"أهل العطاء" في أبوظبي: رحلة تغيير حقيقية من المدارس المجددة إلى جراحات تنقذ حياة الأطفال

تم إطلاق الموسم الثاني من السلسلة المجتمعية هذا الأسبوع من قبل هيئة المساهمات الاجتماعية "معاً"
الصور: مدرسة الرعاية المجتمعية الباكستانية.

الصور: مدرسة الرعاية المجتمعية الباكستانية.

تاريخ النشر

من المدارس منخفضة الدخل التي جرى تجديدها بعد ما يقرب من ثلاثة عقود، إلى مئات الأطفال في الإمارات الذين تم توفير الرعاية الطبية لهم التي لم يكن بمقدورهم تحمل تكلفتها، هذه بعض القصص الواقعية التي يسلط الضوء عليها مسلسل "أهل العطاء"، سلسلة فيديوهات التأثير الاجتماعي التي أطلقتها "معاً"، هيئة المساهمة الاجتماعية في أبوظبي.

تم إطلاق الموسم الثاني من السلسلة هذا الأسبوع في فعالية للاحتفال بالنجاحات التي حققها الموسم الأول، والذي شارك فيه أكثر من مليون شخص من المجتمع، بحسب المسؤولين.

قال الدكتور مغير الخييلي، رئيس إدارة تنمية المجتمع: "لقد وصل تأثير معاً إلى أكثر من مليون شخص منذ تدشينه قبل نحو أربع سنوات، من خلال توفيره لبرامج متنوعة لدعم المجتمع. الهدف هو تأسيس قاعدة للعطاء الاجتماعي لمعالجة المشكلات الاجتماعية القائمة. نحن نركز اليوم على نماذج من المجتمع أو من البرامج التي دعمناها سابقاً."

تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب.

وأشار الدكتور الخييلي إلى أن موضوعات "أهل العطاء" ترتبط مباشرة بنتائج استبيانات جودة الحياة في أبوظبي، والتي تساعد الجهات المعنية على تحديد المجالات التي تحتاج للدعم. مثلاً، أظهرت دورة استبيانات جودة الحياة الأولى قبل خمس سنوات أن رضا الأشخاص من ذوي الإعاقة كان أقل بنسبة 30% مقارنة بالمشاركين الآخرين، لذا تم التركيز على هذه الفئة.

وأضاف: "تم وضع استراتيجية خاصة لهم وأطلقها رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بنفسه. معاً تبنى هذه الاستراتيجية وبدأ التركيز على بعض الجوانب. لذلك تم تخصيص أول حاضنة اجتماعية لمعاً للأشخاص من ذوي الإعاقة."

وتشمل القضايا المجتمعية الأخرى التي كشفتها الاستبيانات واستهدفتها "معاً" مبادرات كبار السن، والخصوبة، وبرنامج "مديم" للزواج النموذجي.

"

من بين المؤسسات التي تم إبرازها في السلسلة مدرسة باكستان المجتمعية الخيرية، وهي حرم غير ربحي لم يتلق أي تحديثات كبرى منذ تأسيسه في 1992. قالت فرحات جادون، مديرة المدرسة: "كان مبنانا قديماً جداً وغير آمن للطلاب. نحن مدرسة خيرية ولا نتلقى تمويلاً من جهات خارجية، والرسوم الدراسية هي الأدنى في الدولة حوالى 3000 درهم سنوياً، لذلك بميزانيتنا المحدودة لم نتمكن من الاهتمام بجوانب أخرى."

بدعم من "معاً"، جُددت المدرسة خلال إجازة الصيف. قالت جادون: "غيروا الأرضيات، السقف، طوّروا بيئة التعلم، وحتى عيادة المدرسة أصبحت مجهزة بشكل متقدم. اهتموا بكل تفصيل صغير... بدون معاً، لما كنا قادرين على ذلك في ظل ميزانيتنا المحدودة."

وكان للأثر نتائج عميقة، فقد ارتفعت نسبة الحضور من حوالي 70% إلى أكثر من 95%. وأضافت: "الثقافة أصبحت جيدة الآن. أصبح بالإمكان إقامة العديد من الفعاليات في المدرسة، لا للطلاب فحسب، بل لأولياء الأمور أيضاً."

ولاول مرة في تاريخها، استضافت المدرسة يومًا دوليًا ضم طلاباً من مدارس بنغلاديش والفلبين، كما حصلت على تقييم "جيد" من مفتشي دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي.

وأضافت جادون: "نقوم بالكثير من الأمور لأول مرة، أضفنا نوادي مثل نادي الكاراتيه والموسيقى، لأن لدينا الآن مساحة أكبر ومساحات مظللة أكثر أهمية."

السلسلة سلطت الضوء أيضاً على جمعيات كـ"عملية ابتسامة الإمارات"، التي تقدم جراحات إصلاح الشفة الأرنبية والحنك للأطفال والشباب. قالت موراغ كرومي-هوك، المدير التنفيذي للمنظمة: "ساعدنا معاً ليس فقط في نشر الكلمة بين الجميع في أبوظبي، بل وفي جمع التبرعات لدفع تكاليف هذه العمليات التي لا تستطيع العائلات تحملها."

وتكلفة الجراحة الواحدة تبلغ حوالي 30,000 درهم، وهذا يتعذر على كثير من الأسر ذات الدخل المحدود تغطيتها.

شاركت كرومي-هوك قصة كوفينانت، طفل غاني عمره ثماني سنوات يعاني من تشوهات شديدة في الوجه، بما في ذلك شفة مشقوقة وتشوهات في العيون. بفضل دعم الإمارات، سيسافر لإجراء جراحة معقدة في مستشفى جريت أورموند ستريت بلندن، بتكلفة تقدر بـ 100,000 درهم. قالت: "تمكنا من جمع المال له ونعمل مع منظمة Operation Smile UK لتسهيل إقامته. يساعدنا المستشفى في توفير السكن المجاور. نعمل مع ثلاث منظّمات أخرى ونحاول الحصول على دعم من شركات الطيران لتغطية الرحلات وكل شيء."

منذ حصولها على الترخيص في 2011، قدمت "عملية ابتسامة الإمارات" بين 3,500 إلى 4,000 عملية جراحية مجانية وآمنة، مترافقة مع رعاية شاملة محلياً وعبر بعثات دولية. وما إن بدأت العمليات الجراحية في الإمارات عام 2017 بالشراكة مع كليفلاند كلينك أبوظبي، دعمت المنظمة أكثر من 150 عملية إصلاحية، إلى جانب توفير العناية بالأسنان ودعم التغذية وعلاجات النطق للأطفال المحتاجين.

وقالت كرومي-هوك: "والدة الطفل تريد له أن يعيش طفولة طبيعية كأي طفل آخر."

مع انطلاق الموسم الثاني من "أهل العطاء"، أكد الدكتور الخييلي أن الهيئة ستواصل تسليط الضوء ودعم المبادرات الشعبية التي تعالج التحديات المجتمعية الواقعية. قال: "استناداً إلى التحديات التي كشفتها استبيانات جودة الحياة، سيكون هناك بحول الله تغطيات أخرى لسنة قادمة عن تحديات مختلفة."

وأضاف: "الفكرة هي استخدام السرد القصصي كوسيلة لبناء الوعي المدني، وتحفيز الآخرين على المساهمة، مع تكوين ذاكرة مؤسسية عن كيف يعمل الدعم المجتمعي على أرض الواقع.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com