حملة طالب من دبي تمنح 15 ألف طفل في الهند نعمة البصر

عندما كان "أبيناف سوبتي" في التاسعة من عمره، تم تشخيص إصابته بإعتام عدسة العين في كلتا عينيه
أبيناف سوبتي

أبيناف سوبتي

تاريخ النشر

ما بدأ كمبادرة بسيطة من مراهق لإعادة استخدام النظارات القديمة، تحوّل إلى حملة إنسانية عابرة للحدود تمزج بين التعاطف والاستدامة.

عندما كان الطفل أبيناف سوبتي في التاسعة من عمره، تم تشخيص إصابته بإعتام عدسة العين في كلتا عينيه، وهو ما شكّل صدمة لعائلته. ولحسن الحظ، كانت الحالة بسيطة ولم تتطلب جراحة. لكن خلال زياراته المتكررة إلى الهند للمتابعة الطبية، لاحظ النقص الواضح في خدمات رعاية العيون للأطفال هناك. تلك التجربة تركت أثراً عميقاً في نفسه، إذ أدرك مبكراً أن شيئاً بسيطاً مثل نظارة يمكن أن يغير حياة طفل بالكامل.

بعد مرور سنوات، تحوّل هذا الإدراك الهادئ إلى شرارة أطلقت حملة "هبة البصر" (The Gift of Sight)، وهي مبادرة يقودها الطلاب ونجحت حتى الآن في إعادة البصر لأكثر من 15 ألف طفل محروم في الهند.

أبيناف، الذي يدرس حالياً في الصف الثاني عشر في دبي، بدأ حملته قبل ثلاث سنوات بوضع عدد قليل من صناديق جمع النظارات في مدرسته. وقال: "نحن عادة نغيّر نظاراتنا أو نتوقف عن استخدامها، لكن الأُطُر تظل ذات قيمة. بدا الأمر مؤسفاً أن تبقى غير مستخدمة بينما يمكن أن تساعد شخصاً آخر في أن يرى العالم بوضوح."

أول عملية جمع أسفرت عن حوالي 50 نظارة، جرى إرسالها إلى مستشفى شروف الخيري لطب العيون في الهند، حيث قام الأطباء بإعادة تأهيلها وتوزيعها على الأطفال المحتاجين.

وبعد النجاح الأولي، وسّع أبيناف نطاق جهوده، وبنى شبكة تضم أكثر من 80 سفيراً من فئة الشباب في الإمارات والهند. ومن خلال هذه الشبكة، نُظمت حملات جمع نظارات في مختلف المجتمعات والمدارس، بهدف التأكد من أن أي نظارة صالحة لا تذهب سدى.

تُوزع النظارات المُجدّدة اليوم عبر شبكة متنامية من المنظمات غير الحكومية في مختلف أنحاء الهند، من بينها: مستشفى شروف الخيري، ومستشفى موديل للعيون، ومنظمة "بيبول فور أكشن" (People for Action)، ومؤسسة "سواراج فيكاس" (Swaraj Vikas Foundation)، ومنظمة "يوفا شاكتـي باراكرام" (Yuva Shakti Parakram). وكل نظارة تصل إلى طفل تعيد إليه الثقة بالنفس وتمكّنه من متابعة التعليم، إلى جانب الحد من هدر النفايات البلاستيكية والمعدنية.

وقال أبيناف: "الأمر لا يتعلق فقط بإعادة استخدام النظارات، بل بمنحها وحاملها فرصة ثانية للحياة. كل إطار يُعاد استخدامه يربط بين المسؤولية البيئية والوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم."

وقد حظيت الحملة بإشادة من هارش ماهاجان، عضو مجلس الشيوخ الهندي (راجيا سبها)، الذي أشاد بالنهج المبتكر للحملة في الجمع بين مفهوم الاستدامة والخير الاجتماعي.

وبالنسبة إلى أبيناف، فإن المشروع يحمل بُعداً شخصياً عميقاً لا يقل عن جانبه الإنساني. وقال: "كنت محظوظاً لأن حالتي لم تكن خطيرة، لكنها جعلتني أدرك كم يُعاني آخرون من ضعف البصر دون أي دعم طبي. إذا كان بإمكان نظارة قديمة أن تغيّر ذلك – فلماذا نتركها تُهدر؟"

ما بدأ كمشروع مدرسي بسيط في دبي، تطوّر اليوم إلى مبادرة إنسانية تمنح البصر والثقة والأمل لآلاف الأطفال – نظارة بعد أخرى.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com