

مع بلوغ "ساشين تيندولكار" سن 52 عاماً اليوم، يتذكر اثنان من مسؤولي الكريكيت المخضرمين في الإمارات العربية المتحدة كيف اقتربا من اللعب ضد لاعب الكريكيت الهندي الشهير.
كان ذلك في سبتمبر عام 1989 قبل شهرين من ظهور "تيندولكار" على المستوى الدولي من خلال ظهوره الأول في مباراة تجريبية كلاعب يبلغ من العمر 16 عاماً في باكستان.
لكن براعته السحرية في استخدام المضارب كانت مقتصرة على الملاعب في الهند عندما وصل "محمد لوخاندوالا" و"مظهر" خان إلى مومباي (المعروفة سابقاً باسم بومباي) كجزء من فريق الإمارات والهند للكريكيت للمشاركة في عدد قليل من المباريات على مستوى النادي في الدولة المهووسة بالكريكيت.
بينما كان فريق الإمارات العربية المتحدة يستعد لمباراته الأولى في الجولة ضد نادي الكريكيت الهندي، سمعوا طرقاً على باب غرفة الفريق.
وكان ذلك هو الراحل "راج سينغ دونجاربور"، وهو مسؤول هندي يحظى بالاحترام في مجال الكريكيت.
يتذكر "مظهر خان" قائلاً: "جاء السيد "راج سينغ" إلى غرفة تبديل الملابس وقال: "سيلعب ضدنا اليوم شاب اسمه "ساشين تيندولكار'".
قال السيد "راج سينغ "إن هذا الشاب موهوبٌ للغاية وسيلعب مع منتخب الهند قريباً. كنا متشوقين لرؤيته، فوصل إلى ملعب "برابورن" مبكراً للتدريب.
لكن المطر أفسد المباراة بين فريق الإمارات والهند للكريكيت ونادي الكريكيت الهندي فتم إلغاء المباراة.
وعلى النقيض من بقية زملائه في الفريق، كان "لوخاندوالا"، لاعب الكريكيت السابق على مستوى الأندية في الهند والذي انتقل إلى الإمارات العربية المتحدة في أوائل الثمانينيات، قد سمع عن إنجازات "تيندولكار" في رياضة الكريكيت المدرسية.
"أنا من مومباي، لذا سمعت عنه. كان يحطم جميع الأرقام القياسية في الكريكيت المدرسي، ولكن عندما أشاد به السيد "راج سينغ" كثيراً في ذلك اليوم، أدركنا أن هذا الفتى موهبةٌ لا تُضاهى".
لا يزال "لوخاندوالا" يأسف على الفرصة الضائعة للعب ضد اللاعب المعجزة.
وقال: "كنا متحمسين للغاية للعب ضده، لكن لسوء الحظ أفسد المطر ذلك اليوم".
وبعد شهرين، لم يكن "لوخاندوالا" و"مظهر خان" في المباريات على مستوى النادي، بل أمثال "عمران خان" و"وسيم أكرم" و"وقار يونس" و"عبد القادر" هم من انتظروا الشاب "تيندولكار" للظهور في أكبر مسرح على الإطلاق.
كافح المراهق ليتألق، وأظهر موهبته وقدرته التي أكسبته في النهاية 100 مباراة دولية.
وقال: "أتذكر في إحدى المباريات أنه تعرض لضربة في وجهه من اللاعب "وقار يونس"، ورأينا الدم يسيل منه، لكنه رفض الاستسلام واستمر في اللعب. هذا أثبت مدى قوته الذهنية حتى في سن مبكرة جداً."
وبينما أصبح "لوخاندوالا" مدرباً للكريكيت، تولى "مظهر خان" منصب المدير العام لملعب الشارقة للكريكيت.
وقال خان: "عندما كان يلعب الكريكيت الدولي في الشارقة (في التسعينيات) لاحظت أنه لاعب خجول".
لقد كان منعزلاً. وهكذا رأيناه على أرض الملعب أيضاً، كان مُركّزاً تماماً على الكريكيت.
ربما يكون "خان" قد ضيّع فرصة اللعب ضد الشاب "تيندولكار"، لكنه يعتبر نفسه محظوظاً لأنه شهد "عاصفة الصحراء" الشهيرة في الشارقة عندما سجل المعلم الهندي واحدة من أعظم الأرصدة في التاريخ.
قال خان: "كانت تلك الجولة (ضد أستراليا) في الشارقة (عام 1998) مذهلة. لقد كنا محظوظين بالتواجد على أرض الملعب تلك الليلة".
وفي حين لا يزال "لوخاندوالا" ينتظر فرصة لمقابلة "تيندولكار"، فقد تلقى هدية خاصة من أعظم رموز لعبة الكريكيت.
لقد ساعدني أحد أصدقائي في الحصول على مضرب موقّع من "ساشين". حتى أنه كتب اسمي عليه، وابتسم "لوخاندوالا".