
تشهد أبوظبي تحولاً جذرياً في بنيتها التحتية، حيث يجري حالياً تنفيذ 619 مشروعاً حكومياً، ومن المقرر الكشف عن موجة جديدة من المبادرات في أكتوبر المقبل. تشمل هذه المشاريع مشاريع تُركز على الإسكان والمرافق العامة والمدن الذكية، مصممة لتقصير الجداول الزمنية للبناء، وتحسين جودة المعيشة، وتحقيق أثر طويل الأمد على المواطنين. وفي مقابلة مع صحيفة "خليج تايمز"، على هامش قمة أبوظبي للبنية التحتية، صرّح ميسرة سالم عيد، المدير العام لمركز أبوظبي للمشاريع والبنية التحتية: "ندير حالياً أكثر من 600 مشروع، واستثمرنا فيها أكثر من 200 مليار درهم".
وأضاف المدير العام أن الإعلان المُرتقب في أكتوبر سيُمثل إنجازاً هاماً، بما يتماشى مع خطة أبوظبي للبناء الحديث. وبينما لم تُعلن تفاصيل المشاريع الجديدة بعد، من المتوقع أن تُسهم في توسيع نطاق مبادرات الإسكان والبنية التحتية الاجتماعية والتطوير العمراني في جميع أنحاء الإمارة. وقال: "هناك أرقام ومشاريع سيتم الإعلان عنها قريباً، لكنني أُفضل الإعلان عنها في نهاية أكتوبر لأنها ستكون متوافقة مع خطة البناء الحديث".
يكمن جوهر هذا التحول في اعتماد أبوظبي المتزايد على البناء النموذجي خارج الموقع، وخاصةً للفلل السكنية. ومن خلال العمل مع مطورين محليين مثل "الدار" و"روشن"، نجح المركز في تقليص الجداول الزمنية للبناء بأكثر من 40%. وصرح عيد قائلاً: "إذا استغرق مشروع ما عاماً، فسيستغرق المشروع المستقبلي أربعة أشهر"، موضحاً أن المباني تُبنى الآن في بيئات مغلقة ثم تُنقل إلى الموقع للتركيب. يوفر هذا النهج مزايا متعددة، منها تحسين الجودة، وخفض التلوث، وتسريع عملية التسليم للمواطنين، بهدف تعزيز استقرار الأسرة ورفاه المجتمع. وأضاف: "إن هدفنا هو توفير الفلل السكنية للمواطنين في أسرع وقت ممكن. يحصل المستخدم النهائي على المسكن في وقت أقصر، وهذا له أثر إيجابي على استقرار الأسرة".
من بين 619 مشروعاً قيد التنفيذ حالياً، يُخصَّص 65% منها للإسكان والحفاظ على المنازل. وتُخصَّص 18% إضافية لبناء المدارس، بينما تغطي مشاريع أخرى مراكز الدفاع المدني، ومراكز الشرطة، والمتاحف، والبنية التحتية السياحية. في العام الماضي وحده، أنجز المركز أكثر من 73 حديقةً في إطار جهود أبوظبي لدمج الطبيعة والرفاهية في الأحياء السكنية. وتشمل الاستراتيجية حدائق مركزية واسعة النطاق وحدائق صغيرة لخدمة التجمعات السكنية. وصرح المسؤول قائلاً: "يهدف مجلس مدينة أبوظبي إلى تحسين جودة الحياة في جميع المناطق. والهدف هو رفع كفاءة جميع مناطق المدينة... إلى نفس المستوى وأكثر".
وفي حين تبقى التفاصيل سرية حتى أكتوبر، أكد المسؤول أن المشاريع الجديدة في العين تهدف إلى تحسين الحياة الحضرية من خلال مساكن عصرية ومساحات عامة. أما في الظفرة، فسينصب التركيز على تقليل وقت السفر بين المدن من خلال تطوير الطرق وشبكات النقل.
كما يتصدر الدفع نحو البنية التحتية الذكية قائمة الأولويات؛ حيث أوضح عيد كيف تُرسّخ أبوظبي مكانتها كعاصمة رائدة إقليمياً في مجال التطوير الحضري الذكي من خلال دمج أفضل الممارسات الدولية في التخطيط المحلي. وقال: "يتمثل دورنا على المستوى الإقليمي في الاستفادة من الخبرات الدولية لتطوير البنية التحتية. نهدف إلى تطوير بنية تحتية للمجتمع، وتحسين جودة الحياة، وإحداث تأثير مباشر على جميع أفراد الأسرة".
وستتميز المدن الذكية بأنظمة مرور ذكية، وحوكمة رقمية، وأساليب بناء مستدامة، مما يُمكّن من نمو أسرع وأكثر استدامةً وتكيفاً. وقال: "مدينة خليفة مثالٌ على ذلك"، واصفاً إياها بأنها منطقة متكاملة وصالحة للعيش، تضم مدارس، ومسارات للدراجات، وحدائق، وممرات، ومراكز صحية. إن الهدف هو تحسين كفاءة جميع المناطق إلى مستوى واحد، بل وأكثر".
. أول مدينة ذكاء اصطناعي في العالم في أبوظبي بحلول عام 2027: أيون سينتيا ستضم منازل ذكية ونقل آلي
. أبوظبي تطلق جزيرة فهد بقيمة تزيد عن 40 مليار درهم، أول مشروع ساحلي صحي