الدكتور مانديب سينغ مع ساميا
الدكتور مانديب سينغ مع ساميا

إنقاذ توأم في رحم أمهما بعملية جراحية معقدة في الإمارات

متلازمة نقل الدم من توأم إلى توأم حالة يتلقى فيها أحد الطفلين كميةً كبيرة من الدم، بينما يحصل الآخر على كمية قليلة جداً.
تاريخ النشر

نجح أطبّاء في الإمارات العربية المتحدة في إنقاذ توأمين لامرأة تبلغ من العمر 32 عاماً، كانت تعاني من حالة مرضية معقدة ومميتة، أثرت على توأميها اللذين لم يولدا بعد. وكانت سامية -وهي في الشهر السادس من الحمل- قد سافرت بالطائرة من منزلها في أديس أبابا بإثيوبيا إلى أبو ظبي، بعد أن كشف فحصٌ روتيني قبل الولادة عن خلل خطير في تدفّق الدم بين طفليها اللذين لم يولدا بعد.

هذه الحالة، المعروفة باسم متلازمة نقل الدم من توأم إلى توأم (تي تي إس)، هي حالة خطيرة تؤثر في التوائم الذين يتشاركون نفس المشيمة، مما يتسبب في حصول أحد التوأمين على كثير من الدم، بينما يحصل الآخر على القليل جداً، تُشكّل هذه الحالة خطراً كبيراً لفقدان الحمل في ما يصل إلى 80 في المائة من الحالات إذا تُركت دون علاج.

وقالت سامية: "كنت أشعر بقلق بالغ عندما اكتشف طبيبي إصابتي بمتلازمة تي تي إس أثناء إجراء فحص روتيني، ونصحنا الأطباء في أديس أبابا بالسعي إلى العلاج في الإمارات العربية المتحدة في أسرع وقت ممكن".

سافرت سامية وزوجها عبد الله برهان إلى أبوظبي، وتوجّها إلى مركز طب الأجنة وعلاجها (كيبروس نيكولايديس) في مدينة برجيل الطبية فور وصولهم، وأكدت الفحوصات الإضافية إصابة الأم بمتلازمة تي تي إس، وأوصى الفريق الطبي بإجراء عملية ليزر متخصصة للغاية لفصل المشيمة كحلٍّ عاجل.

أجرى الدكتور "مانديب سينغ"، استشاري طِبِّ الأجنّة والتوليد، الجراحة المعقدة بالليزر، باستخدام منظار جنيني مقاس 3 مم، قام الفريق بتخثير الأوعية الدموية التي تربط التوأم بعناية، وتقسيم المشيمة إلى قسمين لضمان تدفق الدم المتوازن بين الطفلين.

"يحدث انقطاع تدفق الدم الشديد في 10-15 في المائة من حالات الحمل بتوأم أُحادي المشيمة، وقد يشكل تهديداً للحياة"، أوضح الدكتور مانديب. "باستخدام تقنية الليزر لفصل الأوعية الدموية، تمكّنا من حماية كلا الطفلين، ويسعدني أن أبلغكم أن الجراحة كانت ناجحة".

وأضاف الدكتور مانديب: "كانت حالة سامية صعبةً، لكننا سعداء برؤية الطفلين والأم بصحة جيدة الآن".

وقد جلب نجاح العملية الأمل والراحة لسامية، التي عادت منذ ذلك الحين إلى وطنها إثيوبيا بصحة جيدة، وقالت: "لقد انخفضت جميع أعراضي بشكل ملحوظ تقريباً، وشعرت بتحسّن كبير، ومنذ اليوم الأول، كان الموظفون داعمين للغاية ولطفاء، لقد أجابوا على جميع أسئلتي وساعدوني في تخفيف مخاوفي"، كما أعربت سامية عن امتنانها العميق لزوجها لدعمه المستمر خلال الرحلة الصعبة.

تمكنت سامية، التي عادت الآن إلى بلدها، من إنجاب توأميها بسلام في الأسبوع الرابع والثلاثين من الحمل، وهي تحمل معها ذكريات الرعاية التي أنقذت حياتها والتي تلقتها في الإمارات العربية المتحدة.

وفي معرض حديثها عن تجربتها، شجعت الأمهات الأُخْرَيات اللاتي يواجهن تحدّيات مماثلة على التمسك بالأمل والسعي إلى العلاج. وقالت: "كل المشاكل لها حلول بإرادة الله".

وأكد الدكتور مانديب على أهمية التقدم في طب الأجنة في حالات مثل حالة سامية، وقال: "إن النتيجة الناجحة تؤكّد التقدم الذي أحرزناه في علاج المضاعفات التي تصيب الأجنة، كما تسلّط الضوء على أهمية الفحوصات الدورية قبل الولادة، وخاصة في حالات الحمل التوأمي عالية الخطورة، للكشف عن مثل هذه المشكلات ومعالجتها في وقت مبكر".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com