الإمارات: جفاف الجلد والبثور يزدادان في فصل الشتاء
مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة في دولة الإمارات العربية المتحدة، لاحظ الأطباء ارتفاعاً في عدد المرضى الذين يشكون من ظهور البثور وجفاف الجلد المفرط. ويعزى هذا التحول إلى التغيرات في الضغط الجوي وأنماط الرياح، التي تتسبب في تغير الطقس بسرعة.
كان محمود وهدان البالغ من العمر تسع سنوات يعاني من مشاكل في بشرته، التي كانت تبدو دائمًا مشدودة وخشنة، بغض النظر عن عدد المستحضرات والكريمات التي جربها والداه. لم يكن الأمر يتعلق بالجفاف فحسب - بل كان جلد محمود غالبًا ما يصبح أحمر اللون ومثيرًا للحكة وغير مريح، وخاصة في الليل عندما يحاول النوم.
إحساس بالحرقان
كان يحك جلده محاولاً تخفيف الإحساس بالحرقان، لكن هذا بدا وكأنه يجعل الأمور أسوأ.
وقالت والدته مريم: "يبدو أن الأعراض استمرت لعدة أسابيع. لاحظت وجود بقع جافة على جلد محمود لبعض الوقت، وبدا أن الحكة المستمرة تزداد سوءًا. فحص الطبيب جلد محمود عن كثب، ولاحظ الاحمرار والجفاف والبقع الملتهبة المنتشرة على ذراعيه وساقيه. قال الطبيب إنه يعاني من التهاب الجلد التأتبي وهو على ما يبدو حالة جلدية مزمنة شائعة في الأشهر الباردة والجافة".
وعلى نحو مماثل، عانى موسى، وهو مهاجر من جزر المالديف يبلغ من العمر سبع سنوات، من جفاف وحكة الجلد على ذراعيه منذ سن مبكرة، وكانت هذه الحالة تزداد سوءًا مع كل شتاء. وقالت والدته هانية: "أعاني من الحساسية الموسمية، لكن ليس لدينا تاريخ طبي مهم. بدأت ألاحظ بقعًا جافة ومتقشرة على جلد موسى. شعرت بالقلق حقًا. قال الطبيب لحسن الحظ إنه لا توجد علامات على العدوى، وهو ما كان بمثابة راحة كبيرة، حيث لم تكن حالة خطيرة. لقد كانت ناجمة فقط عن الجفاف الشديد. رفض ابني استخدام المرطبات بعد الاستحمام، وهو أمر ضروري على ما يبدو خلال هذه الأشهر".
الأسباب والرعاية والعلاج
وفي هذه الأثناء، أوضح الأطباء أن ظهور البثور الجلدية يزداد خلال أشهر الشتاء في الإمارات العربية المتحدة بسبب عدد من الأسباب.
قالت الدكتورة شهرزاد مجتبى نائيني، طبيبة عامة لطب التجميل في مستشفى إنترناشيونال مودرن دبي: "تميل حالات ظهور البثور الجلدية في دبي إلى الارتفاع خلال فصل الشتاء بسبب العوامل البيئية والسلوكية. أولاً، تؤدي مستويات الرطوبة المنخفضة خلال فصل الشتاء إلى جفاف الجلد، مما يؤدي إلى إفراز مفرط للزيوت التي تسد المسام. كما تزيد الرياح الموسمية والهواء الجاف من الغبار، مما يؤدي إلى تفاقم حالة البشرة المعرضة لحب الشباب والحساسة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الاستحمام بالماء الساخن في الشتاء على تجريد الجلد من زيوته الطبيعية، مما يتسبب في المزيد من الجفاف والتهيج".
وأكد خبراء الرعاية الصحية أن الجفاف الناجم عن قلة تناول الماء خلال الطقس البارد يؤدي إلى تفاقم جفاف الجلد.
وأضاف نعيني: "خلال هذه الأشهر نلاحظ ارتفاعًا في عدد المرضى الذين يعانون من التهاب الجلد التأتبي، والأكزيما، والجفاف، وحب الشباب، والحساسية مقارنة بالصيف".
بالإضافة إلى ذلك، أكد خبراء الرعاية الصحية أن الهواء البارد يمكن أن يزيل الكثير من الزيوت الطبيعية للبشرة، مما يؤدي إلى الجفاف والتهيج.
قال الدكتور حيدر علي، أخصائي طب الأسرة في مستشفى السعودي الألماني بدبي: "تعوض البشرة عن ذلك بإفراز كميات زائدة من الزيوت، مما يؤدي بدوره إلى انسداد مسام الجلد ويساهم في تكوين حب الشباب. ومع انخفاض التعرض لأشعة الشمس خلال أشهر الشتاء، ينخفض مستوى فيتامين د، الذي نعتمد عليه لدعم وظائف الجلد والالتهابات. وبدون كمية كافية من فيتامين د، يصبح الجلد أكثر عرضة للتهيج والطفح الجلدي".
وأضاف "ننصح بالاستخدام المنتظم للمرطبات والمطريات، واستخدام أجهزة الترطيب لتنظيم مستويات الرطوبة. فالجلد مهم. تجنب الصابون القاسي والماء الساخن - المنظفات الخفيفة والاستحمام الفاتر أفضل. كما أن استخدام واقي الشمس في أشهر الشتاء أمر ضروري أيضًا".
وفيما يتعلق بالتغييرات الغذائية، ينصح الطبيب الأشخاص بتناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية وترطيب الجسم جيدًا. وإذا لزم الأمر، يحتاج المرضى إلى تلقي تدخلات طبية مخصصة يوصي بها طبيب الأسرة أو طبيب الأمراض الجلدية.