

تم إنقاذ طفل يبلغ من العمر ست سنوات يُدعى سعيد من حافة الموت بعد تعرضه لإصابة دماغية خطيرة إثر حادث سير في أبوظبي.
وصل المريض الصغير إلى مستشفى "سلمى للتأهيل" في العاصمة وهو في حالة اعتماد تام على الآخرين غير قادر على الجلوس أو التواصل أو إطعام نفسه.
ما حدث بعد ذلك وُصف من قِبل الأطباء بأنه "تعافٍ استثنائي"، حيث شاهدوا المقيم الصغير يتمكن من المشي بمفرده خلال أسبوعين فقط من نجاته من الحادث.
ومنذ ذلك الحين، سافر سعيد إلى الخارج لمواصلة إعادة تأهيله الإدراكي، بعد أن اعتبر الأطباء تعافيه الجسدي مكتملاً.
على الرغم من التحديات التي واجهها بسبب إصابته البالغة في الرأس، بدأ سعيد رحلة تأهيل شاملة متعددة التخصصات بمشاركة أطباء ومعالجين فيزيائيين ووظيفيين، وأخصائيي علاج النطق واللغة، إضافة إلى طاقم التمريض.
تم إعداد خطة علاجية بهدف واحد — استعادة استقلاليته وتحسين جودة حياته.
في البداية، كان سعيد غير قادر على التحكم في رأسه أو جذعه، ويعتمد كلياً على الآخرين في جميع أنشطته اليومية. لذلك تم إدخاله في بروتوكولات جلوس وتثبيت متخصصة لتعزيز تنشيطه الجسدي. وخلال أسبوعين فقط، تطور من حالة عدم الحركة إلى المشي تحت إشراف بسيط علامة بارزة مبكرة في مسار تعافيه.
وأعربت المعالجة الفيزيائية ليوني كريستينا نوريس عن إعجابها بقوته قائلة: "على الرغم من أن جلسات سعيد كانت مليئة باللعب، إلا أن الجهد الذي بذله كان مذهلاً. رؤيته يسير خارج مستشفى سلمى ممسكاً بيدي والديه هو مشهد لن أنساه أبداً."
بعد ذلك، انتقل تركيز العلاج إلى العلاج الوظيفي الذي تناول تحدياته الإدراكية والحركية الدقيقة. ومن خلال تدخلات منظمة وموجهة بالمهام، أعاد تعلم مهارات الحياة اليومية مثل تنظيف الأسنان واستخدام أدوات الطعام.
وقالت المعالجة الوظيفية ذيبا فيراراغافان: "في غضون ثلاثة أسابيع فقط، استعاد سعيد قدراته الوظيفية، بما في ذلك ارتداء ملابسه بمساعدة بسيطة والتعرف على الألوان والأشكال. كما أصبح قادراً على الإجابة عن الأسئلة باللغة العربية، وأظهر تحسناً إدراكياً ممتازاً."
وكان لعلاج النطق واللغة أثر تحويلي مماثل. فقد وصل سعيد وهو يعتمد على أنبوب تغذية وغير قادر على الكلام. لكنه تمكن لاحقاً من التحدث بجمل كاملة وتناول الطعام بنفسه. وقالت أخصائية علاج النطق واللغة لياندري غوفيندر: "ساعده العلاج القائم على اللعب والمُوجَّه للطفل في استعادة مهارات اللغة والأكل. كان من المشوق حقاً رؤيته ينتقل من الإحباط إلى التواصل الكامل."
وعند خروجه من المستشفى، كان سعيد قد استعاد القدرة الكاملة على الحركة والوظائف الإدراكية والكلام. وأصبح قادراً على الركض وصعود الدرج والتواصل بوضوح وتناول الطعام بمفرده واللعب مع الآخرين.
وبالإضافة إلى الرعاية والخبرة الطبية التي تلقاها، لعبت عائلة سعيد دوراً محورياً في رحلته العلاجية، إذ قدمت له دعماً عاطفياً متواصلاً وتعاونت عن قرب مع الفرق الطبية المختصة.