4 لاعبات غيّرن وجه رياضة "الكريكيت" الهندية
في لقاء مع أربع لاعبات كريكيت مميزات من الهند، نتحدث مع مجموعة قوية من النساء، لكل منهن رحلة تحدت بها المعايير التقليدية وأرست بها اتجاهات جديدة وحاربت بها الصور النمطية للنساء، لتحقق شهرة كبيرة ومكانة مرموقة في عالم الرياضة.
شافالي فيرما
في عام 2022، أصبحت أصغر لاعبة كريكيت تُحرز 1000 جولة في بطولة "تي20" الدولية. وتحت قيادتها، فازت الهند بكأس العالم للسيدات تحت 19 عاماً في "تي20" لعام 2023. لكن اختيارها للعبة الكريكيت لم يخلُ من الانتقادات. فقد كان على فيرما، التي تنحدر من ولاية هاريانا، أن تتحمل سخرية الجيران والأقارب بسبب مشاركتها في رياضة اعتبروها "رياضة للأولاد". ورداً على ذلك، أخبرت والدها بأنها ستجعل الجميع يهتفون باسمها يوماً ما.
عندما كنت طفلة، شاهدت "ساشين تيندولكار" يلعب آخر مباراة محلية له - ما رأيك بتلك التجربة؟
كانت مشاهدة "ساشين تيندولكار" وهو يلعب آخر مباراة محلية له أشبه بحلم. أتذكر الإثارة، والجمهور يهتف، وخفقان قلبي السريع. كنت طفلة صغيرة، لكنني كنت أعلم أنني كنت أشهد لحظة عظيمة. كان ساشين بطلي، ورؤيته للمرة الأخيرة على أرض الملعب جعلتني أكثر عزماً على السير على خطاه.
لقد انتحلت شخصية شقيقك "ساهيل" ولعبت مباراة - أخبرينا عن ذلك؟
إنها قصة مضحكة الآن، لكن في ذلك الوقت، شعرت وكأنها الطريقة الوحيدة للعب. كنت أحب لعبة الكريكيت، لكن لم تكن هناك فرص كثيرة للفتيات في المكان الذي نشأت فيه. لذلك، قصصت شعري، واستعرت ملابس ساهيل، وانضممت إلى الأولاد. لم يلاحظ أحد ذلك إلا في وقت لاحق. علمتني هذه التجربة أن الشغف لا يحتاج إلى إذن، وإذا كنت تريد شيئاً، فما عليك سوى أن تبدأ به بنفسك .
أنت ثاني لاعبة هندية تسجل مائة نقطة في مباريات الكريكيت النسائية بعد القائدة السابقة "ميثالي راج" . كيف كانت تجربتك؟
كان الأمر أشبه بالخيال. لقد كانت "ميثالي راج" مصدر إلهام لنا جميعاً. إن تحقيق شيء كهذا بعد 22 عاماً هو شرف كبير. لقد شعرت في تلك اللحظة وكأن الأمر إقرار بكل العمل الشاق والمعاناة والتضحيات. لقد شعرت بالفخر، ليس فقط لنفسي، بل ولجميع الفتيات الصغيرات اللاتي يحلمن بتحقيق أشياء عظيمة في الرياضة. إنه تذكير بأن كل شيء ممكن بالالتزام والعمل الجاد.
ماذا تعني الموضة بالنسبة لك؟
بالنسبة لي، الموضة تعني الراحة والثقة. سواء كنت في الملعب أو خارجه، أريد أن أشعر بأنني على طبيعتي.
جيميما رودريجيز
هذه المرأة من مومباي هي لاعبة متعددة المهارات تلعب لصالح فريق الكريكيت الوطني للسيدات في الهند. كانت عضواً هاماً في الفريق الفائز في الألعاب الآسيوية وكأس آسيا عام 2022. كان والدها، "إيفان رودريجيز"، مدرباً في مدرستها، ونشأت وهي تلعب مع إخوتها. ومنذ بداية مسيرتها، أسست إيفان فريق الكريكيت للفتيات في مدرستها. بالإضافة إلى كونها لاعبة كريكيت محترفة، فهي شغوفة بالموسيقى.
أخبرينا عن شغفك بالموسيقى - ما هو الشيء المشترك بين الموسيقى والكريكيت؟
لطالما كانت الموسيقى جزءاً كبيراً من حياتي. إنها وسيلة للتعبير عن نفسي، تماماً مثل لعبة الكريكيت. تتطلب الموسيقى والكريكيت الإيقاع والتوقيت والعاطفة. في ملعب الكريكيت، تحتاج إلى التناغم مع لعبتك وفريقك، وفي الموسيقى، يتعلق الأمر بالتناغم مع اللحن واللحظة. بالنسبة لي، كلاهما يتعلق بإيجاد التوازن والمتعة.
أنت تلعبين لعبة الكريكيت والهوكي - كيف تتكيفين مع كليهما؟
لقد ساعدني لعب كلتا الرياضتين على تشكيل شخصيتي كرياضية. فقد ساعدتني رياضة الهوكي على تحسين لياقتي البدنية وسرعتي وردود أفعالي، وهي أمور بالغة الأهمية أيضاً في لعبة الكريكيت. لم يكن الانتقال بين الرياضتين سهلاً دائماً، لكنني تعلمت من خلالهما الانضباط والعمل الجماعي والمثابرة.
