
سارة سفيان، الوافدة الألمانية، البالغة من العمر 35 عاماً، هي المديرة العامة لشركة سكايرايز بارتنرز، وتقيم في دبي. بعد ست سنوات من الإقامة في الإمارات العربية المتحدة تقول إن المال يجلب البهجة، لكن في النهاية، الأشياء الثمينة كالحب والصداقة والضحك لا تُشترى.
كيف تصفين علاقتك بالمال؟
حبٌّ من طرف واحد. أرغب في المزيد منه، لكنه يظلّ صعب المنال. تربطني بالمال علاقةٌ عملية - بلا ضغينة، ولا هوس. لا أسعى وراءه، لكنني أحترم دوره في منحي الحرية والخيارات. بصفتي صاحب عمل، من المهمّ أن تبني مشروعك تدريجياً.
كيف تعتقدين أن هذه العلاقة تشكلت؟
مزيج من التربية والمجتمع وحسابي المصرفي يذكرني بأن الأشياء، للأسف، ليست مجانية.
ما هي الدروس التي تعلمتها من والدتك حول إدارة الأموال؟
والدتي ألمانية، لذا فإن الادخار جزءٌ لا يتجزأ من شخصيتها. لطالما كانت حريصةً على المال، ليس بصرامة، بل بحكمةٍ ورؤيةٍ مستقبلية. علّمتني أن الأساس المالي المتين يمنحك الاستقرار اللازم لاغتنام فرصٍ جديدة.
من تتحدثين معه بشأن الأمور المالية وهل تعتبريها من المحرمات بالنسبة لك؟
المال ليس موضوعاً محرّماً بالنسبة لي. لطالما كان والدي مستشاري الأول، ليس فقط في الأمور المالية، بل في قرارات الحياة عموماً. يتمتع برؤية متوازنة، أجدها بالغة الأهمية عندما أحتاج إلى مراجعة للواقع.
من هو الشخص الذي علمك أكثر عن الإدارة المالية؟
الحياة. بصراحة، لا شيء يُعلّمك أفضل من عيش أخطائك ونجاحاتك. كل قرار، سواءً كان جيداً أم سيئاً، يُضيف بُعداً جديداً لفهمك للإدارة المالية.
ما هي التجربة الأعمق التي مررت بها حتى الآن فيما يتعلق بالمال، سواء كانت جيدة أو سيئة، وماذا علمتك إياها منذ ذلك الحين؟
بصفتك صاحب عمل، يُعدّ التدفق النقدي أمراً بالغ الأهمية لضمان استمرارية نظامك. عليك التأكد من وجود احتياطي كافٍ دائماً، وإلا ستُعرّض كل شيء للخطر. وهذا ينطبق أيضاً على حياتك الخاصة. استمتع بالحياة، ولكن ادّخر أيضاً للأوقات التي تحتاجها بشدة.
كيف تعتقدين أن العيش في الإمارات العربية المتحدة قد غير علاقتك ونظرتك للمال؟
العيش في الإمارات العربية المتحدة أشبه بدورة مكثفة في الطموح. ترى من حولك قصص نجاح مبهرة، وهذا يدفعك لتوسيع آفاقك. إنها مكان لا يُشجع فيه المخاطرة المدروسة فحسب، بل يُكاد يكون ضرورياً إذا كنت ترغب في النجاح.
إذا كان بإمكانك تقديم نصيحة واحدة لطفلك أو لنفسك الأصغر سناً حول المال الآن، فماذا ستكون ولماذا؟
ابدأ بالاستثمار مبكراً. ابدأ بمبالغ صغيرة، ولا داعي لشراء هذه الأحذية.
ما هي الأشياء التي تقدرين إنفاق المال عليها؟
أحب الاستثمار في أعمالي. كما أستمتع بتدليل أحبائي، والسفر، وأحياناً أُنفق ببذخ على حذاء أنيق عندما أحقق إنجازاً. إنها طريقتي البسيطة للاحتفال بالتقدم.
هل تخططين لأموركِ المالية على المدى الطويل، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف؟
أعتقد أنني أتبع نهجاً استثمارياً متوسطاً إلى طويل الأجل. أؤمن بمحفظة استثمارية متوازنة - عقارات، أسهم، واحتفاظ ببعض السيولة النقدية. من المهم التحلي بالمرونة والتكيف مع الظروف المتغيرة.
ما هو هدفك أو حلمك على المدى الطويل والذي يرتبط بوضعك المالي؟
تنمية أعمالي. هناك الكثير مما أرغب في تحقيقه مع سكايرايز بارتنرز، لا سيما في توسيع نطاق تأثيرنا على برامج القيادة النسائية في الشرق الأوسط وخارجه. يلعب الاستقرار المالي دوراً كبيراً في تحويل هذه الرؤية إلى واقع.
كم تدخرين شهرياً؟
أحاول الادخار قدر الإمكان دون المساس بالاستمتاع بالحياة. أؤمن بالتوازن السليم بين عيش اللحظة والاستعداد للمستقبل.
ما هو أعظم قرار مالي اتخذته؟ أكثر قرار تفخرين به أو القرار الأكثر نفعيةً؟
يعتمد الأمر على عوامل كثيرة لا أستطيع التنبؤ بها بعد. مع ذلك، بالنسبة لي، القرار المالي الأمثل هو القرار الذي سيحقق لي أفضل عوائد مستقبلية، سواءً كان استثماري في عملي أو في رأس المال الذي اشتريت به الأسهم.
ما هو أكبر ندم مالي لديك؟ أو أكبر خسارة مالية واجهتها؟
تكبدتُ أكبر خسارة مالية عندما استثمرتُ في شركة وايركارد. انخفضت أسهمها بشكل حاد بعد أن كشف مجلس إدارتها عن نيته إعلان إفلاسها.