"ناتاليا بانكينا": أول روسية تعبر قناة إنجلترا وتُلهم سباحي التحمل في الإمارات

تكتسب السباحة في الهواء الطلق زخمًا مع قيام مجلس دبي الرياضي بتنظيم مجموعة من الفعاليات في المياه المفتوحة
حصلت الروسية ناتاليا بانكينا على الميدالية الفضية خلال نهائي سباق 25 كيلومترًا في المياه المفتوحة للسيدات في بطولة أوروبا للسباحة في 30 يوليو 2006.

حصلت الروسية ناتاليا بانكينا على الميدالية الفضية خلال نهائي سباق 25 كيلومترًا في المياه المفتوحة للسيدات في بطولة أوروبا للسباحة في 30 يوليو 2006.

تاريخ النشر

أول امرأة روسية تكمل سباحة قناة إنجلترا تتحدث عن سبّاحي التحمل في الإمارات

تكتسب رياضة السباحة في المياه المفتوحة زخماً متزايداً في دولة الإمارات، حيث ينظم مجلس دبي الرياضي مجموعة من الفعاليات المفتوحة في المياه، بما في ذلك سباق لامير المفتوح للسباحة وسباق أرينا المفتوح للسباحة.

نُشر: الخميس 31 يوليو 2025، 7:53 مساءً
تم التحديث: الخميس 31 يوليو 2025، 8:59 مساءً
بقلم: ريتوراج بوركاكوتي

في الآونة الأخيرة، تصدر إلفيس علي هازاريكا، السباح الهندي المتميز، عناوين الأخبار مرة أخرى بعد إتمامه سباحة قناة إنجلترا الشهيرة، والتي تُعد تحدياً أسطورياً للسباحة في المياه المفتوحة من إنجلترا إلى فرنسا، وذلك ضمن فريق تتابعي.

هازاريكا، الحاصل على الميدالية الفضية في ألعاب جنوب آسيا في سباقي 50 و100 متر حرة، يبلغ من العمر 41 عاماً، وينشط في مجال السباحة في المياه المفتوحة منذ ثمانية أعوام.

ومن أبرز إنجازاته في السباحة التحملية القيام بسباق ذهاباً وإياباً بين كيب تاون وجزيرة روبن.

كتب هازاريكا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد قضاء الإنجاز في قناة إنجلترا: "لم تكن هذه الرحلة مجرد تحمّل أو قوة أو مياه باردة فقط — بل كانت عن النار التي تحترق داخلك، والحب والدعم المحيط بك."

السباحة التحملية في الإمارات

ننتقل الآن إلى دولة الإمارات، وهي بوتقة تنصهر فيها الثقافات ووجهة رياضية متميزة. فقد استضافت الإمارات بطولات العالم للسباحة (25 متر) في 2010 و2021، كما أنتجت سباحين تأهلوا للأولمبياد.

هل يمكننا أن نتوقع رؤية سباحي تحمل من الإمارات قادرين على مواجهة أكبر تحديات السباحة في المياه المفتوحة عالمياً؟

لو طرحت هذا السؤال على ناتاليا بانكينا، المقيمة في دبي وأول امرأة روسية تكمل سباحة قناة إنجلترا منفردة، ستشعر بتفاؤل كبير.

قالت بانكينا، التي مثلت الفريق الوطني الروسي للسباحة في المياه المفتوحة لأكثر من عشر سنوات: "ليس الأمر مستحيلاً. أنا متفائلة بأن شخصاً من الإمارات سيظهر وينجح في هذا في المستقبل."

ثم تحدثت ناتاليا عن التحديات التي تواجه من يريد أن يصبح سباح تحمل من الطراز الأول.

وقالت: "لكي تصبح سباحاً رفيع المستوى في المياه المفتوحة، عليك أن تبذل جهداً كبيراً، ويجب أن تكون قوياً ذهنياً للغاية."

<div class=

وأضافت: "القدرة على التكيف مع المياه الباردة في البحر أمر أساسي، وأخيراً، يجب أن تتحلى بالصبر وتنتظر الوقت المناسب بعد قدر كافٍ من التدريب البدني والذهني."

تزداد شعبية السباحة في المياه المفتوحة في الإمارات في السنوات الأخيرة، حيث ينظم مجلس دبي الرياضي العديد من الفعاليات، مثل سباق لامير المفتوح وسباق أرينا المفتوح.

وقالت بانكينا، التي انتقلت إلى دبي عام 2010: "في العقد الأخير، أصبحت السباحة في المياه المفتوحة أكثر شعبية في الإمارات."

