أفضل ترحيب بالإمارات: ممرضان جديدان يمنحان مسافراً "فرصة ثانية للحياة"

أفضل ترحيب بالإمارات: ممرضان جديدان يمنحان مسافراً "فرصة ثانية للحياة"

كان أبيجيث وأجيش متجهين إلى الإمارات لأول مرة لبدء حياتهما الجديدة
تاريخ النشر

كان من المفترض أن تكون الرحلة بداية حياة جديدة للممرضين الشابين أبيجيث جيس وأجيش نيلسون، من ولاية كيرالا الهندية، على أول رحلة دولية لهما على الإطلاق متجهة إلى الإمارات، حيث كانا سيبدآن حياتهما المهنية في إنقاذ الأرواح. لم يكن يدور في خلدهما أن أول مريض لهما سيظهر قبل أن تهبط الطائرة.

كان الظلام لا يزال يلف الخارج عندما أقلعت الرحلة التي كانا يستقلانها من كوتشي في الساعة 5:30 صباحاً يوم 13 أكتوبر، متجهة إلى أبوظبي. كان معظم الركاب نياماً، وبينما كانت الطائرة تحلق فوق بحر العرب على ارتفاع 35,000 قدم، انكسر الهدوء عندما سمع أبيجيث صوتاً خافتاً لشهقة – شخص ما كان يكافح من أجل التنفس.

تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب.

سباق ضد الزمن

يتذكر أبيجيث قائلاً: "سمعت شخصاً يصارع للتنفس. وعندما التفت، رأيت رجلاً منحنياً على مقعده، لا يستجيب. تحسست نبضه، لم يكن هناك نبض. عندئذ أدركت أنه يعاني من سكتة قلبية".

تعرض المسافر، ويدعى سامر (تم تغيير الاسم)، يبلغ من العمر 34 عاماً من ولاية كيرالا، لانهيار مفاجئ. قفز أبيجيث من مقعده وبدأ في إجراء الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) مباشرة في الممر الضيق. هرع طاقم الطائرة للمساعدة، مما أتاح مساحة بينما كان زملاء السفر يراقبون بقلق.

انضم إليه أجيش، الذي كان يجلس على بعد بضعة صفوف، بعد سماع الضجة. قال أجيش: "لم يكن هناك ذعر. عرفنا فقط ما يجب القيام به. بدأ أبيجيث في ضغطات الصدر، وقدمت له الدعم. كان الأمر يتعلق بالبقاء هادئين وبذل قصارى جهدنا".

عمل الممرضان بتنسيق، وتناوبا على الضغطات وراقبا تنفس المسافر. تحول الممر الضيق للطائرة إلى عنبر طوارئ. وبعد جولتين مكثفتين من الإنعاش القلبي الرئوي، ظهرت ومضة حركة مع عودة نبض خافت، وبدأ الرجل في التنفس مرة أخرى.

قال أبيجيث: "عندما رأيته يتحرك، شعرت بارتياح هائل. تلك اللحظة ذكرتني لماذا اخترنا هذه المهنة. بغض النظر عن مكان وجودنا، فإننا نحمل هذه المسؤولية معنا".

مساعدة من طبيب على متن الطائرة

وكان من بين الركاب الدكتور عارف عبد القادر، الذي تقدم للمساعدة. عمل مع الممرضين على تثبيت حالة المريض، وبدأوا في إعطائه السوائل الوريدية، وراقبوا علاماته الحيوية لبقية الرحلة.

قال أجيش: "عندما استجاب أخيراً، شعرت وكأنه نعمة. كانت أول رحلة لنا إلى الخارج، وأن نتمكن من إنقاذ حياة قبل أن نبدأ وظائفنا الجديدة، كان ذلك أفضل ترحيب يمكن أن نتخيله".

عندما هبطت الرحلة في أبوظبي، كانت الفرق الطبية في المطار على أهبة الاستعداد لتسلم الحالة. تم نقل المسافر لمزيد من العلاج، وأفادت التقارير لاحقاً أن حالته مستقرة.

بالنسبة لأبيجيث (26 عاماً)، وأجيش (29 عاماً)، كان ذلك أول يوم عمل لهما كموظفين في "ريسبونس بلس الطبية" (RPM)، إحدى أكبر مزودي الخدمات الطبية الطارئة والموقعية في الإمارات.

بعد الرحلة، واصل الممرضان بهدوء طريقهما إلى مكان عملهما الجديد دون ذكر ما حدث. ولم يظهر عملهما البطولي للنور إلا لاحقاً، عندما روى القصة زميل سفر، وهو أيضاً موظف في RPM، ويدعى برنت أنطو.

تقدير وإشادة

عندما وصلت القصة إلى الإدارة، كرمت "ريسبونس بلس الطبية" الممرضين بشهادات تقدير، اعترافاً بمهنيتهما ورباطة جأشهما أثناء حالة الطوارئ.

قال الدكتور روهيل راغافان، الرئيس التنفيذي لـ "ريسبونس بلس القابضة": "أحسنتم صنعاً يا أجيش وأبيجيث، فقد أظهرتما الروح الحقيقية لـ RPM بإنقاذ مريض خارج بيئة المستشفى. عائلة RPM تحيي العمل العظيم لأعضائنا".

وقال الدكتور محمد علي، المدير الطبي لمشاريع RPM، إن الحادث يوضح مدى أهمية التصرف السريع أثناء حالات الطوارئ القلبية. وأضاف: "في أي سكتة قلبية، كل ثانية مهمة. التعرف المبكر والإنعاش القلبي الرئوي الفوري يمكن أن يحدث فرقاً بين الحياة والموت، سواء حدث ذلك في المستشفى أو في منتصف الرحلة".

وقد عبرت عائلة المسافر لاحقاً عن شكرها العميق للممرضين والطبيب الذين ساعدوا في إنقاذ أحبائهم. وقالوا في رسالة: "لا يمكننا أن نشكرهم بما فيه الكفاية. كانوا غرباء بالنسبة لنا، ومع ذلك منحوه فرصة أخرى للحياة. لطفهم وشجاعتهم سيبقيان دائماً في صلواتنا".

الآن، وبعد أن استقرا في أبوظبي وبدآ فصلاً جديداً، يقول كلا الممرضين إن الحادث غيّر نظرتهما لعملهما.

قال أجيش: "جئنا إلى هنا لبدء حياتنا المهنية. إنقاذ حياة في الطريق جعلنا ندرك المعنى الحقيقي لهذه المهنة".

وقال أبيجيث: "أنت لا تتوقع أبداً أن يحدث شيء كهذا. ولكن عندما يحدث، عليك فقط أن تتصرف. ذلك الصباح في السماء سيبقى معنا إلى الأبد".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com