إنقاذ 10 طيور فلامنجو في أبوظبي بعد عاصفة برد مدمرة
من مستنقعات أبو ظبي، تظهر قصة المرونة والشجاعة التي تمتع بها عشرة طيور فلامنغو مصابة ومنقذيهم من البشر الذين هرعوا لإنقاذهم بعد ليلة مروعة من الطقس العاصف غير المسبوق.
بدأت القصة عندما ضربت عاصفة هوجاء محمية الوثبة للأراضي الرطبة في أبوظبي، مصحوبة بأمطار غزيرة وبرد بحجم الكرة. وفي غياب وجود بشري، واجهت طيور الفلامنجو وطأة الظروف الجوية غير المتوقعة.
وفي مقطع فيديو نشرته هيئة البيئة في أبوظبي، استذكر رجال الإنقاذ شدة عاصفة البرد التي أحدثت ثقوباً في الرمال، لتصبح السبب الرئيسي وراء نفوق طيور الفلامنجو.
وعندما عاد الفريق إلى المحمية في ساعات الصباح الباكر، أصيبوا بالصدمة عندما رأوا طيور الفلامنجو الميتة والمصابة في المنطقة الرملية. وقد أصيب العديد منها بجروح في رؤوسها وأجنحتها وأرجلها الحساسة.
ومع ذلك، كان هناك مشهد غريب في استقبالهم - فقد نجت الكتاكيت من العاصفة.
وقد عُثر على الصغار أحياءً تحت أجساد طيور الفلامنجو الأكبر سناً، التي حمتهم طوال الليل العاصف، وضحت بحياتها من أجل الصغار. وقد عُثر على معظم الطيور المصابة بالقرب من موقع التعشيش، حيث رفضت الطيور البالغة التخلي عنها. وعلى الرغم من جهودها الشجاعة، دمرت عاصفة البَرَد معظم الأعشاش.
واستدعى فريق الوكالة على الفور الدعم وبدأ الجميع في العمل لإنقاذ طيور الفلامنجو الناجية. وتعاونت الهيئة مع مركز ياس سي وورلد للأبحاث والإنقاذ، الذي ساعد أطباؤه وموظفوه ذوو الخبرة في منح طيور الفلامنجو فرصة جديدة للحياة.
وعند الفحص، وجد الأطباء البيطريون حالات كسور وتلف عصبي بين الطيور. وقبل القيام بأي علاج رئيسي، بدأوا بتعليق الطيور على السوائل وإعطائها المضادات الحيوية للتأكد من استقرار حالتها.
وقال أحد الأطباء في المركز: "هذه هي سنتي الأربعين في مجال علم الحيوان ولم أشاهد شيئًا كهذا من قبل".
وبعد أن قام فريق محمية الوثبة للأراضي الرطبة بحصر الحالات، وجد أن أغلب الطيور لم تصب بأذى، أما صغار طيور الفلامنجو فقد قام الفريق بنقلها إلى مركز الإنقاذ أيضاً.
واجه الفريق الطبي مهمة جديدة عندما يتعلق الأمر بالصيصان التي لم تولد بعد، وهي أن يصبحوا آباءها. قال أحد أفراد فريق الإنقاذ: "راقبنا الفقس وساعدنا الصيصان على الخروج من بيضها. فقدت هذه الطيور الصغيرة والديها. الآن، نحن آباؤها وأمهاتها. يتعين علينا أن نوفر لها كل ما تحتاجه".
وبعد إنقاذ طيور الفلامنجو، تم إطلاق سراحها في المحمية، وبعدها بقليل تبعتها فراخها. وعلى شاطئ بحيرة الوثبة وتحت سماء المدينة المشمسة، اجتمعت فراخ الفلامنجو في منزلها.