الإمارات: لقاحات وإجراءات وقائية من الفيروس المخلوي التنفسي
يمثل الفيروس التنفسي المخلوي (RSV) عدوى خطيرة على مستوى العالم، ويؤثر بشكل خاص على الفئات الضعيفة مثل الأطفال الصغار.
قالت الدكتورة نوال الكعبي، المستشار الأول في شركة حياة بيوتك واستشاري الأمراض المعدية للأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية، إن الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) هو فيروس شائع يصيب الجهاز التنفسي ويمكن أن يسبب أعراضاً خفيفة تشبه أعراض البرد.
ومع ذلك، يمكن أن يشكل هذا الفيروس خطراً على الأطفال الصغار لأنه قد يؤدي إلى أمراض تنفسية حادة مثل التهاب القصيبات الهوائية والالتهاب الرئوي. ومن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بعدوى الفيروس المخلوي التنفسي الحادة هي الرضع الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر، والأطفال الخدج، والأطفال الذين يعانون من الأمراض الموجودة مسبقاً مثل أمراض القلب الخلقية أو أمراض الرئة المزمنة. ويمكن أن ينتشر الفيروس المخلوي التنفسي شديد العدوى من خلال الرذاذ التنفسي، مما يعرض الأطفال الصغار لخطر أكبر و الحاجة إلى دخول المستشفى خلال موسم انتشار الفيروس المخلوي التنفسي.
ورغم أن مقدمي الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط يدركون عموماً مخاطر الفيروس المخلوي التنفسي، إلا أنه من الضروري تعزيز الوعي العام من خلال تنفيذ حملات واسعة النطاق للصحة العامة والتدابير الوقائية الأساسية. على سبيل المثال، في أميركا الشمالية، تتضمن استراتيجيات الوقاية من الفيروس المخلوي التنفسي حملات تعليمية واستخدام العلاج الوقائي من الفيروس المخلوي التنفسي لمنع الإصابة بين الرضع، وهو ما يتم محاكاته بانتظام في دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط.
وعلى المستوى الإقليمي، يجري تنفيذ العديد من المبادرات لمنع انتشار الفيروس، مع التركيز بشكل أساسي على الأطفال الصغار المعرضين لخطر الإصابة.
وقد تمت الموافقة على لقاحات الفيروس المخلوي التنفسي لكبار السن في العديد من الدول، وتم تسجيلها مؤخراً في الإمارات العربية المتحدة لمنع انتشار العدوى بين الفئات السكانية المعرضة للخطر. كما يتم تنفيذ العديد من حملات التوعية العامة لتثقيف الناس حول استراتيجيات منع الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي وأعراضه والحاجة إلى التدخل الطبي المبكر. كما يتم تنفيذ تدابير صارمة لمكافحة العدوى في المرافق الصحية لمنع انتشار الفيروس داخل المستشفيات.
وعلى المستوى العالمي والإقليمي، يتم تطوير لقاحات الفيروس المخلوي التنفسي للأطفال، حيث تخضع العديد من المتغيرات حالياً للتجارب السريرية. وعلاوة على ذلك، يُنصح باستخدام الأجسام المضادة أحادية النسيلة مثل "باليفيزوماب" للأطفال الرضع المعرضين للخطر، وتمت الموافقة مؤخراً على "نيرسيفيماب" كإجراء وقائي لجميع الأطفال في أمريكا الشمالية والعديد من الدول الأوروبية. وعلى نحو مماثل، تعمل الشراكات مع المنظمات العالمية، مثل منظمة الصحة العالمية، على تسهيل المراقبة والإبلاغ وإدارة عدوى الفيروس المخلوي التنفسي بكفاءة.
يمكن لمقدمي الرعاية الصحية اتخاذ عدة تدابير للوصول إلى تشخيص مبكر وتوفير علاج فعال لعدوى الفيروس المخلوي التنفسي. في البداية، يجب تدريب مقدمي الرعاية الصحية بانتظام على أحدث المبادئ التوجيهية لتشخيص وإدارة الفيروس المخلوي التنفسي، والتأكد من بقائهم على اطلاع دائم بالتطورات الرئيسية واللقاحات للوقاية من هذا الفيروس. في مرافق الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات، يجب تشجيع استخدام الاختبارات التشخيصية السريعة للفيروس المخلوي التنفسي للكشف المبكر. وخلال موسم الفيروس المخلوي التنفسي، يجب فحص الفئات المعرضة للخطر بانتظام بحثاً عن علامات العدوى، ويمكن تقليل خطر الإصابة من خلال إعطاء علاجات وقائية مثل "باليفيزوماب" و "نيرسيفيماب" لتلك الفئات. بما أن لقاحات الفيروس المخلوي التنفسي لكبار السن تم تسجيلها مؤخراً في الإمارات العربية المتحدة، فمن المناسب اتباع التوصيات الوطنية بشأن الاستراتيجيات الوقائية. يجب توفير رعاية شاملة للأطفال المصابين بعدوى الفيروس المخلوي التنفسي الشديدة، بما في ذلك العلاج بالأكسجين والتمييه (التشبع بالماء). من الضروري أيضاً تثقيف الآباء حول أعراض الفيروس المخلوي التنفسي، ومتى يجب طلب المساعدة الطبية، بالإضافة إلى التدابير الوقائية للحفاظ على نظافة اليدين وتجنب التعرض للفيروس.
ومن خلال اعتماد هذه الاستراتيجيات، يمكن لمقدمي الرعاية الصحية إدارة انتشار الفيروس المخلوي التنفسي بكفاءة، وبالتالي تقليل معدل الإصابة والوفيات بسبب هذه العدوى، وخاصة بين الأطفال.