استئصال ورم ليفي بحجم جنين من رحم امرأة بنجاح
في حالة طبية نادرة، اكتشف الأطباء مؤخراً وجود ورم ليفي كبير بشكل غير اعتيادي في رحم مريضة سودانية تبلغ من العمر 32 عاماً، تدعى داليا الجميل، وهو يشابه في حجمه وشكله جنين عمره سبعة أشهر.
كان حجم الورم الليفي، المعروف باسم الورم العضلي الأملس الرحمي، 20 سم × 11 سم ووزنه حوالي 1.8 كجم. وكان حجم هذا الورم الليفي، الذي يعادل حجم جنين في الشهر السابع من الحمل، يمثل تحدياً كبيراً لإزالته جراحياً بالمنظار بأقل تدخل جراحي.
في أوائل عام 2023، خضعت داليا لجلسة تدليك، حيث لاحظت المعالجة شيئاً غير عادي في بطنها. قالت داليا: "أخبرتني المعالجة بأنها شعرت بشيئ صلب في بطني، وأنه لم يكن يبدو كأنه انتفاخ عادي أو زيادة في الوزن. جعلني ذلك أشعر بالقلق وقررت استشارة طبيب أمراض النساء الخاص بي، الذي رتب على الفور لإجراء الموجات فوق الصوتية الداخلية والخارجية. أكدت النتائج أنني أعاني من أورام ليفية في الرحم، على الرغم من عدم ظهور أي أعراض في ذلك الوقت."
وعلى الرغم من إبلاغها بأن الأورام الليفية ستتطلب جراحة مفتوحة بسبب حجمها الكبير، إلا أن داليا لم تطلب المزيد من المشورة الطبية لأنها "كانت خائفة ولديها أفكار متضاربة".
لكنها سرعان ما بدأت تعاني من "ضغط شديد في المثانة، ورغبات متكررة في التبول، ونزيف حاد أثناء الدورة الشهرية، وتصلب في البطن". كانت تلك الأعراض بالإضافة إلى خوفها من أن يؤثر الورم الليفي على فرص الحمل بعد زواجها القادم سبباً دفعها لزيارة الطبيب مرة أخرى.
وأجرى الطبيب فحصاً بالموجات فوق الصوتية والذي أكد أن الأورام الليفية قد نمت وأن هناك حاجة فورية لإجراء عملية جراحية.
وبسبب مخاوفها من احتمالية حدوث ندبات وطول فترة التعافي، استشارت داليا "عدة أطباء في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة، بل وطلبت آراء المتخصصين في المملكة العربية السعودية"، الذين قالوا إن الجراحة المفتوحة هي الخيار الوحيد.
ثم تم تحويلها إلى البروفيسور دكتور محمد زايد، استشاري أمراض النساء والولادة المتخصص في جراحات المناظير المتقدمة وجراحة الرحم، والدكتورة أمل حسن عبد العزيز، استشارية ورئيسة قسم أمراض النساء والولادة في مستشفى ثومبي الجامعي.
وقرر الخبراء إجراء عملية جراحية لإزالة الأورام الليفية - التي عادة ما تكون أوراماً غير سرطانية في الأنسجة - بطريقة تساعد في الحفاظ على قرص الحمل في المستقبل لدى المريضة. في هذه الحالة، تمت العملية باستخدام منظار البطن طفيف التوغل. إن عملية استئصال الورم العضلي هو إجراء جراحي يهدف إلى إزالة الأورام الليفية الرحمية مع الحفاظ على الرحم.
قال الدكتور زايد: "بعد التحقيق الدقيق والتعاون بين خبرائنا الطبيين والجراحيين، تم الاتفاق على إجراء هذه العملية المعقدة لاستئصال الورم العضلي بالمنظار."
قال الدكتور زايد: "خلال الجراحة بالمنظار، أجرينا ثلاثة شقوق صغيرة في البطن وأدخلنا منظاراً مزوداً بكاميرا من خلال شق واحد لتصوير المنطقة. وتم استخدام أدوات متخصصة من خلال الشقوق الأخرى لتشريح الورم الليفي وإزالته بعناية، والذي كان لا بد من تقسيمه إلى أجزاء بسبب حجمه. وقد سمحت هذه العملية طفيفة التوغل بحدوث ألم أقل وتعافي أسرع وندبات أقل مقارنة بالجراحة المفتوحة التقليدية."
تمت العملية بنجاح وجرى إزالة جميع الأورام الليفية.
وأكدت الدكتورة أمل على أهمية الرعاية الصحية للمرأة، وقالت: "بعد معاناة داليا من الألم لفترة طويلة، يسعدنا أن نقول إن داليا تستطيع الآن أن تعيش حياتها بشكل طبيعي مرة أخرى دون أي إزعاج".
وأضافت: "النساء لديهن احتياجات صحية فريدة تتطلب اهتماماً متخصصاً، وإهمال هذه الاحتياجات يمكن أن يؤدي إلى عواقب صحية طويلة الأمد، بما في ذلك الإعاقة وانخفاض جودة الحياة. تعتبر الفحوصات الروتينية والرعاية الوقائية والكشف المبكر أمراً بالغ الأهمية لضمان حصول النساء على الرعاية التي يحتجن إليها ويستحقنها. علاوة على ذلك، يمكن غالباً إدارة مثل هذه الحالات بشكل فعال من خلال الجراحات طفيفة التوغل."
بعد الجراحة، كانت داليا سعيدة بالتغيير الذي طرأ على مظهرها. "أول ما لاحظته هو اختفاء بطني الضخمة. على مدار العام الماضي، كان الجميع ينظرون إلي ويسألونني عما إذا كنت حاملاً - كان الأمر مجهداً للغاية".
وأضافت داليا: "أنا ممتنة لفريق الأطباء. قد تشعرك هذه الرحلة بالوحدة حقاً، خاصة وأن الأورام الليفية هي ما أعتبره عقبات غير مرئية - أشياء لا يمكن رؤيتها فوراً للآخرين ولا تثير دائماً التعاطف الفوري. قد تعتقد، ربما ليس الأمر سيئاً للغاية. ربما لا أحتاج إلى التحدث عن الأمر كثيراً، لكنني كنت أعرف مدى معاناتي ومدى أهمية مشاركة تجربتي وإعطاء الأمل للجميع".