

كنز دبي يقتحم الطريق نحو النصر في مضمار نيوماركت. الصورة: جودلفين
أُسدل الستار على دورة أخرى لا تُنسى من مهرجان أبطال دبي للمستقبل في مضمار نيوماركت، الموطن التاريخي لسباقات الخيل البريطانية، بختام لائق لا يُنسى.
على مدار يومين شيّقين في مضمار "راولي مايل"، كان تأثير دبي واضحًا بلا شك، حيث اجتمع مدربو القدرة في فريق جودلفين، سعيد بن سرور وتشارلي أبلبي، مع المُلّاك الإماراتيين الشيخ جمعة بن دلموك آل مكتوم والشيخ محمد عبيد آل مكتوم، ليحققوا ستة انتصارات وعددًا من العروض اللافتة للأنظار.
وبدعم من طيران الإمارات وجودلفين ودارلي، الذين قاموا معًا برعاية ثمانية سباقات ضمن البرنامج المميز، أظهر المهرجان مرة أخرى مدى مساهمة دبي العميقة في سباقات الخيل العالمية.
وكان الانتصار الذي حققته دبي هو الختام الأمثل للفعاليات.
فقد شكّل سباق "مودرن جيمز بريتش إي. بي. إف بوديسيا ستيكس" (فئة لستيد) الحفل الختامي، حيث حقق أسطورة جودلفين سعيد بن سرور الفوز بواسطة المهرة التي تحمل اسمًا معبّرًا هو "دبي تريجر". وقد قادها بثقة الفارس البطل أوشين ميرفي، لتندفع بقوة نحو خط النهاية محققة فوزًا مُرضيًا للغاية لواحد من أعظم مدربي العصر الحديث.
وقال بن سرور، الذي حقق أكثر من 2000 فوز في مسيرته، لصحيفة "خليج تايمز":
"الفوز هنا في نيوماركت يعني لي الكثير دائمًا. فهذا المكان هو موطن جزء كبير مما يمثله جودلفين، ولا سيما التميز في السباقات. دبي تريجر مهرة رائعة ذات قلب كبير، والانتصار في عطلة نهاية أسبوع مدعومة من طيران الإمارات وجودلفين ودارلي يمنحه قيمة خاصة.
والأرض الصلبة والمسافة البالغة ستة فيرلونغ كانت مناسبة لأسلوبها في الجري، وسنأخذها الآن إلى دبي ونبحث لها عن سباق من الفئة الأولى، وربما يكون سباق القوز سبرينت هدفًا طويل المدى لها."
وفي الوقت الذي حقق فيه بن سرور الذهب في اليوم الأخير، واصل زميله في جودلفين تشارلي أبلبي إثبات قوة إسطبله العميقة. ففي يوم السبت، دفع أبلبي بثلاثة خيول جاءت في المركز الثالث، من بينها "ديستنت ستورم" في سباق دارلي ديوهرست ستيكس، و"فيرست كونكويست" في سباق تو دارن هوت دارلي ستيكس، وكلاهما من الأفراس المأمولة أن تنافس في سباقات الكلاسيك عام 2026.
وقال أبلبي: "ديستنت ستورم يستحق فترة راحة جيدة الآن، لقد كان في سباقات متواصلة منذ مدة، وهو بالتأكيد حصان لسباق الغينيز العام المقبل، ونحن لسنا بعيدين عن أفضل المنافسين."
وشهد المهرجان مزيدًا من الأفراح لدبي عندما قدّم الحصان "هانكلو"، الذي يدربه كارل بورك لصالح المالك الفائز بديربي إبسوم الشيخ محمد عبيد آل مكتوم، عرضًا متقنًا في التحكم بالصدارة ليحصد لقب سباق "طيران الإمارات أوتمن ستيكس".
وبقيادة هادئة ودقيقة من الفارس كليفورد لي، تمكّن المهر البالغ من العمر عامين من صد جميع المنافسين على المنحدر الشهير في نيوماركت، ليفوز بفارق طول وربع، مواصلًا بذلك الأداء المتميّز لمدربه بورك في فترة الخريف على مضمار "راولي مايل".
وكان اليوم الافتتاحي قد شهد بالفعل تأثيرًا قويًا لجودلفين وللصلات الإماراتية، حيث أحرز أبلبي والفارس ويليام بويك انتصارين متتاليين، بدأا بكسر حصان "بيكفوردز فولي" الرقم القياسي لمسافة السنتين في سباق "كورنووليس ستيكس" (الفئة الثالثة)، تلاه انتصار المهرة "آكت أوف كايندنس" في سباق "جودلفين أندر ستارترز أوردرز ستيكس" للمبتدئين.
وجاء بين تلك الانتصارات فوز مؤثر للرامي الأولمبي الشيخ جمعة بن دلموك آل مكتوم، الذي خطف لقب كأس "أولد راولي" (التراثي) بواسطة حصانه المتطور "يابهير"، في دليل على استمرار استثمار دبي وشغفها بسباقات الخيل البريطانية.
وفي الوقت نفسه، ظهرت قوة جودلفين خارج المضمار أيضًا، حيث تصدّر فريقهم قائمة المشترين في مزاد "تاترسالز بوك 1"، بعد أن اقتنوا 23 مهراً من نخبة المُهرات، في بيان نوايا يتماشى تمامًا مع هيمنتهم في السباقات.
لقد أكد المهرجان مجددًا أن دبي تبقى القلب النابض لسباقات الخيل العالمية.
فمن الإسطبلات التاريخية في نيوماركت إلى المهرجانات اللامعة في ميدان، تواصل الألوان الزرقاء الشهيرة لجودلفين ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، صياغة مستقبل هذه الرياضة بطريقة لا مثيل لها في أي مكان في العالم.