كيف كانت تجربة التدريب تحت قيادة والدك، وما هو تأثيره في حياتك الرياضية؟
كان والدي أعظم مرشد لي. فهو الذي أدخلني إلى عالم لعبة الكريكيت وكان يؤمن بي دائماً، حتى عندما لم تكن الأمور تسير في صالحي. لم يكن تدريبه لي مقتصراً على المهارات الفنية فحسب؛ بل كان يركز على بناء ثقتي بنفسي وتعليمي المرونة وحثّي دائماً على التحسن. لم أكن لأصل إلى ما أنا عليه اليوم لولا توجيهاته ودعمه.
ماذا تعني الموضة بالنسبة لك؟
بالنسبة لي، الموضة هي وسيلة للتعبير عن هويتي دون أن أقول كلمة واحدة. إنها مثل الموسيقى والكريكيت - كل شيء يدور حول الإيقاع والإبداع.
رادا ياداف
بدأت فتاة من مومباي تُدعى رادا ياداف ممارسة لعبة الكريكيت في مجمع الجمعية مع الأولاد، حيث اكتشف موهبتها المدرب "برافول نايك"، وبدأ في تدريبها منذ أن كانت في الثانية عشرة من عمرها. وبالإضافة إلى كونها لاعبة كريكيت، فهي راقصة أيضاً وغالباً ما تقوم بتحميل مقاطع فيديو على إنستجرام. تم اختيارها ضمن تشكيلة الهند لكأس العالم للسيدات "تي20" لعام 2024، وكذلك لسلسلة مباريات "ODI" على أرضها ضد نيوزيلندا في أكتوبر 2024.
لقد نشأت وأنت تلعبين لعبة الكريكيت مع الأولاد - هل شعرت يوماً بالاختلاف؟
بصراحة، لم أشعر قط بأنني مختلفة. بالنسبة لي، كان الأمر يتعلق بلعب الكريكيت، سواء مع الأولاد أو البنات. لقد أحببت اللعبة، وكان هذا كل ما يهم. لم أفكر كثيراً في الأمر لأن الكريكيت هي الكريكيت، بغض النظر عن من تلعب معه. في الواقع، ساعدني اللعب مع الأولاد على تقوية نفسي وزيادة قدرتي على المنافسة، وهو ما شكل اللاعبة التي أنا عليها اليوم.
أنت ترقصين أيضاً، ما هو نوع الموسيقى الذي ترقصين عليه؟
أجد في الرقص وسيلة رائعة للاسترخاء. أحب الموسيقى الهندية، وبالأخص الأغاني التي تحمل طاقة عالية وتجذبك للحركة. إنه طريقة مثالية لتفريغ التوتر والاستمتاع بوقتي خارج الملعب.
إن قلة المساحة لم توقف تدريبك أبداً - أخبرينا عن ذلك.
في مومباي، من الصعب العثور على مكان مناسب للتدريب، لكنني لم أسمح لذلك بأن يعيقني. كنت أتدرب في الأزقة الضيقة أو في أي مكان يتوفر فيه مساحة. المهم كان أن أواصل اللعب، بغض النظر عن الظروف. لم يكن الأمر سهلاً، لكنه علمني التكيف والاستفادة من أي فرصة. إذا كنت ترغب في تحقيق هدفك، عليك أن تجد وسيلة لذلك.
شريانكا باتيل
تعمل هذه اللاعبة من بنغالورو مع فريق "كارناتاكا" و "رويال تشالنجرز" بنغالورو. تلعب كلاعبة بمركز الضارب بالذراع اليمنى. كما لعبت مع فريق "غويانا أمازون ووريورز" في دوري الكاريبي الممتاز النسائي.
ظهرت لأول مرة مع منتخب الهند في عام 2023.
إلى أي مدى ساعدتك نشأتك في بيئة تعزز لعب الكريكيت؟ ما الذي تعلمته في البداية؟
لقد تعرفت على هذه الرياضة في سن مبكرة، وتعلمت أساسياتها من خلال مشاهدتها وممارستها مع عائلتي. وكان أول ما تعلمته هو أهمية الانضباط والتركيز.
كيف يمكنك تشجيع المزيد من الفتيات على ممارسة لعبة الكريكيت كرياضة؟
أود أن أقول: لا تدعي أي شيء يوقفك. هناك فرص أكثر من أي وقت مضى الآن، والعالم ينتظر ليشهد ما يمكن أن تفعله النساء في لعبة الكريكيت. سواء كان الأمر يتعلق بتحدي الصور النمطية أو التغلب على العقبات، فالأمر كله يتعلق بالإيمان بقدراتك.
هل تعرضت للتمييز بسبب كونك لاعبة كريكيت؟ كيف تعاملت مع الأمر؟
كانت هناك أوقات شعرت فيها بأنني بحاجة لإثبات نفسي أكثر لأنني فتاة، لكنني لم أسمح لذلك بإحباطي. ركزت على لعبتي وتركت أدائي يتحدث عن نفسه. كان حبي للكريكيت يفوق أي سلبية واجهتها، وفي النهاية، هذا هو الأهم.