

في عصر أصبحت فيه الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والأجهزة اللوحية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، يرتفع منسوب التحذير من مشكلة صحية صامتة ومتنامية تُعرف بإجهاد العين الرقمي أو متلازمة رؤية الكمبيوتر. هذه الحالة العصرية تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، كما أنها تشهد انتشارًا متزايدًا وملحوظًا في الدولة، مدفوعة بساعات العمل الطويلة، والاستخدام التقني المكثف، وظروف البيئات المكيفة التي تزيد الضغط على العيون.
الأعراض والأسباب: ما الذي يضر بأعيننا؟
ينتج إجهاد العين الرقمي بشكل أساسي عن التحديق المستمر والمطول في الشاشات دون أخذ فترات راحة كافية. هذا السلوك يقلل بشكل كبير من معدل الرمش الطبيعي، وهو خط الدفاع الأول للعين، مما يعرضها للجفاف المفرط. كما أن التعرض المستمر للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات والوهج، بالإضافة إلى الجلوس بوضعيات خاطئة ومسافات مشاهدة غير مناسبة، تساهم جميعها في تفاقم المشكلة.
تشمل قائمة الأعراض الشائعة لإجهاد العين الرقمي إرهاق وجفاف العينين والشعور بالحكة، وتشوش الرؤية والصعوبة في التركيز، والصداع واضطرابات في النوم، وبالنسبة للكثيرين، لا يقتصر تأثير هذا الانزعاج على الجانب الصحي، بل يمتد ليؤدي إلى تراجع في الإنتاجية المهنية، وصعوبة في التركيز، وانخفاض ملموس في جودة الحياة اليومية.
الفئات الأكثر عرضة: الأطفال ليسوا بأمان
تحذر مستشفى باراكير الإمارات للعيون من أن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة. فعيونهم لا تزال في مراحل النمو، ما يجعلها غير مهيأة للتركيز عن قرب لفترات طويلة. الاستخدام المكثف للأجهزة اللوحية ومنصات التعلم الإلكتروني يمكن أن يؤدي سريعًا إلى إرهاق العين، وفركها، وصعوبة في التركيز الدراسي.
ومع ذلك، فإن المهنيين والبالغين ليسوا محصنين. فالإجهاد قد يتطور تدريجيًا ويُعزى خطأً إلى التعب العام، مما يؤدي إلى تراجع الأداء الوظيفي. وحتى المتقاعدون الذين يستخدمون الأجهزة للتواصل الاجتماعي والتسوق يتأثرون بهذه المشكلة.
التأثير يتجاوز الجسد: أبعاد نفسية وعاطفية
إلى جانب الانزعاج الجسدي، يحمل إجهاد العين الرقمي عبئًا نفسيًا وعاطفيًا.، فللأطفال يصبح التعلم مصدرًا للإحباط والصعوبة وللبالغين فالأيام الطويلة أمام الشاشات تستنزف طاقتهم وثقتهم بأنفسهم، أما للعائلات: تساهم هذه الحالة في زيادة مستويات التوتر، مما ينعكس سلبًا على ديناميكية الحياة اليومية.
الحلول المتاحة: الوقاية والعلاج المتخصص
على الرغم من أن بعض الاستراتيجيات البسيطة يمكن أن تساعد في التخفيف من الأعراض، إلا أن الرعاية المتخصصة غالبًا ما تكون ضرورية، فقاعدة 20-20-20 للوقاية ينصح باتباعها وهي أخذ استراحة لمدة 20 ثانية للنظر إلى شيء يبعد 20 قدمًا (حوالي 6 أمتار) كل 20 دقيقة من العمل على الشاشة، كذلك تحسين البيئة، أي تعديل إعدادات الشاشة والتحكم في الانعكاسات الضوئية.
وكما توفر لك المستشفيات والعيادات المتخصصة عدد من الحلول المصممة خيصصا مثل نظارات الكمبيوتر الطبية المتخصصة، زعدسات تصفية الضوء الأزرق لحماية العين، والعلاجات الطبية لجفاف العينين.