أبوظبي: المطلوب تغيير السلوك أولاً ..الكاميرات لا توقف تشتت السائقين

طالب الخبراء بمزيد من الحملات التوعوية للسائقين لفهم مخاطر تشتيت الانتباه.
أبوظبي: المطلوب تغيير السلوك أولاً ..الكاميرات لا توقف تشتت السائقين
تاريخ النشر

هناك مئات الكاميرات لرصد مخالفي السلامة المرورية. ومع ذلك، فإن هذه الأجهزة وحدها لا تكفي للحد من تشتت انتباه السائقين، إذ يُعدّ فهم نفسية السائق أمرًا أساسيًا لبناء ثقافة سلامة مرورية راسخة، وفقًا للخبراء.

قال محمد قشطة، خبير هندسة السلامة المرورية في مركز النقل المتكامل - أبوظبي: "هناك أكثر من 800 كاميرا مراقبة في جميع أنحاء أبوظبي، ولكن من واقع خبرتي، أرى أن الكاميرات وآليات المراقبة غير كافية. يجب توعية السائقين بأهمية السلامة أثناء القيادة".

كان يتحدث في حلقة نقاشية ضمن فعالية "موبيليتي لايف" التي أقيمت في دبي الأسبوع الماضي. وأضاف الدكتور مصطفى الداح، مؤسس شركة إم إيه للاستشارات المرورية، أن هناك "أكثر من 600 كاميرا سرعة، بالإضافة إلى أجهزة أخرى" تعمل على طرق دبي، لكن العامل الأهم في الحوادث هو "إهمال السائقين" أثناء القيادة.

أجمع الخبراء على أن الهواتف المحمولة تُعدّ أكبر مُشتتات انتباه للسائقين. وصرح فيصل مصطفى، قائد فريق السلامة المرورية في WSP في الشرق الأوسط، قائلاً: "تُقسم مُشتتات الانتباه إلى ثلاثة أنواع: بصرية، وجسدية، وإدراكية. وتُشكّل الهواتف المحمولة مُشتتات الانتباه الثلاثة".

يؤثر على وكالات متعددة

وكشف في وقت سابق من هذا العام أن القيادة المشتتة كانت السبب الأول للوفيات في عام 2024، مع تسجيل إجمالي 384 حالة وفاة على الطرق في جميع أنحاء البلاد.

وأكدت سمية النيادي، رئيس قسم السلامة المرورية بهيئة النقل المتكامل، أن إيجاد الحلول أمر ضروري ويجب أن يأتي من أصحاب المصلحة المتعددين.
قالت: "القيادة المشتتة هي السبب الرئيسي لوفيات الطرق حول العالم. عندما يقع حادث مميت، لا يقتصر تأثيره على الشرطة أو خدمات الطوارئ فحسب، بل يجب على جميع الجهات - بما في ذلك وزارة الصحة والمستشفيات والشرطة والدفاع المدني - الاستجابة. لذا، يجب على الجميع التكاتف لإيجاد حلول."

وأضافت أن التعليم هو المفتاح لتغيير عقلية المجتمع.
قالت: "نحتاج إلى المزيد من حملات التوعية ليدرك السائقون مخاطر تشتيت الانتباه. علينا مساعدتهم على إدراك ما يحدث بعد وقوع حادث".

ووفقًا لفيصل، حتى تصميم المدن، وإشارات المرور المُربكة، والبنية التحتية الضعيفة، قد تُشكّل مصادر تشتيت. تُجرى عمليات تدقيق دورية للطرق في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة لتحديد هذه المشاكل ومعالجتها.

بناء العادات

وأشار أحد الخبراء إلى أن سلوك الوالدين أثناء القيادة يلعب دوراً كبيراً في تشكيل كيفية قيادة أبنائهم للسيارة في المستقبل.
أظهرت دراسة أُجريت في أستراليا أن الأطفال في سن الرابعة، وهم جالسون في المقعد الخلفي، يبدأون بتعلم سلوكيات القيادة من والديهم. فإذا كان الوالدان يتحدثان على الهاتف ويقودان السيارة في حالة تشتت، فمن المرجح أن يكتسب أطفالهما هذه العادات عندما يكبرون.

وأضاف الدكتور محمد شوقي أستاذ هندسة المرور بجامعة عين شمس، أن تعليم السلامة المرورية يجب أن يبدأ في المدارس.
قال: "إذا أردنا إحداث نقلة نوعية في ثقافة السلامة المرورية، فلا بد من استهداف الأطفال في مرحلة مبكرة. فقد أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتلقون دروسًا في السلامة المرورية يحثون آباءهم على التوقف فقط في الأماكن المخصصة لذلك والنزول بأمان أكبر".

واختتم الدكتور مصطفى حديثه قائلاً إن السلامة المرورية يجب أن تُعامل كأولوية للصحة العامة. وأضاف: "يجب معالجتها تمامًا كما تُعالج السرطان أو أمراض القلب، إذا أردنا خفض معدلات الوفيات بشكل ملحوظ".

الإمارات تسجل 384 حالة وفاة على الطرق في عام 2024؛ القيادة المشتتة من بين الأسباب الخمسة الرئيسية شاهد: سائقون مشتتون في الإمارات يتسببون في 3 حوادث تصادم مروعة بين عدة مركبات في أبو ظبي الإمارات العربية المتحدة: تُصنف الحوادث أثناء التنقل اليومي للعمل كإصابات مرتبطة بالعمل لبعض الموظفين

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com