يجب علي الاعتراف، لم أجد سيرين، تلك الحورية المراوغة بجانب المسبح، في أي مكان، وبدلاً من ذلك، وصلتُ ووجدت موقف سيارات أشبه بصالة عرض لأفخم السيارات في العالم. سيارات بنتلي وفيراري ورولز رويس كلها تلمع تحت أشعة الشمس، وقيمتها الإجمالية تنافس على الأرجح الناتج المحلي الإجمالي لدولة أوروبية صغيرة. وقف جيش من الخدم على أهبة الاستعداد، متحمسين لأخذ سيارتي بعيداً كما لو كانوا يتسابقون نحو الفصل التالي العالي بالأوكتان من سلسلة فيلم Fast & Furious . يمكن لهذا النوع من المشاهد أن يؤثر على روحٍ أقلٍ. ولكن على أي حال، بمجرد أن مررت بأعمدة مطعم سيرين باي جايا، تم اصطحابي إلى ما يمكن وصفه فقط بأنه أروع نادٍ ومطعم شاطئي في J1 Beach.
إنها واحة من الثراء والترف: فكر في العظمة غير المبالغ فيها لـ 5 Hertford Street أو Annabel's في لندن، ولكن الآن، أضف طبقة من أشعة الشمس، وصوت البحر الهادئ، وحمام السباحة المتلألئ الذي يدعوك عملياً إلى الغرق في أحضانه الباردة.
لكن كفى استعراضاً ولننتقل إلى الطعام، حيث يكمن السحر. للوهلة الأولى تبدو تشكيلة المأكولات البحرية ضخمةً إلى درجة أنّها قد تُثير دهشة بوسيدون نفسه. يُشبه عرض المحار الطازج، المتلألئ تحت أكوام من الثلج المجروش، كعمل لفنان طليعي أكثر من كونه مجرد عرض مطبخي. إنها وفرةٌ حقيقيةٌ من غنائم الصيد: جراد البحر، وسرطان البحر، وأوركسترا من الكائنات البحرية مُكدّسةً، حلمٌ لعشاق المأكولات البحرية.
ثم جاء كارباتشيو سمك الشبوط. رائع، شهي، وشفاف. كل شريحة رقيقة جداً وتكاد تذوب على اللسان، تتخللها مجموعة من التوابل التي أضفت نكهةً رائعةً، لاذعةً، وعلى قدر مناسب من الإثارة. كانت مأكولات بحرية في أبهى صورها: نيئة، خالية من أي إضافات، ومع ذلك تُقدم بتوقير يحلم به معظم الطهاة.
ثم جاء طبق سيفيتشي سمك القاروص. طازج؟ أجل، إلى درجةٍ لا تصدق وبطبقات من الحمضيات والأعشاب التي رقصت في داخل فمي كسيمفونية. أما سمك التونة الأصفر - الحلو، الرقيق، والمنعش- فكان دليلاً آخر على براعة هذا المطبخ.
وطُهي لحم البقر المشوي إلى درجة متوسطة النضج، وكان طرياً إلى درجة أنه يمكنك تناوله وأنت مغمض العينين.
ولن نغفل عن الأطباق الجانبية: سلطة يونانية كلاسيكية، غنية بنكهة جبنة الفيتا اللاذعة ولمسة من زيت الزيتون، والتي لا يمكن أن تأتي إلا من قلب البحر الأبيض المتوسط. وماذا عن الأخطبوط؟ دعنا نقول فقط إنه تميّز بتوازن مثالي بين الطراوة ولون الشوي، وهذا منح معظم رواد المطعم شعوراً بالنشوة.
بالنسبة إلى الأطباق الرئيسية، ركزنا على لينجويني الكركند. إنه تحفة فنية تجمع بين البساطة والفخامة. كانت المعكرونة طرية مع صلصة الكركند الزبدية، وكان للكركند الحلو والشهي بحد ذاته نكهة مميزة. وكأن ذلك لم يكن كافياً، فقد كان لحم البقر المشوي مطهواً إلى درجة متوسطة النضج، طرياً إلى درجة أنك تكاد تطلب تناوله وأنت مغمض العينين. وصلت سمكة قاروص كاملة، ومشوية بما يكفي ليكون جلدها مقرمشاً مع الحفاظ على طراوة لحمها - إلى المائدة كضيف فاخر ذي حضور مهيب.
ثم في النهاية وصلت الحلوى التي ستبقى محفورة في ذاكرتي طويلاً بعد آخر ملعقة. زبادي يوناني مثلج، مخملي وخفيف، متوج بالجوز المُكرمل ومغطى بالعسل. كانت متعة حقيقية، تزداد روعةً مع اللوكوماديس، تلك الكعكات اليونانية الرقيقة والناعمة. خاتمة حلوة لوجبة مثالية.
رائع. حقاً. هذا كل ما في الأمر. انطلقوا الآن في نهاية هذا الأسبوع.