تم إطلاق برنامج جديد للمنح الدراسية بقيمة تزيد عن 500 ألف درهم إماراتي للنساء من الدول العربية الراغبات في متابعة مسارات مهنية في مجال الطيران - وهو القطاع الذي تشكل فيه النساء 5% فقط من الطيارين على مستوى العالم.
وبدعم من أكاديمية الطيران الدولية (IAA)، يستهدف برنامج المنح الدراسية "المرأة في مجال الطيران في الشرق الأوسط" النساء من منطقة الشرق الأوسط اللواتي يواجهن قيودًا مالية.
في مقابلة مع صحيفة "خليج تايمز" ، قالت الدكتورة زينة محيو، نائبة الرئيس التنفيذي للعلاقات الأكاديمية والحوكمة وتجربة الطلاب في الأكاديمية الدولية للطيران: "لقد أدركنا منذ فترة طويلة الفجوة الكبيرة بين الجنسين في مجال الطيران، وخاصة في أدوار الطيارين، حيث لا تزال النساء ممثلات تمثيلاً ضعيفاً للغاية. على مر السنين، عملنا بنشاط على تحدي فكرة أن الطيران مجال يهيمن عليه الرجال، من خلال التأكيد على أن الشغف والعزيمة والمهارة، وليس الجنس، هو ما يهم حقاً".
ومع ذلك، فقد قطعت دولة الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى في المنطقة خطوات كبيرة في تعزيز المساواة بين الجنسين، ويُعد قطاع الطيران مثالاً قوياً حيث تمثل النساء الآن ما يصل إلى 48% من القوى العاملة في بعض شركات الطيران ومنظمات الطيران.
في إطار المنحة الدراسية التي تقدمها الأكاديمية لإطلاقها في عام 2025:
منحة دراسية كاملة تقدر قيمتها بأكثر من 105,000 دولار أمريكي (حوالي 385,350 درهم إماراتي)، تغطي جميع الرسوم الدراسية والتدريب على الطيران اللازم للحصول على رخصة طيار نقل جوي كاملة (ATPL).
عشر منح دراسية ممولة بالكامل لدورة أساسيات الطيران ، بقيمة إجمالية تبلغ 35 ألف دولار أمريكي (128,450 درهم إماراتي)، مصممة لتزويد الشابات بالمعرفة الأساسية والمبكرة لمهن الطيران.
وأوضحت الدكتورة زينة محيو أن البرنامج يتجاوز مجرد دعم الرسوم الدراسية، ليشمل فرصًا للتوجيه والتدريب لضمان حصول المستفيدين على التدريب اللازم، بل وتأهيلهم مهنيًا أيضًا. وأضافت: "سيتمكن المستفيدون من التواصل مع مرشدين ذوي خبرة في قطاع الطيران لإرشادهم طوال رحلة تدريبهم".
وأضافت: "من حيث الخبرة العملية، فإننا نعمل أيضًا بشكل وثيق مع شركائنا في الصناعة لتسهيل فرص التدريب والتوظيف المحتملة للباحثين المختارين، وخاصة أولئك الذين يظهرون التميز، لمساعدتهم على الانتقال بسلاسة من التدريب إلى بيئة الطيران المهنية".
على الصعيد العالمي، لا تزال المرأة ممثلة تمثيلاً ناقصاً في الوظائف الفنية للطيران. ووفقاً لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، شكلت النساء 4.9% فقط من الطيارين ومراقبي الحركة الجوية وفنيي الصيانة مجتمعين في عام 2021. وعلى الصعيد الإقليمي، سُجلت أعلى زيادة في عدد الطيارات في منطقتي آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية/الكاريبي، بينما تصدرت أمريكا الشمالية هذه النسبة بنسبة 4.6%. ولمعالجة هذا التفاوت، أطلق الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) مبادرة "25 في 2025" ، التي تستهدف زيادة تمثيل المرأة بنسبة 25% في المناصب القيادية وغير الممثلة تمثيلاً كافياً بحلول عام 2025.
قالت محيو: "يُعد إطلاق برنامج المنح الدراسية هذا خطوةً طبيعيةً في مهمتنا. فهو مصممٌ لإزالة إحدى أكثر العوائق شيوعًا - القيود المالية - التي قد تمنع النساء الموهوبات من خوض غمار العمل".
"من خلال تقديم هذه المنحة الدراسية، نأمل أن نمكن المزيد من النساء من الحصول على الفرصة لبدء رحلتهن والازدهار في صناعة الطيران."
سيتم فتح باب التقديم لبرنامج المنح الدراسية رسميًا في نهاية مايو 2025، وسيتم الإعلان عن أسماء المختارات في الاجتماع السنوي للمرأة في مجال الطيران في الشرق الأوسط في نوفمبر 2025. وسيتم إجراء جميع التدريبات في مرافق IAA في دولة الإمارات العربية المتحدة.
"السماء للجميع": كيف مهدت أول طيارة من العائلة المالكة في دبي الطريق أمام النساء الإماراتيات أكاديمية طيران سعودية لتدريب أول طيارات