"هناك العديد من الفعاليات التي تقام هنا الآن، ويشارك فيها حتى العديد من المواطنين الإماراتيين. ومن المشجع رؤية هذا، وآمل أن يظهر سباح قادر على مواجهة التحديات الكبرى مستقبلاً."

<div class=

السباحون الهواة يحتاجون إلى التحول إلى احتراف

كانت بانكينا رياضية محترفة حصلت على عدة ميداليات عالمية، منها فضية عام 2006 وبرونزيتان عامي 2004 و2008 في سباقات الـ 25 كيلومتراً في المياه المفتوحة ببطولات العالم.

أما في الإمارات، فإن معظم المشاركين هم من الهواة الذين يحبون السباحة.

من هؤلاء الهواة في دبي ماهر الطبشي، رجل أعمال، وإريك روبرسن، مصرفي، اللذان يشتركان في حب السباحة التحملية.

<div class=

في مارس من هذا العام، تعاون ماهر وإريك وسبحا لمسافة 29 كيلومتراً من جزر العالم إلى شاطئ دبي لرفع الوعي حول التوحد والتهاب المفاصل اليفعي.

قالت بانكينا: "كلاهما (ماهر وإريك) سباحان جيدان جداً."

"ماهر عنيد، بمجرد أن يحدد هدفه ويتخذ قراراً بتحدي معين، يذهب لتنفيذه بكل عزيمة. وإريك أيضاً شخص قوي ومخلص، وأنا أعلم أن لديه الطموح لخوض تحدي قناة إنجلترا."

ولكن الطموح وحده لا يكفي لتحضير الشخص لتحديات السباحة التحملية الكبرى.

وأضافت: "ماهر وإريك لديهما عائلات وأعمال ووظائف يتعين عليهم الاهتمام بها، لذلك هما ليسا سباحين بدوام كامل."

"لقد خاضا بعض التحديات في المياه المفتوحة خارجياً، لكن لخوض تحديات كقناة إنجلترا، يجب أن تكون مكرساً تماماً للسباحة. ولهذا السبب الأمر ليس سهلاً على الهواة."

كيف يصبح المرء سباح تحمل من الطراز الأول؟

تم تدريب بانكينا كسباحة تتحمل احترافية منذ عمر صغير. أكملت السباحة الفردية لقناة إنجلترا في أغسطس 2007، لتصبح أول امرأة روسية تحقق هذا الإنجاز.

استغرقت 8 ساعات و11 دقيقة لتغطية مسافة 33 كيلومتراً بين إنجلترا وفرنسا.

قالت: "لو بدأت السباحة قبل 45 دقيقة، لكنت حطمت الرقم القياسي العالمي للنساء."

"كنت أتقدم بـ 20 دقيقة عن الرقم العالمي حتى الـ 5 كيلومترات الأخيرة، لكن تغيرت الظروف الجوية والتيارات بشكل كبير، وفقدت الرقم القياسي."

"مع ذلك، كان إكمال السباحة وكوني أول امرأة روسية تفعل ذلك لحظة عظيمة في حياتي، فسباق قناة إنجلترا معروف جداً. لكنني أيضاً أجريت الكثير من تحديات المياه المفتوحة في روسيا، والتي كانت أصعب بسبب برودة الماء!"

في حين تفخر بانكينا بإنجازاتها في قناة إنجلترا، فإنها تأمل في أن تخرج سباحة إماراتية تضيف اسم الإمارات إلى خارطة السباحة الطويلة المسافة عالمياً.

قالت: "الأهم أنك تحتاج إلى عقلية خاصة، فالتحدي الذهني أكبر بكثير من التحدي البدني."

"كنت جزءاً من المنتخب الروسي للسباحة في المياه المفتوحة لمدة 11 عاماً، لذا أعرف كيف تسير الأمور. عليك أن تتدرب لسنوات وساعات كثيرة، بلا توقف. بدنياً، تحتاج إلى أنواع مختلفة من العضلات للسباحة لمسافات طويلة."

هل تمتلك الإمارات مثل هؤلاء السباحين؟

قالت: "نعم، لدينا سباحون جيدون في الإمارات، ورأيت أيضاً بعض السباحين الإماراتيين الشباب الذين لديهم إمكانيات كبيرة."

"أريد أن أرى السباحين الإماراتيين في بطولات العالم والأولمبياد. أنا أدرب الكثير من الأطفال، وأحاول تعليمهم كيف لا يخافوا من المياه المفتوحة، وكيف يكونون أصدقائها ويستمتعوا بالسباحة فيها."

"وهؤلاء الأطفال يتعلمون جيداً جداً. لكن علينا أن نتحلى بالصبر، وهم يحتاجون إلى الصبر أيضاً. سيستغرق الأمر بعض الوقت، لكن كما قلت، الأمر ليس مستحيلاً."

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com