أطباء : درجات الحرارة العالية تشكل خطراً صحياً كبيراً
أثارت درجات الحرارة المرتفعة في دولة الإمارات العربية المتحدة – بوصولها في بعض المناطق إلى 49.9 درجة مئوية يوم الجمعة – المخاوف بشأن الأمراض المرتبطة بالحرارة التي يمكن أن تشكل مخاطر صحية خطيرة.
وحث الأطباء أفراد الجمهور على اتخاذ الإجراءات الاحترازية في ظل طقس الصيف القاسي المستمر مع ارتفاع حالات ضربة الشمس والإرهاق الحراري، مشيرين إلى معاناة حالتين على الأقل من السكتة الدماغية والإرهاق الحراري في دولة الإمارات ، حيث تم نقل عامل بناء يبلغ من العمر 42 عامًا إلى مستشفى برجيل في أبو ظبي بعد أن اشتكى من تشنجات عضلية شديدة وجفاف وتغير في الإحساس وانخفاض ضغط الدم. وكانت حالته حرجة، حيث تجاوز مستوى الكرياتينين لديه 300، مما يشير إلى إصابة حادة في الكلى ناجمة عن تلف العضلات بسبب الجفاف الشديد.
وبالمثل، اشتكى عامل نيبالي الجنسية يبلغ من العمر 30 عاماً يعمل في مشروع خارجي من الضعف والتشنجات، كما عانى من تصلب في يديه وقدميه، إلى جانب الصداع والغثيان،بالإضافة الى التعرق بشدة، لكنه لم يتمكن من شرب كمية كافية من الماء بسبب ضيق منطقة العمل. وتم نقله إلى مستشفى جامعة ثومبي في عجمان لتلقي العلاج.
وبحسب الأطباء، فإن كلاهما كانا يعانيان من الإنهاك الحراري، وهي حالة تحدث عندما تفشل آلية تبريد الجسم في الحفاظ على درجة الحرارة الأساسية الطبيعية وتؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة. وخرجت الحالتان بعد 48 ساعة من العلاج.
وأوضح الأطباء أن الأمراض المرتبطة بالحرارة يمكن أن تتراوح بين التشنجات الحرارية والإرهاق الحراري، وضربة الشمس، التي قد تهدد الحياة.
وقال الدكتور فرحان أسرار، طبيب الصحة العامة والأسرة الكندي المولود في دبي والذي يعمل في كلية "دالا لانا" للصحة العامة: "يحدث الإنهاك الحراري عندما ترتفع درجة حرارة الجسم، ولا يتمكن الشخص من تبريد نفسه، ويفقد الماء والأملاح الزائدة (غالبًا بسبب التعرق الزائد)، فيما تحدث ضربة الشمس عندما يفقد الجسم القدرة على التحكم في درجة حرارته، وترتفع درجة الحرارة".
ويقول الدكتور أحمد محمد عبد الرازق دعبس، أخصائي الطب الباطني، مستشفى برجيل الملكي، عشارج، العين."الإجهاد الحراري يؤدي إلى أعراض مثل الضعف والدوخة وتشنجات العضلات والصداع والغثيان والقيء وسرعة النبض والعطش المفرط".
وأوضح الدكتور "كيران كومار"، المتخصص ورئيس قسم الطب الباطني في مستشفى جامعة ثومبي: "عندما يترك الإنهاك الحراري دون علاج، يتم تحويل إمدادات الدم من الأعضاء الداخلية الحيوية إلى الجلد مما يؤدي إلى فشل العديد من الأعضاء، يصبح التدخل الطبي الفوري ضروريًا لمنع حدوث تلف شديد في الأعضاء أو الوفاة، حيث لم يعد الجسم قادرًا على التحكم في درجة حرارته بمفرده".
الأشخاص المهددون
والأشخاص الأكثر عرضة للأمراض المرتبطة بالحرارة هم أولئك الذين يعانون من حالات طبية معينة مثل مرض السكري وارتفاع السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكبد والكلى وأمراض القلب.
"وتشمل الفئات الضعيفة الأخرى الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن والرضع والأطفال وكبار السن والنساء الحوامل. وقال الدكتور دعبس: "إن هؤلاء السكان أكثر عرضة للإصابة بسبب انخفاض قدرتهم على تنظيم درجة حرارة الجسم والاستجابة للإجهاد الحراري".
نصائح السلامة
وفقًا للدكتور كومار، بالنسبة لأي شخص يشتبه في إصابته بمرض الحرارة، يجب البدء في الإجراءات التالية:
أخرج المصاب من منطقة العمل وانقله إلى منطقة مظللة أو مكيفة.
ضع المريض مستلقياً مع رفع قدميه فوق مستوى رأسه (أي ارفع ساقيه).
إزالة الملابس والمعدات الزائدة.
قم بتبريد المريض حتى تصل درجة الحرارة إلى حوالي 101 درجة فهرنهايت (38.3 درجة مئوية).
قم بترطيب المريض بالماء البارد أو مشروب رياضي إذا لم يكن يعاني من الغثيان أو القيء أو ظهور حالة عقلية مكتئبة؛ إعطاء السوائل الوريدية إذا كان غير قادر على الشرب.
مراقبة مستمرة ومراقبة معدل ضربات القلب وضغط الدم ومعدل التنفس ودرجة الحرارة والحالة العقلية.
نقل المريض إلى قسم الطوارئ إذا لم يحدث تحسن سريع رغم العلاج المناسب.
وينصح الأطباء الناس باتخاذ احتياطات معينة أثناء ظروف الحرارة الشديدة. “رطب نفسك بشكل كافٍ، وارتدي الملابس المناسبة، وحاول تظليل نفسك من الحرارة (وضع واقي الشمس)؛ وقال الدكتور أسرار: "تناول الطعام والشراب الذي يساعد على الحفاظ على برودة جسمك، والحد من الخروج خلال فترة الظهيرة والأوقات الأكثر سخونة في اليوم".
"تحقق من الأفراد الضعفاء، مثل كبار السن والأطفال الصغار وذوي الظروف الصحية، وقال الدكتور كومار: "تجنب الوجبات الثقيلة والأطعمة الساخنة، ولا تترك الأطفال أو الحيوانات الأليفة أبداً في المركبات المتوقفة".