عائلات بالإمارات تعيد تعريف مستقبل أبنائها عبر "التعليم العالمي"

كيف استبدلت المغتربة البريطانية أماندا آشورث مهنة بمئات الآلاف من الدولارات بنموذج تعليمي مفتوح لأطفالها
أشورث مع عائلتها

أشورث مع عائلتها

تاريخ النشر

كانت أماندا آشورث، المهاجرة البريطانية ورائدة الأعمال، قد تركت مسيرة مهنية ذات دخل مرتفع لتحقق نموذجًا تعليميًا بلا حدود لأطفالها، يعرف بـ"التعليم العالمي" (Worldschooling). هذا النموذج يعتنق فكرة أن العالم بأسره هو الصف الدراسي، حيث يتعلم الأطفال من خلال السفر، والتجارب الواقعية، والانغماس في الثقافات المختلفة، متجاوزين قيود التعليم التقليدي والمناهج الدراسية الصارمة.

في عالم ما بعد الجائحة، ومع تزايد خيارات التعليم عن بُعد، أصبحت هذه الفلسفة التعليمية خيارًا متناميًا بين العائلات الباحثة عن تجارب أوسع تجمع بين الفضول والتكيف والتفكير النقدي. أماندا تشرح أن والدتها كانت ترى ابنها الأول يحمل نورًا يتلاشى رغم أنه ذكي وينجح في المدرسة، فقررت تجربة التعليم المنزلي ثم انتقلت إلى نموذج التعليم العالمي الذي يدمج بين التعليم المنزلي، وإلغاء المناهج الصارمة، والتعلم التجريبي.

في هذا الأسلوب:

  • يتعلم الأطفال الجغرافيا من خلال التنقل بين المدن والبيئات الحية.

  • تُفهم التاريخ عبر زيارة المواقع التي حدثت فيها القصص والتعرف على وجهات نظر متعددة.

  • تُكتسب اللغات بالتفاعل اليومي وليس بحفظ القواعد فقط.

  • يُمارس العلم عمليًا مثل دراسة الأحياء البحرية أثناء السباحة أو علم النبات في الحدائق المستدامة.

  • تُبنى الذكاء العاطفي بشكل طبيعي من خلال مواجهة تحديات جديدة وعلاقات اجتماعية متنوعة في بيئات جديدة.

أماندا تشير إلى أن أطفالها الصغار ولدوا في عالم الحركة المستمرة، حيث السفر جزء من الحياة، فلا يوجد مفهوم صارم لـ"المنزل" بل هو مكان يرتبط بالأشخاص والروتين أكثر من المكان. وتعطي أمثلة على اكتشافاتهم وانخراطهم في ثقافات محلية مثل حضور الطقوس التقليدية أو تعلم الحرف اليدوية.

أما ابنها الأكبر، البالغ 16 عامًا، فقد بدأ دراسته لشهادة IGCSE في سن مبكرة بدافع رغبته، وهو الآن يدرس درجة في إدارة الأعمال عبر الإنترنت بالتوازي مع شهادته الثانوية، معتمدًا على المرونة التي يوفرها هذا الأسلوب الحياتي.

رغم التحديات اللوجستية التي واجهتهم مثل قيود السفر أثناء الجائحة وتأخيرات الطيران، تؤكد أماندا أن التواصل المفتوح والقيم الواضحة كأسرة ودعم المجتمعات العالمية للتعليم العالمي ساعد في تجاوز الصعوبات. أسست مجتمعات للتعليم العالمي في دبي وجوا لدعم العائلات الأخرى التي تبنت هذا النمط.

للعائلات المهتمة لكن المترددة، تنصح أماندا بالبدء بخطوات صغيرة، وتجربة التعليم العالمي لفترة، ومراقبة تأثيره على الأسرة، مع التأكيد على أهمية التخطيط الجيد من حيث التكاليف وتوليد الدخل من خلال العمل عن بُعد أو المشاريع الحرة. وتوضح أن التعليم العالمي قد يكون في كثير من الأحيان أقل تكلفة من الحياة التقليدية في مدن مثل دبي.

بالنسبة لأماندا، مفهوم النجاح تغير جذريًا، من التركيز على المدارس الأفضل والوظائف الثابتة إلى تحقيق التوازن بين القيم الشخصية، والارتباط العائلي، والنمو الشخصي، وإتاحة مساحة للفرح.

تتطلع أماندا إلى مستقبل يتميز بتوسع حركة التعليم العالمي، مع زيادة مراكز الدعم، وتنوع النماذج التطبيقية، واعتماد تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والعمل عن بُعد، لتلبية حاجات المزيد من العائلات التي تسعى لبناء حياة تعكس تطلعاتهم الحقيقية.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com