سائقة "بيغ باص": المال.. قوة وتأثير وقيود وتحديات
اكتسبت "شانتي كوماري بهانداري" شهرة واسعة في دبي بفضل عملها كقائدة رحلات سياحية على متن الحافلات الكبيرة. وتوضح المهاجرة النيبالية، البالغة من العمر 42 عاماً والمقيمة في أبوظبي منذ 10 سنوات، أنها ترى أن المال يمثل "القوة والتأثير".
إذا كان عليك أن تكتبي رسالة إلى المال، ماذا ستقولين؟
عزيزي المال، أنت تمنح الحرية، لكنك تفرض القيود وتواجهنا بالتحديات. يظن الكثيرون أنك مفتاح السعادة، لكن مع زيادة ما يملكون، قد تتراجع سعادتهم. لا يمكن إنكار قوتك، فأنت تفتح الأبواب، وتوفر الأمان، وتخلق الفرص. ومع ذلك، تثير الجشع، وتزيد الفجوة بين الناس، وتشعل الصراعات. أنت أداة تعكس قيم البشر وأولوياتهم، وفي النهاية، لست سوى وسيلة لتحقيق الأهداف، ولست الهدف بحد ذاته.
كيف تصفين علاقتك بالمال؟
علاقتي بالمال عملية ومباشرة. فأنا أحترم المال لما يتيح لي القيام به، ولكنني أعلم أيضاً أن الحياة لا تقتصر على ملاحقته فحسب.
كيف تعتقدين أن هذه العلاقة تشكلت؟
من المحتمل أن تكون هذه العلاقة قد نشأت نتيجة سنوات من الكدّ والسعي لكسب لقمة العيش. فقد ساهمت تجربة إعالة الأسرة، وتسديد الفواتير، ومواجهة الضغوط المالية في تكوين نظرة واقعية وعملية تجاه المال.
ما هي الدروس الجيدة أو السيئة التي تعلمتها من والدتك حول إدارة الأموال؟
تعلمت من والدتي قيمة العمل الجاد من أجل كسب كل درهم أو روبية، وأهمية الادخار كلما سنحت الفرصة. غرست فيّ مبدأ تقديم الاحتياجات على الرغبات، والحرص على الاحتفاظ بمبلغ للطوارئ دائماً. ومع ذلك، ورثت عنها أيضاً عادة القلق بشأن المال، والتردد أحياناً في الإنفاق حتى على الأمور الضرورية.
من تتحدثين معه بشأن الأمور المالية وهل تعتبرها من المحرمات؟
عادةً ما أناقش الأمور المالية مع أفراد الأسرة المقربين أو الأصدقاء الموثوقين. وعلى الرغم من أنني لا أعتبر هذا الموضوع محظوراً، إلا أنني أدرك حساسيته، لذا أحرص على اختيار من أشاركه هذه المناقشات بعناية.
من هو الشخص الذي علمك أكثر عن الإدارة المالية؟
إنه مزيج من أفراد الأسرة. لقد قدمت لي عائلتي الدروس الأساسية حول الادخار والميزانية والعيش وفقاً لإمكانياتي.
ما هي أعمق تجربة مررت بها حتى الآن فيما يتعلق بالمال، وماذا علمتك؟
أعمق تجربة مررت بها في التعامل مع المال كانت مواجهة نفقات كبيرة غير متوقعة. كان ذلك تحدياً شاقاً ومجهداً، لكنه علّمني أهمية امتلاك صندوق للطوارئ. منذ ذلك الحين، أصبحت أحرص على إعطاء الأولوية للادخار والتخطيط لمواجهة المفاجآت المالية.
كيف تعتقدين أن العيش في الإمارات قد غير علاقتك وتصورك للمال؟
العيش في الإمارات العربية المتحدة زاد من وعيي بالثروة والرفاهية، وعزز إدراكي لأهمية التخطيط المالي. كما وسّع فهمي للمال من خلال التعرف على ممارسات مالية متنوعة والتفاعل مع مواقف ثقافية مختلفة.
إذا كان بإمكانك تقديم نصيحة واحدة لطفلك أو لنفسك الأصغر سناً بشأن المال، فماذا ستكون ولماذا؟
أنصحهم بإعطاء الأولوية للادخار والاستثمار في سن مبكرة، حيث يتيح لهم ذلك الاستفادة من نمو الأموال بمرور الوقت عبر الفائدة المركبة. يمكن لهذا النهج أن يُحدث فرقاً كبيراً في تحقيق الأهداف المالية على المدى الطويل.
ما الذي تقدرين إنفاق المال عليه؟
أقدّر إنفاق المال على التجارب والأمور التي تعزز رفاهيتي ونموي الشخصي، مثل السفر، والتعليم، وقضاء أوقات ممتعة مع أحبّائي.
كم تدخرين شهرياً؟
أهدف إلى ادخار 20% من دخلي شهرياً وفقاً لميزانيتي وأهدافي. قد يختلف المبلغ المحدد حسب نفقاتي، لكنني أخصص هذه النسبة دائماً لبناء صندوق الطوارئ، والادخار للتقاعد، والاستعداد للاحتياجات المستقبلية.
ما هو أكبر ندم مالي تشعرين به؟
عدم البدء في الادخار للتقاعد مبكراً.