

الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة
أكدت الإمارات العربية المتحدة مجددًا التزامها بتحقيق حل الدولتين، قائلة إنه “الطريق الوحيد” نحو سلام دائم. وأوضح الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، في كلمة له في أبوظبي، أن أي ضم للأراضي الفلسطينية يمثل “خطًا أحمر” بالنسبة للإمارات.
وقال: “لن تحيد الإمارات عن هذه الرؤية العربية والدولية التي ترى بضرورة قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. لدينا بعض التحفظات حول كيفية إدارة الأمور، لكن ذلك لا يتعارض مع هذا المبدأ. نحن متمسكون تمامًا بأن أي ضم سيكون في الواقع خطًا أحمر بالنسبة للإمارات”.
جاءت تصريحات قرقاش خلال مشاركته في قمة "رويترز نكست الخليجية" في أبوظبي يوم الأربعاء. وأشار إلى أن “الرؤية القصوى” بشأن فلسطين لم تعد صالحة، محذرًا من أن التطرف من كلا الجانبين لن يؤدي إلا إلى استمرار الصراع. وأضاف أن العودة إلى المواجهة ستلحق المزيد من الضرر بالفلسطينيين ولن تحقق لإسرائيل أمنًا طويل الأمد.
أوضح قرقاش أن اتفاقات إبراهيم كانت خطوة استراتيجية وأساسية لتحقيق السلام، مسلطًا الضوء على دور الإمارات في إيصال المساعدات إلى غزة. وقال: "خلال العامين الماضيين أنفقنا 2.57 مليار دولار على المساعدات لغزة، أي ما يقارب 46% من إجمالي المساعدات التي وصلت إلى القطاع. وإذا فصّلنا الأمر، فقد أرسلنا 100 ألف طن من الأغذية والمعدات الطبية إلى غزة. كما تغطي خطوط المياه من مصر إلى رفح احتياجات مليون شخص في غزة. لقد وفر لنا ذلك العديد من المهام الإنسانية، وأعتقد أننا سنوسع هذا الدور لاحقًا".
وأضاف أن ذلك لم يكن ليحدث لولا علاقة الإمارات بإسرائيل. وقال: "لقد تمكنت الإمارات من الاستفادة من علاقاتها مع إسرائيل لتسهيل الوصول الإنساني. ولو لم تكن هناك علاقة بيننا، لما تمكنا من جلب 3,000 فلسطيني وأسرهم وأطفالهم إلى هنا، على سبيل المثال".
وفي جلسة أخرى، شرحت وزيرة الدولة في وزارة الخارجية الإماراتية لانا نسيبة أسباب توقيع الإمارات على اتفاقات إبراهيم. وقالت: "أردنا مخاطبة 30% من سكان المنطقة الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا، برؤية جديدة للسلام والتعايش والتسامح".
وأضافت نسيبة أن الإمارات تسعى لتأكيد مكانتها كصلة دبلوماسية واقعية، وتعمل على تسخير الدبلوماسية للمساعدة في تسوية النزاعات.
وفيما يتعلق بإعادة إعمار غزة، أكد قرقاش أن للإمارات دورًا محوريًا ستلعبه في هذه العملية، لكنه شدد على ضرورة وجود وضوح سياسي. وقال: “نرغب في المساعدة بكل الطرق الممكنة، لكن دور الإمارات سيكون مرنًا بحسب الأفق السياسي. فإذا رأينا أفقًا واضحًا نحو قيام دولة فلسطينية طويلة الأمد، فإن دورنا سيتسع بطبيعة الحال. أتذكر أنني تحدثت قبل عامين مع زميلة هولندية، وبعد أحداث 7 أكتوبر، قالت لي إن الهولنديين أعادوا بناء ميناء غزة ثلاث مرات. لا أحد يرغب في استثمار كبير إن لم يكن ذلك يعني سلامًا طويل الأمد ومستقرًا فعليًا".
وفي حديث منفصل خلال الحدث، قال رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار إنه لم يُطلب منه المشاركة في إعادة إعمار غزة، ولا يملك توجهًا نحو ذلك.
وأضاف: "الفلسفة التي أتبناها هي أن على كل شخص أن ينظف فوضاه بنفسه. فإذا أكلت في صحني، فإن تنظيفه مسؤوليتي. أعتقد أن الأطراف التي شاركت في كل هذا الفوضى هي من يجب أن تتحمل مسؤولية ما يلزم".