نموذج"النمو" أداة تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية
مع حلول عام 2025، يبدأ الكثير منا في التفكير في الأهداف التي حددناها للعام الماضي وتقييم مدى نجاحنا في تحقيقها. وغالباً ما تفشل القرارات في غضون أسابيع قليلة، وقد تتطلب الأهداف تعديلاً قبل الموعد المتوقع. ومثلي مثل كثيرين آخرين، واجهت هذه التحديات حتى صادفت نموذج تدريب يُسمى "النمو" (GROW)، طوره المؤلف البريطاني جون ويتمور. وساعدني هذا النموذج في إعادة التفكير في نهجي نحو تحديد الأهداف وتحقيق النمو الشخصي، وقد يحدث ذلك بالنسبة لك أيضاً."
يتكون نموذج "النمو" (GROW) من أربع مراحل بسيطة ولكن لها أثر قوي:
الهدف – ما هو الهدف الذي تريد تحقيقه؟
الواقع – أين أنت حالياً؟
الخيارات/العقبات - ما هي خياراتك، وما الذي قد يعيقك؟
طريق المستقبل – ما هي الخطوات التي ستتخذها للمضي قدماً؟
يؤكد نموذج "النمو" على البدء بالهدف. من المهم تحديد أهداف واضحة وقابلة للتنفيذ، ومن الأفضل استخدام إطار (SMART) لذلك (هدف محدد، وقابل للقياس، وقابل للتحقيق، وذو صلة، ومحدد بوقت). على سبيل المثال، في ورش العمل الخاصة بالشركات، غالباً ما يحدد العملاء أهدافاً لزيادة المبيعات، لكنني أشجعهم على النظر في الصورة الأكبر: كيف يؤثر هذا على الأرباح والموارد ورفاهية الفريق؟ يمكن أن يؤدي التركيز فقط على النمو إلى إجهاد الموارد. يأخذ الهدف المتوازن في الاعتبار صحة شركتك أو حياتك الشخصية على المدى الطويل.
بمجرد تحديد هدف، يجب عليك تقييم واقعك. أين تقف اليوم؟ ما الموارد والتحديات التي تواجهها؟ هنا يكون التأمل الذاتي الصادق أمراً بالغ الأهمية. بدون فهم وضعك الحالي، لا يمكنك اتخاذ قرار مستنير حول كيفية المضي قدماً. في نموذج "النمو"، تشجعك هذه الخطوة على مواجهة الحقيقة، بما في ذلك نقاط قوتك وضعفك والعوامل الخارجية التي قد تؤثر على التقدم.
من هناك، ستستكشف الخيارات والعقبات. ما هي الاستراتيجيات التي يمكنك اتباعها لتحقيق هدفك؟ ما هي التحديات المحتملة التي قد تواجهها؟ إن العصف الذهني بالخيارات يفتح آفاقاً جديدة ويساعدك على الاستعداد للعقبات على طول الطريق. من المهم أن تظل مرناً هنا وأن تكون على استعداد للتكيف، لأن مسارك قد لا يكون دائماً على خط مستقيم.
تركز الخطوة الأخيرة، الطريق إلى الأمام، على وضع خطة قابلة للتنفيذ. ما هي الخطوات التي ستتخذها للاقتراب من هدفك؟ تتضمن هذه المرحلة تحديد المواعيد النهائية، وتحديد الخطوات الرئيسية، والاستعداد للعقبات الحتمية. يعد إنشاء خطة احتياطية جزءاً أساسياً من طريق المستقبل أيضاً - بحيث تكون مستعداً للتغيير إذا تم اعتراض مسارك الأصلي.
أحد العناصر الأساسية لهذه العملية هو مواءمة أهدافك مع قيمك الأساسية وغير القابلة للتفاوض. فقيمنا تشكل أساس كل ما نقوم به. وعندما يعكس بيان مهمتنا الشخصية أو المهنية هذه القيم، فإننا نخلق دافعاً أصيلاً ومستداماً للنجاح. هذه المواءمة تبني الثقة، وتعزز المشاركة، وتضمن بقاءنا متحفزين، حتى في الأوقات الصعبة. تعمل قيمك كبوصلة توجهك في اتخاذ القرارات وتساعدك على البقاء متمسكاً بهدفك.
حسب تجربتي، كان نموذج "النمو" (GROW) أداة لا تقدر بثمن ليس فقط للأفراد بل وللفرق أيضاً. من الضروري التعامل مع تحديد الأهداف بمرونة وعقل منفتح. قد تحتاج إلى تعديل أهدافك على طول الطريق، لكن الاتساق في جهودك إلى جانب التقييمات الدورية سيساعدك في البقاء على المسار الصحيح.
من المهم أيضاً أن نتذكر أن العمل هو المفتاح. بعد الانتهاء من تمرين النمو، لا ينتهي العمل بخطة. يجب أن نتحمل المسؤولية ونفوض المهام، ونمكن فريقنا أو شركائنا من المساعدة في تنفيذ الخطة. من خلال بناء شبكة دعم قوية ومنح ملكية الخطة للآخرين، فإننا نضمن المساءلة والتقدم.
باختصار، إن تحديد الأهداف وتحقيق النجاح في أي عام هو رحلة مستمرة. ونموذج (GROW) هو أداة للمساعدة على إرشادك خلال هذه الرحلة. سواء كنت تقيم أهدافك الشخصية، أو تعمل على تحسين مسار حياتك المهنية، أو تساعد فريقك في الوصول إلى آفاق جديدة، فإن اتباع نهج مدروس ومنظم سيزيد من فرص نجاحك. وبينما تحدد نواياك لعام 2025، تذكر أن تحافظ على أهدافك متوافقة مع قيمك، وأن تحافظ على مرونتك، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة - لأنه كما نعلم جميعاً، فإن النجاح لا يأتي من التفكير والتمني، بل من العمل الهادف.
بانكاج جوبتا هو المدير التنفيذي لبنك بي ان آي ديرة دبي.