذهبية، والإصلاحات التنظيمية المستمرة.

وعاد السوق العقاري الفاخر في دبي إلى نشاط متوازن خلال الربع الثالث بعد طفرة استثنائية في الربع الثاني. ووفقًا لبيانات «سافيلز»، بلغ عدد الصفقات التي تجاوزت قيمتها 10 ملايين درهم نحو 1500 صفقة خلال الربع، منها قرابة 500 صفقة على المخطط، ما يعكس استمرار الزخم القوي في مشاريع التطوير الفاخرة الجديدة.

وخلافًا للسوق الأوسع، هيمنت الفلل على النشاط السكني الفاخر، إذ شكّلت 73 في المئة من إجمالي الصفقات عالية القيمة، مما يشير إلى الطلب العميق المستمر في قطاع الفلل الفاخرة، حتى مع توجه أغلب الطلب في السوق المتوسطة والعليا نحو الشقق.

وأفادت «سافيلز» بأن متوسط السعر للمتر المربع بلغ مستويات قياسية جديدة خلال الربع الثالث لكل من الشقق والفلل، مدعومًا بإطلاق مشاريع فاخرة واستمرار الطلب من المشترين الأثرياء. وفي الوقت نفسه، ظل متوسط القيمة الرأسمالية للشقق مستقرًا عند نحو 1.9 مليون درهم منذ مطلع عام 2022، وهو ما تُرجعه الشركة إلى التحول نحو مساحات أصغر في المشاريع الحديثة.

أما متوسط سعر بيع الفلل فظل فوق 7 ملايين درهم خلال الربع الثالث، بارتفاع 24 في المئة عن متوسط عام 2024 البالغ 5.75 مليون درهم، مما يعكس محدودية المعروض واستمرار الطلب من السكان والمستثمرين ذوي الملاءة العالية. وتشير «سافيلز» إلى أنه رغم التقلبات الاقتصادية العالمية والتغيرات الجيوسياسية المحتملة، فإن التوقعات المستقبلية لسوق العقارات السكنية في دبي تبقى إيجابية إلى حد كبير.

وتستمر نقاط قوة الإمارة مثل الاستقرار السياسي، والأنظمة الاقتصادية المرنة، والبنية التحتية المتطورة، وجودة الحياة العالية في تحفيز النمو السكاني وجذب الاستثمارات.

ويرى مراقبون للسوق أن بوجود خط تطوير قوي، وتنوع في المعروض السكني، وتزايد في نسب التملك الفعلي من المستخدمين النهائيين، تدخل دبي مرحلة يعتمد فيها نمو سوق العقارات السكنية بشكل متزايد على الطلب الهيكلي المستدام أكثر من الدورات المؤقتة.

وتختتم «سافيلز» تقريرها بالقول إن القطاع يشهد «اتساعًا في العمق والنضج والاستقرار طويل الأمد»، ما يرسخ مكانة دبي كواحدة من أكثر الأسواق السكنية مرونة وتقدمًا على مستوى العالم.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com