حققت الناشرة والمؤلفة والمدافعة عن حقوق المرأة الإماراتية الشيخة بدور القاسمي تاريخاً جديداً عندما أصبحت أول امرأة من دولة خليجية عربية تحصل على جائزة "بولونيا راجاتزي" المرموقة للرواية.
وتسلمت الشيخة بدور القاسمي الجائزة عن كتابها الرائد للأطفال "بيت الحكمة" في حفل أقيم في كنيسة "فارنيزي" الرائعة في قصر أكورسيو في بولونيا.
"بالنسبة لي، تُشير هذه الجائزة إلى تحوّل نحو قطاع نشرٍ أكثر شمولاً لكتب الأطفال. ففي ظلّ التوترات العالمية المتصاعدة، تحمل قصصٌ مثل "بيت الحكمة" رسالةً مفادها أن الكتب قادرةٌ على تحقيق الوحدة والتقدم وتعميق التفاهم بين الثقافات. إنها بيانٌ في الوقت المناسب حول قدرة الأدب على بناء الجسور وإبراز الصورة الإنسانية الأوسع"، كما قالت الشيخة بدور.
وكان بيت الحكمة مكتبةً ترمز إلى كيف يُمكن للمعرفة والتعاون بين الثقافات أن يبنيا جسورًا متينة. ويُعتبر فقدانه عام ١٢٥٨ رمزًا مأساويًا لهشاشة الحرية الفكرية - وهو درسٌ لا يزال ذا أهميةٍ لا تُضاهى اليوم.
ويحظى "بيت الحكمة" بالتقدير لنهجه الجذاب في تشجيع الفكر النقدي والفضول العلمي والرحمة، ويمثل نجاحه تقدماً في الاعتراف الدولي بقيمة أدب الأطفال في الشرق الأوسط.
شاهد الفيديو أدناه:
تم رسم الكتاب بواسطة الفنان مجيد زكري يونسي، حيث يقدم فنه المثير تكملة مذهلة للقصة.
ورغم عدم تمكنه من التواجد في بولونيا لاستلام الجائزة مع الشيخة بدور، قال: "كان العمل على "بيت الحكمة" فرصة فريدة لالتقاط روح الفضول والابتكار التي تدفع البشرية نحو السعي اللامتناهي للتعلم والحوار، وهو ما صورته الشيخة بدور بمهارة في روايتها".
في اليوم التالي لتوزيع الجوائز، شاركت الشيخة بدور في جلسة نقاشية مع فائزين آخرين بجائزة بولونيا راجاتزي، وانضمت إلى حفل استقبال أقيم في جناح مجموعة كلمات. وفي كلتا المناسبتين، شاركت الشيخة بدور إلهامها وراء "بيت الحكمة"، مؤكدةً على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والفكري، ودور السرد القصصي في تجسير الهوة الثقافية، والتزام الشارقة بتعزيز المعرفة، بما في ذلك من خلال إنشاء "بيت الحكمة" الخاص بها.
قبل حصولها على الجائزة، وقعت الشيخة بدور نسخًا من كتابها في مكتبة جيانينو ستوباني للأطفال، التي ساعدت في ترميمها بعد أن دمرتها النيران في عام 2022. ولدعم عملية التجديد، خصصت الشيخة بدور مبالغ كبيرة من مكتب الشارقة عاصمة عالمية للكتاب.