الشيف "بيير غانيير": الاستدامة والجودة جوهرعملنا في دبي
"يجب أن يكون الطعام بسيطاً وممتعاً."
هذا الفكر المباشر هو ما دفع الشيف الأسطوري الحائز على ثلاث نجوم ميشلان، "بيير غانيير"، الذي كان في دبي مؤخراً في مطعمه المميز "بييرز تي تي" في فندق إنتركونتيننتال دبي فيستيفال سيتي، حيث استضاف حفل رأس السنة الميلادية الجديد وفعاليات عشاء حصرية لعدد مختار من الضيوف.
وفي استحضاره لذكرياته عن مشروعه، تذكر غانيير كيف كانت دبي مكاناً مختلفاً تماماً عندما افتتح مطعمه لأول مرة قبل 16 عاماً. وقال في مقابلة مع صحيفة خليج تايمز: "كانت المدينة لا تزال جديدة، بمساحات واسعة كانت تبدو فارغة. واليوم، تطورت دبي لتصبح مركزاً عالمياً ديناميكياً للثقافة والطاقة والأعمال، وهي مكان يأتي إليه الناس من جميع أنحاء العالم للعمل والعيش والاستكشاف".
وُلد غانيير في عام 1950 في أبيناك بفرنسا، وبدأ تدريبه الصيفي في مطعم بول بوكوز عام 1965. وفي عام 1976، بعد عامين قضاهما في العمل واستكشاف العالم، وخاصة العالم الجديد، عاد إلى "كلو فلوري"، المطعم الذي يديره والده بالقرب من سانت إتيان والذي كان قد حصل بالفعل على نجمة ميشلان. وحافظ على نجمة ميشلان في العام التالي، وهي الأولى من بين العديد من الأوسمة التي حصل عليها.
في عام 1981، قرر أن ينطلق بمفرده وافتتح مطعماً في وسط سانت إتيان وحصل على نجمة ميشلان في عام 1982، واستمر في إنشاء إمبراطورية طهي عالمية. وهو أيضاً مؤلف للعديد من الكتب.
شهد مطعم "بيرز تي تي" نمواً كبيراً سنوياً، مع زيادة عدد الزوار القادمين إلى دبي. وقال غانيير: "ومع أن النمو كبير، إلا أنه يجلب معه أيضاً مجموعة من التحديات الخاصة به. كان تركيزي الأساسي دائماً على الحفاظ على أعلى مستوى من الجودة وضمان عدم انخفاض المستوى، وهذا يعد تحدياً مستمراً".
وبصفته طاهياً، يؤكد غانيير على مسؤوليته ليس فقط في تقديم أطباق مميزة، بل أيضاً في خلق تجربة طعام لا تُنسى حقاً، تجربة تترك انطباعاً قوياً لدى ضيوفه. وأضاف: "إنه توازن دقيق، ولكننا نسعى جاهدين كل يوم لتقديم التميز من خلال قائمتنا المصممة بعناية وخدمتنا التي لا مثيل لها".
تظل الجودة هي الأولوية القصوى لدى غانيير، حيث يسعى دائماً إلى التأكد من أن كل مشروع يعمل عليه يصل إلى أقصى إمكاناته قبل التفكير في التوسع. وأضاف: "الأمر لا يتعلق بفتح مواقع جديدة فقط من أجل النمو، بل يتعلق بتقديم تجربة تتحدث عن نفسها. أعتقد أن الطعام الرائع والأجواء الفريدة هما أساس أي مشروع ناجح، وأريد أن يكون طهي الطعام والتجارب التي نقدمها هما المحور الأساسي لما نقوم به".
يعتقد غانيير أن الاتجاه السائد في المطاعم الفاخرة يتغير بعيداً عن المفهوم التقليدي الذي يربطها بالطعام فقط. فقد أصبحت المطاعم الفاخرة الحقيقية نادرة، حيث يسعى المزيد من الناس إلى تجارب تشرك جميع حواسهم، وليس فقط براعم التذوق. وقال إن الزبائن يأتون من أجل الأجواء والخدمة والتجربة الكاملة، حيث يكون الطعام جزءاً فقط من الرحلة بأكملها.
وأضاف: "في عام 2025، أتوقع أن يتحول تناول الطعام الفاخر إلى تجربة أكثر تنوعاً , حيث يتم التركيز على تقديم نهج شامل لتناول الطعام. في مطعم "بييرز تي تي" ، تتمثل مهمتنا في تقديم تجارب صادقة وأصيلة. نحن نسعى لتقديم شيء ممتع وسهل الوصول إليه ولذيذ دون أن يكون مكلفاً".
ويظل غانيير ملتزماً بشكل كبير بالاستدامة. وقال: "نحن محظوظون بشراكتنا القوية مع مالكنا السيد الفطيم، الذي يشاركنا شغفنا في تحقيق تأثير إيجابي. نعمل مع فريق متخصص لخلق بيئة تكون فيها الاستدامة جزءاً من ممارساتنا اليومية. نهدف إلى بناء قصة حول الاستدامة تكون أصيلة وطويلة الأمد، بدلاً من أن تكون مجرد موضة. في "بييرز تي تي"، نعطي الأولوية لاستخدام المنتجات المحلية، مما يساعد على تقليل أثرنا البيئي ودعم الاقتصاد المحلي. الاستدامة هي جوهر عملنا، وهي شيء نواصل تحسينه مع نمونا".