الإجازة لمدة 90 يوماً: تعزز تعافي الأمهات الجدد
يمكن أن تستغرق فترة التعافي بعد الولادة أشهراً عدة، ويعتمد ذلك على نوع الولادة. وعادةً ما تحتاج الأمهات اللاتي خضعن للولادة القيصرية إلى وقت أطول للتعافي مقارنة باللواتي يلدن ولادة طبيعية.
ولدعم الأمهات الجدد في تعافيهن الجسدي والعقلي، قدمت حكومة أبوظبي إجازة أمومة لمدة ثلاثة أشهر للنساء الإماراتيات العاملات في القطاع الخاص.
وفي حديثهم لصحيفة خليج تايمز، أشاد الخبراء بالمبادرة واعتبروها خطوة إيجابية. من خلال إجازة الأمومة الممتدة، تسعى أبوظبي إلى تعزيز صحة الأسر وسعادتها عبر وضع رفاهية الأمهات في مقدمة الأولويات."
تُعتبر إجازة الأمومة الممتدة إلى 90 يوماً مثالية للأمهات للتعافي بشكل كافٍ قبل العودة إلى العمل. في الإمارات العربية المتحدة، تحصل النساء العاملات عادةً على إجازة أمومة مدتها 60 يوماً، حيث يتم دفع أجر كامل خلال 45 يوماً، بينما يُدفع نصف الأجر خلال الـ15 يوماً المتبقية.
وأوضحت الدكتورة طاهرة محبوب، أخصائية أمراض النساء والتوليد في مستشفى ميدكير الشارقة، أن 'الفترة الأطول للتعافي توفر فوائد عديدة، إذ تمنح الأمهات وقتاً كافياً للتعافي الجسدي بعد الولادة، وهو ما يكون ذا أهمية خاصة في حالة الشفاء من المضاعفات أو بعد الولادة القيصرية.'
وتطرقت إلى الفرق بين أنواع الولادة وفترات التعافي المرتبطة بكل نوع. أشارت إلى أن فترة الستين يوماً غالباً ما تكون كافية للتعافي الجسدي بعد الولادة الطبيعية، بينما تحتاج الأمهات اللاتي خضعن لعملية قيصرية إلى وقت أطول للتعافي بسبب طبيعة الجراحة."
وأضافت أن 'النساء اللاتي يعملن في وظائف تتطلب مجهوداً بدنياً قد يحتجن إلى فترة أطول للتعافي. وبالتالي، توفر الفترة الأطول المرونة اللازمة للتكيف مع الروتين الجديد ومسؤوليات الأبوة والأمومة دون الضغوط المباشرة للعودة إلى العمل.
التحديات الجسدية
بالنسبة للعديد من الأمهات الجدد، يعد الانتقال إلى الأمومة عبارة عن تحديات متعددة. تشمل الأعراض الجسدية الشائعة أثناء فترة التعافي بعد الولادة آلام العجان، والنزيف المهبلي، والتعب، بالإضافة إلى مشاكل أخرى مثل البواسير وسلس البول، خاصة بعد الولادة الطبيعية.
في المقابل، تواجه النساء اللواتي يخضعن لعمليات قيصرية فترات تعافي أطول، وقد يواجهن مضاعفات مثل ألم الشق الجراحي وانخفاض القدرة على الحركة.
قالت الدكتورة "إنشا خان"، أخصائية أمراض النساء والتوليد في عيادة أستر التخصصية: "إن متوسط وقت التعافي من الولادة هو حوالي 6-8 أسابيع، ولكن قد يستغرق التعافي الكامل عدة أشهر، خاصة إذا ظهرت مضاعفات".
الصحة العقلية
وأشارت الدكتورة محبوب إلى أن التعافي الجسدي والعافية العقلية أمران ضروريان. وقد تحتاج بعض النساء إلى مزيد من الوقت لمعالجة أي تحديات عاطفية أو نفسية.
تؤكد الدكتورة سمية زاهر، استشارية أمراض النساء والتوليد في مستشفى دانة الإمارات، على أهمية التعرف على التغيرات العاطفية بعد الولادة. تقول: 'تؤثر كآبة ما بعد الولادة على ما بين 50% إلى 75% من الأمهات نتيجة التغيرات الهرمونية السريعة. ورغم أن هذه الحالة قد تكون طبيعية إلى حد ما، فإن الوعي بها ضروري. إذا استمرت مشاعر الحزن لأكثر من أسبوعين، فقد يكون من الضروري طلب المساعدة المهنية.'"
وأشاد الخبراء بشكل واسع بخطوة أبوظبي. وقالت الدكتورة "زوفيا جوردون"، استشارية أمراض النساء والتوليد في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال: 'إن فترة الإجازة الممتدة تساعد في تقليل التوتر وتعزيز الصحة النفسية للأمهات. كما أنها تدعم الرضاعة الطبيعية، التي توفر فوائد صحية متنوعة للأطفال."
"وقد تشجع هذه القواعد الرجال أيضاً على استخدام إجازاتهم الأبوية لرعاية المولود الجديد والأسرة بشكل نشط، ودعم الواجبات المشتركة وتخفيف الضغوط على النساء."
دور الآباء
تُدرك دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية دور الأب في دعم الأسرة وتلبية احتياجاتها، ولذلك تمنح الموظفين الذكور خمسة أيام إجازة أبوة."
"تعتبر مشاركة الآباء ذات أهمية كبيرة خلال مرحلة ما بعد الولادة. فالأب الداعم يمكنه تقديم المساعدة العاطفية، والمشاركة في مسؤوليات رعاية الطفل، وتخفيف الأعباء المنزلية، مما يخلق بيئة داعمة لكل من الأم والطفل"، كما أضاف الدكتور جوردون.
حذر الخبير من أن عدم كفاية وقت التعافي قد يؤدي إلى عواقب بعيدة المدى، مثل الإرهاق المزمن، والمشاكل الجسدية صعبة العلاج، وصعوبات في الترابط مع الطفل. وهذا يبرز أهمية منح الأمهات الوقت الكافي للتعافي، مما يعزز في نهاية المطاف رفاهية الأسرة بأكملها."