أبوظبي تختبر نظارات ذكية لتوثيق معالمها من منظور صناع المحتوى

مبادرة جديدة تعزز السرد الواقعي وتستهدف جيل «زد» ضمن استراتيجية تسويق سياحي مدعومة بالذكاء الاصطناعي
صورة ملف وكالة فرانس برس المستخدمة لأغراض التوضيح

صورة ملف وكالة فرانس برس المستخدمة لأغراض التوضيح

تاريخ النشر

قد يتمكن صانعو المحتوى الذين يزورون أبوظبي قريبًا من التصوير باستخدام نظارات ذكية تمنح المتابعين لمحة بصرية من منظور الشخص الأول عن ثقافة العاصمة وتجاربها، بحسب ما كشف عنه مسؤولون خلال منتدى «سكيفت» العالمي.

وقال ستيف كوكس، المدير التنفيذي للتسويق الاستراتيجي والاتصال في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، إن الدائرة تختبر استخدام نظارات «ميتا» الذكية التي تمكّن المبدعين من توثيق محيطهم كما يعيشونه بأنفسهم — لتقديم صورة أكثر واقعية وأصالة عن الوجهة.

وأضاف كوكس: «نحن نعمل على تغيير الطريقة التي نؤدي بها ذلك... بحيث يعيش المبدعون التجربة في الوجهة من خلال عيونهم... عبر نظارات ميتا».

وأوضح أن معدلات التفاعل مع هذا النوع من المحتوى ذي المنظور الشخصي تجاوزت التوقعات. وقال: «معدلات الاستجابة للمحتوى الذي يُعرض من خلال عيون وتجارب صانعيه، بدلاً من الإعلانات التقليدية اللامعة التي تنتجها هيئات الترويج السياحي، كانت مذهلة». ويعكس هذا التوجه تركيز أبوظبي على الأصالة وسعيها للتواصل مع المسافرين من جيل «زد»، الذين يفضلون القصص الواقعية التي يرويها المبدعون أنفسهم على الإعلانات المصقولة والمُعدة مسبقًا.

وبالنسبة لجيل «زد»، فإن السفر لم يعد مرتبطًا بمشاهدة المعالم السياحية بقدر ما يرتكز على سرد القصص. وأوضح مكسيم برافيرمان، المدير الإداري للمبيعات في «غوغل مينا»، خلال حديثه مع كوكس في جلسة النقاش ضمن منتدى «سكيفت»، أن هذا التحول يجبر الوجهات السياحية على إعادة التفكير في طرق تواصلها مع المسافرين الشباب. وأضاف برافيرمان أنه «إذا تحدثت مع أفراد من جيل زد... ستجد أنهم لا يرون أنفسهم سياحًا، بل يعتبر 60 في المئة منهم أنفسهم صانعي محتوى».

واتفق كوكس معه في الرأي، مؤكدًا أن الصلة بالواقع والصدق لهما أهمية أكبر من التسويق المباشر. وقال: «لا تحتاج إلى بيع أي شيء؛ كل ما عليك هو أن تكون ذا صلة».

وعمومًا، تعمل دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي على تطوير تجربة زائر مدفوعة بالذكاء الاصطناعي لتخصيص كل مرحلة من مراحل الرحلة — من الوصول إلى المطار وحتى زيارة المعالم — في ما وصفه المسؤولون بأنه المرحلة التالية من تطور التسويق السياحي. وسيسمح هذا النظام لأبوظبي باختبار الحملات الدعائية وتعديلها فورًا حسب تفاعل الجمهور واستجابته.

وأوضح كوكس قائلًا: «سنمتلك هوية رقمية لأبوظبي تُصمم بحسب فئات الجمهور حول العالم، تتيح لنا إنشاء الحملات واختبارها في الوقت الفعلي ثم إعادة تطويرها مباشرة».

وأشار إلى أن الإمارة تبني «أفضل ممارسات تجربة الزائر في العالم» باستخدام البيانات المتقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن هذه المبادرة تأتي في إطار التحول الرقمي طويل الأمد لدائرة الثقافة والسياحة، الذي يهدف إلى تعزيز التخصيص والتفاعل باستخدام التكنولوجيا — وهو توجه ينعكس أيضًا في شراكاتها مع شركة الاتحاد للطيران ومنصة «تجربة أبوظبي».

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com