أمل أحمد: الإعاقة عقلية وليست جسدية ..ولا استسلام
اتخذت أمل أحمد قرارها بأن الإعاقة لن تمثل عائقاً في حياتها، عندما شاركت في سباقات الماراثون لاستكشاف ما يكمن تحت مياه الإمارات ، مؤكدة بأنه لا شيء يقف في وجه هذه المواطنة المقيمة في دبي.
بالنسبة لـ أمل وهي من أصحاب الهمم، فإن الاستسلام ليس خياراً. قالت أمل: "أنا أرى أنه لا يوجد ما يسمى بالإعاقة الجسدية، بل إن الإعاقة العقلية هي التي تمنعك من عيش حياتك".
أمل ليست مجرد رياضية أو غواصة، بل هي فنانة صوتية وشخصية مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي ومعلمة وعارضة ومتحدثة تحفيزية وسائقة ولاعبة بادل وتنس - هي إنسانة لديها الكثير لتفتخر به.
في عام 2007، بعد وقت قصير من تخرجها من كلية الدراسات الإعلامية من جامعة الشارقة، تعرضت أمل لحادث أدى إلى أضرار كبيرة في الجزء السفلي من جسدها.
أثناء الجراحة، تضرر أحد الأعصاب، مما أدى إلى إصابتها بالشلل أسفل بطنها ولأكثر من عام، ظلت أمل في المستشفى لتلقي العلاج.
بعد الحادث ولمدة تسع سنوات تقريباً، عانت أمل لتقبل إعاقتها. قالت: "كنت أتنفس، لكنني لم أكن على قيد الحياة. الحياة لم تكن مثيرة للاهتمام على الإطلاق. كنت أذهب إلى العمل وأعود إلى المنزل لأرتاح، كان هذا هو الروتين. تتذكر قائلة: "لم أكن متحمسة ولا طموحة أبداً".
وخضعت أمل حتى الآن لـ 18 عملية جراحية، ولديها عدة صفائح معدنية في جسدها. وقالت أمل: "لقد أدركت أنه يجب علي أن أعيش بهذه الطريقة، وأن المعجزات بيد الله تعالى".
تعمل أمل حالياً في القطاع الحكومي في مجال الطيران بينما كانت تحلم دائماً بأن تعمل في التلفزيون. وقالت: "لكنهم الآن يحتاجون إلى شخص مثالي (بدون إعاقة)". على الرغم من هذه النكسة، فقد حققت نجاحاً كمؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من أن حلمها في أن تصبح شخصية تلفزيونية لم يتحقق بعد.
كانت أمل تحتاج إلى استخدام كرسي متحرك حتى عام 2017، وقد اتخذت حياة أمل منعطفاً آخر عندما شجعها أحد الأصدقاء على زيارة البلدان التي تشتد فيها معاناة الناس. قالت أمل: "طلب مني صديقي أن أذهب لأراهم وأتحدث معهم، وظل يطلب مني أن أتقبل حياتي وأن أحب نفسي وأن أكون ممتنة إذا لم أقارن حياتي مع الأشخاص الأقل حظاً؟
في عام 2017، سافرت أمل إلى زنجبار، مما شكل نقطة تحول في حياتها، ومستخدمة كرسي متحرك وعكازين بدأت في الانخراط في خدمة المجتمع. قالت: "لقد صدمت عندما رأيت كيف يعيش الناس في فقر مدقع وبعد فترة وجيزة من خدمتي في البلدان الأفريقية، ذهبت إلى سريلانكا لمساعدة الأطفال الفقراء. وبعد رحلاتي تلك، انتقلت من احساس انعدام الطموح إلى أن أشعر بالحماس لمساعدة الأشخاص الأقل حظاً".
بدأت رحلة أمل على وسائل التواصل الاجتماعي بنشر أعمالها الاجتماعية لتسليط الضوء على الأشخاص والأماكن التي تحتاج إلى الاهتمام، مثل صور بناء المدارس في زنجبار وأجزاء أخرى من العالم.
وقد اكتسب عملها الإنساني متابعة هائلة، مما أدى إلى العديد من عروض التعاون. وقالت: "لقد تعاونت مع العديد من العلامات التجارية المرموقة في جميع أنحاء العالم، من سياحة دبي ومنافذ البيع بالتجزئة ومراكز التسوق والسيارات والمجوهرات".
ومن خلال تجاربها، تعلمت أمل أنها تستطيع تحقيق أي شيء بمجرد التغلب على الحواجز العقلية التي تفرضها إعاقتها.
وقالت: "لا يمكن للمرء أن يمضي قدماً إذا لم يكن بمقدوره تقبل إعاقته"، وأضافت أن عائلتها أصبحت بمثابة نظام الدعم الكامل لها.
تعيش أمل الحياة على أكمل وجه، على الرغم من شعورها بالخدر في نصف جسدها وهي تخضع لجلسات العلاج الطبيعي وتمارس التمارين الرياضية يومياً.
كما أنها تقود السيارات الرياضية وتعمل كعارضة لبعض علامات السيارات التجارية. تقول: "أقود سيارتي داخل المدينة وبين المدن المختلفة. لقد سافرت أيضاً بالسيارة عبر مدينة طوكيو للاستكشاف"، وأضافت أنها تتحدى نفسها باستمرار. "بالنسبة لي، كل يوم يمثل تحدياً جديداً وفرصة لإنجاز شيء ما."
كما أنها تحب ركوب الدراجات. تقول: "أقود مسافة 3 كيلومترات ثلاث مرات في الأسبوع، مما يساعدني على الحفاظ على لياقتي البدنية ويشعرني بالتحفيز." بالإضافة إلى مساعيها الرياضية، فهي عضو نشط في نادي السيدات لأصحاب الهمم في دبي وهو منصة للتمكين والدعم. علاوة على ذلك، فهي تشارك في الرماية الأولمبية، حيث تظهر مواهبها المتنوعة وروحها التنافسية.
تواصل أمل المضي قدماً وتلهم الآخرين أن يحذوا حذوها. رسالتها واضحة: "لا تدع أي شيء يعيقك. ثق بنفسك، واستمر في المضي قدماً وسوف تحقق العظمة."
وأضافت: "أذكّر نفسي والآخرين دائماً بأن كل يوم هو فرصة جديدة للتغلب على المخاوف، والعمل على كل ما يمثل شغفاً للفرد، وإحداث فرق في العالم".