"سلّامي" يصنع المجد: الأردن يحقق حلم المونديال بقيادة عربية

فاجأ فريق الأردن، النقاد بأدائه المثالي في المعركة الشرسة على المركزين الأول والثاني في مجموعته خلال التصفيات
"سلّامي" يصنع المجد: الأردن يحقق حلم المونديال بقيادة عربية
تاريخ النشر

من سخرية القدر أن مدرباً عربياً قاد الأردن، الدولة التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، والتي تعشق كرة القدم، إلى أول تأهل لكأس العالم في تاريخها بعد أن فشلت الاستثمارات الضخمة في المدربين الإنجليز الكبار في إنتاج النتائج.

فعلى عكس "هاري ريدناب" والراحل "راي ويلكينز"، لا تتضمن السيرة الذاتية لـ"جمال سلّامي" فترة لعب في أي من الأندية الأوروبية الكبرى.

ولكن براعته التكتيكية كانت العامل الحاسم في فوز الأردن الأسبوع الماضي ليصبح أول فريق عربي يضمن التأهل إلى نهائيات كأس العالم العام المقبل في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

ولوضع الأمور في نصابها الصحيح، فإن آمال المملكة العربية السعودية، التي شاركت في نهائيات كأس العالم ست مرات منذ ظهورها الأول في البطولة العالمية عام 1994، لا تزال معلقة.

يواجه الفريق الذي تغلب على الأرجنتين، الفائز في نهاية المطاف، في كأس العالم 2022 في قطر، حملة تصفيات صعبة في الدور الرابع، مع اقتراب المباريات الفاصلة المثيرة للأعصاب، بعد فشله في الحصول على أحد البطاقتين التلقائيتين من مجموعته في الجولة الثالثة من التصفيات الآسيوية.

ومن ناحية أخرى، فاجأ منتخب الأردن النقاد بأدائه شبه المثالي في المعركة الشرسة على المركزين الأول والثاني في مجموعته خلال الجولة الثالثة من التصفيات.

<div class=

فكيف استطاع منتخب مستضعف، شارك في تصفيات كأس العالم قبل 40 عاماً فقط، أن يظهر هذا الطموح الكبير للوصول إلى القمة في عالم الساحرة المستديرة؟

اقترب منتخب الأردن من التأهل لكأس العالم في عام 2013 عندما تقدم إلى التصفيات القارية بعد بعض العروض البطولية في آسيا.

لكن حملته انتهت بخسارة كبيرة عندما خسر أمام منتخب أوروغواي المرصع بالنجوم والذي حسم مكانه في كأس العالم 2014.

وفي التصفيات التالية قاد الأردن مدربون مختلفون، من بينهم "ريدناب" و"ويلكينز"، لكن التأهل لكأس العالم ظل بعيد المنال.

وبدأت الأمور تتغير بالنسبة للفريق في عام 2023 بعد تولي المدرب المغربي "الحسين عموتة" القيادة.

وتحت قيادة "عموتة"، تألق الأردن في نهائيات كأس آسيا 2023 في قطر، حتى أنه حقق فوزاً مفاجئاً 2-0 على كوريا الجنوبية في الدور نصف النهائي.

لقد أثبت المنتخب القطري المضيف أنه أقوى في النهائي، لكن خوض أول مباراة حاسمة في البطولة القارية كان بمثابة شهادة على تقدمه ومدى طموحه.

ولسبب غير مفهوم، ترك "عموتة" منصبه العام الماضي، لكن منتخب الأردن وجد البديل المثالي وكان "سلّامي".

ورث المدرب البالغ من العمر 54 عاماً فريقاً معتاداً على الانتظار وبتشكيل دفاعي قوي قبل شن هجمات مرتدة مدمرة.

<div class=

بفضل هذا الأسلوب في اللعب، تأهل منتخب الأردن الآن إلى نهائيات كأس العالم بعد حصوله على المركز الثاني بعد كوريا الجنوبية برصيد 16 نقطة من 10 مباريات في المجموعة الثانية.

وتصدر المهاجم "علي علوان" قائمة هدافي منتخب الأردن في التصفيات بتسعة أهداف، فيما سجل الجناح الأيمن لنادي "رين" "موسى التعمري"، أول لاعب أردني في التاريخ يلعب في أوروبا، سبعة أهداف، بينما سجل "يزن النعيمات" خمسة أهداف.

وبتلقيه ثمانية أهداف فقط في الجولة الثالثة، كان لدى الأردن أيضاً ثاني أفضل سجل دفاعي بعد كوريا الجنوبية في المجموعة الثانية، وهو ما يظهر قوة الفريق.

كان المنتخب قد ضمن فعلياً التأهل لكأس العالم بعد فوزه الكبير على عمان بنتيجة 3-0 الخميس الماضي بفضل ثلاثية من "علي علوان".

وفي وقت لاحق من تلك الليلة، أكد فوز كوريا الجنوبية 2-0 على العراق تأهل الأردن لكأس العالم، حيث اندلعت احتفالات ضخمة في البلاد.

وبينما نزل الآلاف من الناس إلى شوارع عمان وهم يغنون ويرقصون ويلوحون بالأعلام الوطنية، انضم جلالة الملك عبد الله الثاني إلى الاحتفالات من لندن مرتدياً قميص الفريق.

ومن المثير للدهشة أن هذه اللحظة التاريخية التي شهدتها الأردن تزامنت مع عيد الأضحى المبارك الأسبوع الماضي.

وقال سّلامي: "يأتي هذا الإنجاز بعد سنوات من العمل الجاد من قبل اللاعبين والاتحاد الأردني لكرة القدم".

"هذا التأهّل التاريخي مُهدى لكلّ الناس الذين آمنوا بنا."

وستكون الاحتفالات أكبر إذا تمكنوا من تحقيق فوز مفاجئ على عملاق كأس العالم العام المقبل.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com